ذكر باحث متخصص في الشأن السوري هنا الاثنين أن عقد اجتماع (جنيف 2) في مرحلته الثانية اليوم بين النظام والمعارضة سيسفر عن نتائج "قاتمة" الى جانب نتائج ايجابية "قليلة" متوقعا استمرار المفاوضات والحرب سنوات طويلة. واستبعد الباحث في معهد الخدمات الملكية المتحدة بلندن شاشانك جوشي في حديث لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) التوصل الى تشكيل حكومة انتقالية تحوز موافقة الطرفين معربا عن الاسف لان المفاوضات لن تحقق هذا الهدف. واعتبر ان جانبي المفاوضات (الحكومة والمعارضة) يسعيان الى استغلال اجتماع جنيف ليكون "منصة للدعاية ووسيلة لانتقاد الخصم وتأكيد الشرعية" ويتجاهلان "عمدا" الغرض الاساسي من الاجتماع. وقال جوشي وهو باحث متخصص في قضايا الدفاع والأمن في منطقة الشرق الأوسط إن الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا "مصابة بخيبة أمل" لأن الطرفين لا يقومان بمفاوضات "جدية" مشيرا الى ان الحديث لا يتم بشكل مباشر فيما يقوم الممثل الدولي والعربي المشترك الى سوريا الاخضر الابراهيمي بدور الوسيط. ورأى أن الشيء الإيجابي الوحيد في اللقاء الماضي هو الاتفاق على استئناف اجتماعات (جنيف 2) اليوم. وأقر جوشي بأن الجولة الاولى انتهت الى "جمود كامل" بعد ثلاث سنوات من حرب ادت الى مقتل اكثر من 130 الف شخص وتشريد الملايين مشيرا الى عدم تمكن اي من جانبي الصراع حتى الان من ترجيح الكفة لصالحه على الأرض. وحول فشل الجولة الأولى بشهادة الابراهيمي نفسه قال الباحث جوشي إنه بالرغم من كل المحاولات فانه لم يتم احراز تقدم ملموس في اجتماع (جنيف 2) السابق معتبرا ان كلا الطرفين ما زالا يشعران بانهما قادران على تحقيق الفوز وأن قوتهما لم تستنفد فيما يعتقد البعض ان ميزان القوى يميل لصالح النظام. ورأى ان المحادثات قد تستغرق فترة حتى تصاب جميع الاطراف المتقاتلة بالانهاك وتصل الى حقيقة ان القتال الدموي لن يؤدي الى مكاسب عسكرية. لكنه اشار الى انه "في الوقت الراهن فان كل جانب لا يزال يشعر بأنه يمكن أن يحقق مكاسب عسكرية وأنه قادر على الفوز مع تأمين الدعم من أنصاره في الخارج". ورأى جوشي ردا على سؤال "ان المعارضة التي تحاور في جنيف لا تمثل كل اطياف المعارضة" على الأرض مشيرا الى وجود العديد من الحركات الاسلامية غير الممثلة وهي اساسا "لا تريد التوصل الى حل سياسي". في المقابل أكد جوشي ان العديد من القيادات البارزة في النظام السوري لا تريد هي أيضا "التوصل الى حل سياسي" وتفضل الحل العسكري الذي لم يتحقق رغم كل المحاولات. وعن الجانب الانساني لاحظ جوشي ان الدول التي تعهدت بمساعدة سوريا لم تف بكل تعهداتها حتى الان لافتا الى الازمة الانسانية الكبرى من خلال نزوح ملايين السوريين عن بيوتهم الى مناطق اكثر امنا داخل سوريا أو خارجها في الدول المجاورة مطالبا جميع الدول في انحاء الشرق الأوسط واوروبا بالمساعدة في هذا الخصوص واستيعاب المزيد من اللاجئين على اراضيها. ورأى جوشي ان على روسيا وايران الضغط على النظام السوري للسماح بوصول المواد الغذائية إلى المدن السورية المحاصرة معتبرا ان ما جرى حتى الان من خلال السماح بمغادرة المدنيين المحاصرين في بعض المناطق كما حدث اخيرا في حمص حالات "ليست جيدة بما فيه الكفاية". وأعرب عن تخوفه من ان هذا العمل يمكن أن ينطوي أساسا على عملية تطهير عرقي وسيؤدي إلى مزيد من النزاع. وكانت دمشق اعلنت اخيرا عن اتفاق مع الامم المتحدة لاجلاء مئات المدنيين المحاصرين في مدينة حمص المحاصرة من بينهم النساء والأطفال والمسنون. وحول آفاق الجولة الثانية من محادثات (جنيف 2) المقررة اليوم قال جوشي إن "الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يؤدي إلى نجاح المفاوضات سيكون عندما يبدأ أحد الجانبين تحقيق فوز" على الأرض وهذا قد يديم أجل المفاوضات "لسنوات طويلة" وذلك لان النتائج على الأرض لن تتحقق في فترة قريبة منظورة. وأعرب عن تشاؤمه من مستقبل سوريا متوقعا أن تستمر "هذه الحرب الأهلية فترة طويلة جدا". ونوه جوشي بدور الكويت الانساني مشيرا الى قيادتها لمؤتمري المانحين الاول والثاني والتبرع الكبير الذي قدمته لمساعدة اللاجئين. ولفت الى التبرع السخي لسمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بنحو خمسة ملايين دولار أمريكي لبناء قرية كاملة مع وسائل الراحة لصالح اللاجئين السوريين في الأردن اضافة الى تبرع الكويت ب300 مليون دولار العام الماضي وتعهدها بتقديم نصف مليار دولار في مؤتمر المانحين الثاني في 15 يناير 2014 لمساعدة نحو ثلاثة ملايين لاجئ سوري في البلدان المجاورة. ووصف جوشي دولة الكويت بانها "رائدة على الساحة الدولية في هذا الجهد الإنساني".