لندن ـ كاتيا حداد
تقدُم المرأة في العمر عادة ما يعود بتأثير سلبي على الجسم؛ ففي عُمر العشرين تكون في أفضل حالاتها وبمنأى عن الكثير من العوامل التي تؤثر على صحتها، بينما في الثلاثين من عمرها تبدأ أولى نقاط التحول المؤقت نحو الطريق المؤدي إلى التقدُم في السن.
وحتى في ظل وجود مزيد من الثقة والاستقرار المالي، وهي العوامل التي تؤدي إلى الشعور بالسعادة، فإن ذلك لا يمنع من ظهور علامات التقدم في السن التي يمكن ملاحظتها في التغيير، الذي يطرأ على الشعر واكتسابه اللون الرمادي وكذلك القدم وملامح الوجه.
وكلما كان التقدم في العمر سريعًا كان الجسم أكثر عرضة لظروف صحية معينة بحيث يصبح الإستغراق في النوم أكثر صعوبة بينما تظهر العلامات الأولى لانقطاع الطمث بالوصول إلى سن الأربعين.
لكن قبل التسرع والبحث عن علاج سحري لتخفيف أعراض التقدم في السن هناك الكثير من الأشياء يمكن للمرأة القيام بها للعناية بصحتها.
ولعلاج مشكلة الحيض ينصح بممارسة تمارين اليوغا في الصباح قبل العمل لساعات طويلة والانشغال بأمور الأطفال، مع احتساء المشروبات مع الأصدقاء؛ فالهرمونات كل أربع أسابيع أو أكثر تجبر الجسم على العمل ببطئ ومع الوصل إلى سن الثلاثين تصبح المرأة أكثر معاناة لأعراض الحيض أكثر من أي وقت مضى.
وبحسب ما تؤكد الدكتور غلينفيل فإن تقلب المزاج والقلق والتوتر والنهم في تناول الطعام يجعل الحياة أكثر صعوبة، والحل في القضاء على مشاكل الحيض يكمن في تحقيق مستويات متوازنة للسكر في الدم، وهو ما يتأتى من خلال الاستغناء عن السكر المكرر والكربوهيدرات والقضاء على الكحول والاتجاه إلى تناول 6 وجبات صغيرة في اليوم، بما في ذلك 3 وجبات خفيفة صحية، ويفضل أيضًا إضافة جزء صغير من البروتين للحفاظ على مستويات الطاقة مستقرة.
وتضيف أن تناول وجبات منتظمة واتباع نظام غذائي صحي يساعد حقًا على تحقيق توازن في الهرمونات وخاصة إذا كانت المرأة تعاني من دورات شهرية غير منتظمة، وهناك حيلة أخرى لتخفيف أعراض الدورة الشهرية الصعبة عبر إضافة المزيد من الحديد قليلاً إلى الحمية الغذائية، الذي يساعد على زيادة إنتاج هرمون السيروتونين الذي يشار إليه بـ"هرمون السعادة".
أما بشأن الخصوبة؛ فإن كل امرأة تقوم بتربية طفل يزداد الضغط عليها لتحقيق توازن بين العمل وتربية الطفل، وعلى نحو متزايد فإن هناك الكثير من النساء يفضلن التأخير في إنجاب الأطفال وإعطاء أولوية لحياتهن المهنية، بينما بعض النساء الأخريات يفضلن بأن يصلن إلى الاستقرار المالي قبل إنجاب الأطفال حتى يكن قادرات على تحمل مسؤولية الأسرة.
ومن بين الأشياء المرتبطة بالصحة والتي لا تستطيع المرأة التحكم بها هي الخصوبة، فوفقًا لمجلة التناسل البشري فإن المرأة في منتصف الثلاثين من العمر والتي ترتبط بشريك يكبر عنها في السن ليس لها سوى فرصة 20% من الحمل كل شهر، وليس ذلك بسبب تراجع كفاءة الحيوانات المنوية للرجل مع التقدم في السن وإنما أيضًا لتأثر المبايض لدى المرأة بكبر السن.
ومع صعوبة التنبؤ بمدى خصوبة المرأة في ظل تقدمها في السن إلا أن دكتور غلينفيل أكدت أن هناك بعض الخطوات التي يمكن القيام بها لزيادة فرص الإنجاب في ظل التقدم في السن.
وأولى هذه الخطوات بحسب تصريحاتها لـ"ميل أون لاين" النظام الغذائي الصحي، بينما تأتي الخطوة الثانية بالتفكير في المواد السامة التي تدخل الجسم عبر الإقلاع عن التدخين الذي قد يسبب الإجهاض، والتقليل من تناول الكحول الذي يقلل من الخصوبة بمقدار النصف.
وفي إعداد الجسم للحمل يمكن للمكملات أن تلعب دورًا مهمًا، أما شارون موري فقد قالت إن من بين العناصر الغذائية الأكثر تأثيرًا على الخصوبة هو الزنك، وأن نقص حاجة الجسم منه يمكن أن يسبب تغيرات صبغية سواء في المرأة أو في شريكها، ومن الضروري أيضًا للجسم للحفاظ على مستويات جيدة من الهرمونات التناسلية مثل هرمون الاستروجين والبروجسترون.
وفي سن الأربعين تزداد مشاكل النوم، ويصبح من الصعب أن تضع رأسها على الوسادة وتغفو على الفور، ويرجع ذلك بحسب ما تقول غلينفيل إلى بداية التغيرات الهرمونية في سن اليأس، إلا أنه بالرغم من ذلك هناك خطوات قد تساعد في الحصول على ليلة مريحة بداية من زيادة الكالسيوم والماغنيسيوم عن طريق تناول المزيد من الخضروات الورقية الخضراء والمكسرات والبذور.
كما ترى غلينفيل أن التعب الذي يسيطر علي الجسم يساعد في التغلب على الأرق ومن ثم ينصح بالحصول على ما لايقل عن 30 دقيقة من التمارين في الهواء الطلق وضوء النهار والتي تؤدي إلى تحسين أنماط النوم بنسبة تصل إلى 50%.
ويمكن أيضًا الحصول على حمام دافئ واستخدام الزيوت العطرية مع تجنب تناول الكافين أثناء فترة ما بعد الظهر والمساء، وعدم اصطحاب الهموم إلى الفراش وتقديم قائمة من الأشياء التي تحتاج إلى التفكير في الغد.
ومع بلوغ سن الأربعين تبدأ أعراض انقطاع الطمث حيث تتوققف المبايض عن إفراز هرمون الاستروجين، وعلامات انقطاع الطمث تظهر عبر الشعور بآلام المفاصل والعضلات.
وأكدت السيدة Vagnini أن انخفاض مستويات هرمون الاستروجين يمكن أن يسبب التهاب في الجسم وتقلب المزاج وزيادة الوزن، ويواجه ذلك باتباع نظام غذائي للمساعدة في تقليل هذه الآثار مع الحصول على مضادات للالتهابات.
أما مرحلة سن الخمسين، فإن النسيان مثل شيّب الشعر مرحلة طبيعية تمامًا للشيخوخة، ويكمن الحل في محاولة الحفاظ على أماكن وضع الأشياء إلى جانب ممارسة التمارين للعقل مثل تلك الخاصة بالجسم من خلال ألعاب البطاقات والألعاب الذهنية كالشطرنج وكذلك قراءة الكتب وتعلم آلة موسيقية.
وأيضًا ضغط الدم المرتفع الذي أصبح شائعًا بشكل متزايد مع تقدم العمر، لاسيما بعد سن اليأس عند النساء نتيجة لنقص هرمون الاستروجين.
وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى واحدة من كل أربع نساء فوق سن الـ50 قد تعاني ارتفاع ضغط الدم الذي له تأثير سلبي على القلب والشرايين، ويمكن أيضًا زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والسكري، وتشمل أعراض ضغط الدم المرتفع الصداع المتكرر والغثيان أو عدم وضوح الرؤية إلا أنه في بعض الأحيان لا تظهر أعراض لارتفاع ضغط الدم.
وللحدّ من المخاطر المرتبطة بالتقدم في السن وارتفاع ضغط الدم، تنصح غلنفيل بمحاولة الحدّ من تناول الملح وأن المعدل الموصي به هو 6 غرامات مع الاتجاه إلى التوابل والأعشاب.