واشنطن - رولا عيسى
كشفت دراسة أميركية أن الجرعة اليومية من دواء الأسبرين يمكن أن تساعد على وقف نمو سرطان الثدي.
ووجدت دراسات سابقة أن هذا الدواء فعال في منع انتشار سرطان القولون والجهاز الهضمي والبروستاتا، فضلا عن أشكال أخرى من المرض.
واكتشف الباحثون أن السر يكمن في تعاطي الأسبرين الذي يساعد على تهيئة البيئة المناسبة حول الخلايا الجذعية السرطانية، بحيث تحد من تكاثر الخلايا السرطانية.
وأوضح مدير الأبحاث في وحدة أبحاث السرطان في مركز كانساس سيتي الطبي، سوشانتا بانيرجي، أنه يمكن استخدام الأسبرين لتقليل مخاطر ظهور الأورام السرطانية الثانوية، أو انتكاسة المرض بعد خمسة إلى 10 أعوام من التشخيص الأولي للمريض.
وأضاف "عندما يتم علاج مريض السرطان، يبدأ الورم في الانكماش، ولكن يبدأ المرض في الانتكاس بعد خمسة إلى عشرة أعوام بعد التشخيص الأولي للمرض، ويترك السرطان بعضاً من الخلايا الجذعية المتبقية".
وتابع "هذه الخلايا تمكنت من النجاة بالفعل من العلاج الكيميائي وغيره من مختلف علاجات السرطان، ثم تتحول إلى خلايا نائمة تستيقظ عندما تصبح ظروف الجسم أكثر ملاءمة للتكاثر مرة أخرى، و تعود إلى الظهور بشكل عدواني للغاية".
وأجرى بانيرجي وفريقه العديد من الأبحاث لاختبار قدرة الأسبرين على تغيير المسار الجزيئي في خلايا سرطان الثدي، لدرجة أنها ستتوقف عن الانتشار، وقاموا بوضع خلايا سرطان الثدي المختلفة في 96 وعاء طبيا منفصلا، وتركوها لتتطور، ثم قاموا بتعريض ما يزيد عن نصف العينات إلى جرعات مختلفة من حمض أسيتيل الساليسيليك المعروف باسم الأسبرين.
وأوضح بانيرجي أنه "كلما زاد التعرض إلى جرعات الأسبرين، ارتفع معدل موت الخلايا، أما بالنسبة للخلايا التي لم تمت، فقد فقدت قدرتها على النمو".
واشتمل الجزء الثاني من الدراسة على إجراء التحليلات اللازمة للأورام العدوانية، لأكثر من 20 فأر تجارب، التي أعطاها الباحثون جرعة منخفضة من الأسبرين بما يعادل 75 ملليغرام، لمدة 15 يوما.
وبعد انقضاء فترة الدراسة، قام العلماء بوزن وفحص الأورام وتوصلوا إلى نتائج مذهلة، حيث تقلصت الأورام السرطانية لدى الفئران التي تناولت الأسبرين بنسبة 47 %.
كما أجرى الباحثون العديد من التجارب الأخرى التي تكشف أن استخدام الأسبرين بانتظام يمكن أن يمنع ظهور سرطان، حيث تناولت مجموعة أخرى من الفئران الدواء لمدة عشرة أيام قبل تعرضهم للخلايا السرطانية.
وبعد 15 يوما، انخفض معدل نمو الخلايا السرطانية، وبين بانيرجي "لقد وجدنا أن الأسبرين ساعد على تقليص خصائص الخلايا السرطانية الجذعية، من حيث القدرة على تجديد نفسها، ولذلك نعطي المرضى الأسبرين بعد العلاج الكيميائي لمنع انتكاسة المرض، ويمكن استخدامه بشكل وقائي".
وينصح الخبراء المرضى بضرورة استشارة الطبيب قبل البدء في نظام تناول الأسبرين يوميا.