حصن الخبيب

يقع حصن الخبيب على قمة جبل مقابل جبل الشأن و يطل على وادي سمد الشأن بالتحديد قرية الخبيب ومن أبراجه ونوافذه يمكن الكشف عن روعة البساتين وجمالية سمد الشأن ويعد الحصن من أهم المعالم التاريخية في نيابة سمد الشأن بولاية المضيبي في محافظة شمال الشرقية وكان يعتبر مركزا حكوميا مهما حيث كان مقرا للولاية وقضاة سمد الشأن في تلك الحقبة التي ليست ببعيدة.

باني الحصن

المرحلة الأولى للحصن بنيت في عام 1222م ويذكر انه بني بشكل كامل في القرن التاسع عشر الميلادي، والحصن مستطيل الشكل مبني من الحصى والصاروج وأبعاده الخارجية حوالي 28 م شمال جنوب 23 م تقريبا شرق غرب، مكون من دورين وبه برجين دائريين له مدخلين الأول رئيسي من جهة الجنوب بمدخل عرضه 1.50م وارتفاعه 2.80م يتكون من حوالي 12 موزعة على مساحة الحصن وأبراجه وتتنوع استخدمات هذه الغرف.

سبب التسمية

ذكر أن سبب التسمية بالخبيب لأن الخبب هو المنطقة المنخفضة وهي المنطقة المحيطة بالحصن ونسبة إلى ارتفاع بنائه عنها.

المداخل بالنسبة للقلاع والحصون أمر مهم جدا لذلك أقيمت له تحصينات دفاعية أهمها أن الأبواب صنعت من الخشب القوي الذي لا يخترق بسهولة وطعمت الأبواب بالمسامير لتثبيت أضلاع الباب، ومدخل حصن الحبيب يتميز بأنه مدخل كبير عرضه 2 م وارتفاعه 2.35 م يعلو المدخل قوس يطلق عليه اسم قوس حذوة الفرس تميز هذا المدخل بالازدواجية لغايات دفاعية يتوسطه من الأعلى مصب الزيت والدبس المغلي كصفة معمارية دفاعية لعمارة القلاع والحصون، أما المدخل الثاني للحصن فهو من جهة الشرق وهو مدخل صغير سقفه من الجص على نظام العقود الزورقية زين بزخارف جصية.

وما يميز حصن الحبيب الزخارف الجصية والخشبية في معظم أجزائه حيث يعلو عتبات المداخل جميعها زخرفة هندسية جصية وخشبية تمثلت بأشكال دائرية أو شبه دائرية وأحيانا على شكل قلوب متساوية متداخلة متعاكسة، أما الزخرفة الجصية فقد علت معظم النوافذ والأبواب المطلة على الساحة السماوية للحصن بالإضافة إلى مداخل ونوافذ الدور الثاني وزخرفة جصية غطت أسقف الأبراج والممرات على شكل أنصاف دوائر متساوية المساحة.

الفتحة السماوية

الفتحة السماوية موجودة في الساحة الأمامية لحصن الحبيب لتوفر الإضاءة ولتهوية غرف الحصن في الطابق الأرضي، ويوجد بالحصن برجين دائرين واستخدام الأبراج في بناء الحصون يعتبر سمة دفاعية تحصينية قديمة كانت تستخدم للدفاع والمراقبة وكان المدافعون يستخدمون فيها وسائل دفاعية مختلفة من بنادق ومدافع وغير ذلك. فاشتملت هذه الأبراج على العديد من المرامي والفتحات منها فتحات ضيقة تساعد الرامي من الداخل على رماية من بالخارج وهي في مستوى ارتفاع معين يساعد الرامي وهو واقف أو جالس على الرمي من هذه الفتحات أو المزاغل التي تكون موجهة للأسفل مباشرة.

البرج الجنوبي الغربي

يقع على يمين المدخل الجنوبي مباشرة مكون من دورين وشرافة الدور الأرضي ينفصل إنشائيا بشكل كلي عن الدور الأول مدخله من الجهة الشمالية بعرض 90 سم وبارتفاع 90.1 م وارتفاع الدور الأول للبرج من الخارج حوالي 3 م وسقف البرج الداخلي مبني بالحصى والصاروج وهو على شكل قبة نصف دائرية من الداخل يحتوي على بعض المزاغل الدور الأول من البرج يدخل له من الدرج الداخلي عن طريق غرفة مربعة ارتفاع المستوى الأول من الخارج 3 م يحتوي المستوى الأول من البرج على مجموعة نوافذ ومزاغل تحيط بواجهتي البرج المطلتين على الجهة الغربية والجنوبية.

البرج الشمالي الشرقي

يتكون من مستويين وشرفة المستوى الأرضي أصم أي أنه بني على كتلة صخرية بدون أية مداخل أو نوافذ حيث تم الاستفادة من الصخر في رفع مستوى البرج لغايات عسكرية، المستوى الأول يدخل له من داخل الحصن وهو مستطيل الشكل تقريبا من الداخل ودائري من الخارج يحتوى على عدة مزاغل و نوافذ سقفه زورقي مبني من الحصى والصاروج وزخرف بالجص من الداخل.

الإضاءة والتهوية

عملية الإضاءة والتهوية من العناصر الأساسية وهي متواجدة في أجزاء مختلفة من تكوينات حصن بيت الخبيب كتلك التي في غرف السكن والإقامة وهي عبارة عن نوافذ يمكن التحكم في غلقها وفتحها حسب الرغبة في ذلك، هذه النوافذ مكونة من فردتين من الخشب وقضبان حديدية طولية وعرضية وغالبا ما تأخذ الشكل المستطيل، وهي ذات أشكال وأحجام وأنواع مختلفة وكلها تحقق غرض تسهيل الإضاءة والتهوية لمرافق الحصن من غرف وثكنات وأبراج وسلالم و غيرها، كما يشتمل الحصن على العديد من العناصر التحصينية المعروفة مثل الأبراج والسقاطات والمزاغل وفتحات رمي المدافع والبنادق، ويضم كذلك عناصر اتصال وحركة من سلالم مؤدية لأسطح الأبراج والدور العلوي للحصن، ويحتوي على بعض المداخل والممرات والدهاليز بالإضافة إلى مصدر للماء عبارة عن بئر داخل الحصن عمقه اكثر من 13م وأخرى خارج الحصن إضافة إلى حمامات ومخازن للأسلحة والمؤن وسجن ومصلى للنساء، بالإضافة لمجموعة أبنية أخرى محيطة بالحصن تم الكشف عنها نتيجة الحفريات الأثرية الأخيرة لم تحدد ماهيتها بعد.

استخدام الغرف

استخدمت غرف الطابق السفلي للسكن في الشتاء وغرف الطابق العلوي كانت تستخدم للعائلات للسكن في فترة الصيف. أما غرف الأبراج فكان يسكن فيها الخدم وحراس الحصن أما البرزة فكان الوالي يستقبل فيها ضيوفه ويسير أعماله اليومية، ويوجد في غرف الحصن مخازن للبارود وأخرى كانت تستخدم كسجن تسمى (مطمرة)، وفي الجهة الشرقية للحصن كان يوجد أحواض ومصلى للنساء محاطة بجدار حتى لا تنكشف على المارة بالإضافة إلى غرف احتوت على مصاطب استخدمت كأماكن لتخزين التمور. بالإضافة إلى غرف الاستقبال والقضاء .

( البرزة )

وهو المكان الذي يستقبل فيه الوالي أو القاضي العامة وفيه تتم مناقشة أمور حياتهم ومشاكلهم اليومية وخلافاتهم، وهذا المجلس مستطيل الشكل 5.90 - 4.50 م يتوسطه دعامة من الحصى والطين مربعة الشكل، ويحتوي على نوافذ للتهوية وروازن للتخزين، وقد تأثر الجدار الغربي للبرزة بسبب الأمطار الغزيرة التي سقطت على المنطقة في الفترة الأخيرة.

قد يهمك ايضاً

المتحف الوطني العُماني ينتهي من مشروع حفظ وصون ألبوم صور عمره 150 عاماً

وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني يزور المتحف الوطني في عُمان