الطفلة الصغيرة "فيروز"

"بالحب والغصب"، كلمتان تُلخصان حلمًا قد يكون صغيرًا في نظر الكثيرين، لكنه "هدفًا وبهجًة" لـ"فيروز" تلك الطفلة الصغيرة التي لا يتعدى عمرها الـ5 سنوات، فهي تُحضّر الآن لإقامة معرض "أون لاين" للوحاتها البسيطة التي رسمتها بأنامل أصابعها الرقيقة، وخلال هذا المعرض "هتشتري يعني هتشتري لكن بنفس راضية"؛ كما قالت والدتها "صفاء صفوت" في وصف معرض ابنتها.

 ورثت "فيروز" حب الرسم عن والدتها "صفاء صفوت"، فاعتادت أن ترسم "لوحة بسيطة" من حين لآخر وعكفت الأم على تشجيعها بصفة دائمة: "(فيروز) بتختار الأشكال اللي عايزة ترسمها والألوان بكامل حريتها، وبتستخدم ألوان خشب وكراسة رسم عادية. لوحاتها صغيرة تناسب طفلة صغيرة مثلها".

 وكخطوة نحو تشجيع ابنتها الصغيرة، نشرت "صفاء" 6 رسومات لـ"فيروز" على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ولم تتوقع إعجاب المتابعين والأصدقاء لـ"لوحات" ابنتها البسيطة؛ ما جعلها تتحمس للتفكير في مزيد من الخطوات لتنمية مهارة ابنتها وزيادة حماسها: "وعدّت (فيروز) أعملها معرضًا في المنزل -كما فعل عمنا صلاح جاهين مع ابنته- ودعوة أصدقائنا لزيارته، وبيع رسوماتها تحت شعار (بالحب والغصب) مقابل (جنيه واحد) للرسمة، وأي فلوس هنجمعها أزود عليها ونروح نشتري ألوان مياه وزيت ليها ونكمل في الطريق ده".

 لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث تفشى فيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، وأجبر الكثيرين على الجلوس بالمنازل، وفي تلك الأثناء، زاد اهتمام "فيروز" بالرسم، وخاصة بعد تعليق الدراسة وغلق الحضانات واتساع وقت الفراغ، فبدأت ترسم المزيد من اللوحات وباتت الأم "صفاء" تنبهر بإتقان ابنتها شيئًا فشيء في اختيار الألوان: "كورونا جه قعدنا كلنا في البيت، فدورت على حاجة أعملها أنا وبنتي تكون بتحبها علشان تساعدنا ننسى كل التوتر اللي حوالينا، وقررنا نقضيها رسم وتلوين، لحد ما (فيروز) بدأت تزن على فكرة المعرض، فقررت أعمله ليها (أون لاين)".
 
اختارت الأم "صفاء" الساعة الثامنة من مساء غد الجمعة، كموعد لإقامة "أول معرض لصغيرتها"، وبدأت "فيروز" في التحضير بنفسها لإطلاقه: "هنطلع (لايف) من حسابي الشخصي على (فيسبوك)، أو فعليًا (فيروز) هي اللي هتطلع (لايف) من عندي علشان تعرض صورها وتشرحها بالطريقة اللي هي فاهماها بيها، وسعر اللوحة 10 جنيهات، وكل حد حابب صورة وعاوز يشتريها، هيكتب (كومنت) أنه خلاص اشترى اللوحة الفلانية".
 
"طبعًا الـ10 جنيهات مش رقم، لكن أهم حاجة نساهم بيها" قالتها الأم، فمعرض "بالحب والغصب" ليس هدفه جمع المال ولكن تحقيق حلم فتاة صغيرة وتشجيعها على تنمية موهبتها، لتوضح "صفاء"، لـ"الشروق": "مش هناخد فلوس اللوحات، لكن شرط المعرض إن اللي هيشتري لوحة؛ يتبرع بسعرها لأي جهة يحبها، أي جهة يكون شايف إنها محتاجة مساعدة في التوقيت الحالي (أزمة كورونا)، أو حد من الأرزقية اللي عيشه اتقطع الفترة دي ممكن يديله فلوس اللوحات دي، أو إرسال رسائل قصيرة للمستشفيات التي تقبل التبرعات عن طريق الـ(SMS)، أو المساجد أو لأي جهة بتساعد المحتاجين عمومًا، وطبعًا ممكن التبرع بيها لمستشفى الحميات".

 أضافت "فيروز" ميزة جديدة لمعرضها، فهناك إمكانية أن تُباع اللوحة الواحدة لأكثر من شخص: "علشان يكون الموضوع دعوة للخير أكتر، قولنا إن اللوحة الواحدة ممكن يشتريها أكتر من واحد، فنضمن إن الفلوس اللي هتتوزع على الغلابة هتكون أكتر، ولو كذا حد اشترى نفس اللوحة، (فيروز) هاترسم منها أكتر من نسخة، وهنبعت الرسومات دي للناس بعد أزمة كورونا ما تنتهي؛ علشان يحتفضوا بيها كتذكار من (فيروز) وعليها توقيعها كتشجيع ليها وشكر للناس اللي اهتمت وشافت المعرض واشترت منها".

قد يهمك أيضا:

كاتب تنبَّأ بموجات الهجرة إلى أوروبا قبل 19 عامًا

متحف يُعيد الحياة إلى روايات نجيب محفوظ وسط القاهرة التاريخية