لندن ـ كاتيا حداد
تمكن العلماء من تطوير نوع جديد من الحبوب يمكن أن يساعد في الوقاية من أمراض القلب والسكري من النوع الثاني في المستقبل عن طريق أخذ المريض حبة واحدة. وذكرت الدراسة الرئيسية أن كلا المرضين -وهما السببان الرئيسيان للوفاة في أنحاء العالم- مرتبطان بنفس الجينات وذلك استنادا إلى بيانات الحمض النووي لأكثر من 250 ألف شخص.
وكشفت النتائج عن سبع طفرات جينية جديدة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني، وتعطي الدراسة الحديثة الأمل في العلاج المستقبلي. ومن جانبه أوضح البروفسور دانيش صالحين، وهو عالم الأوبئة في جامعة بنسلفانيا، المشرف على الدراسة: "نتائج تجربتنا تفتح فرصا جديدة لخفض معدلات الإصابة بتلك الأمراض، من خلال حبة دواء واحدة".وأضاف: "ينبغي تطوير أدوية مرضى السكري من النوع الثاني ليكون ذات آثار ايجابية أو محايدة على أمراض القلب التاجية حيث سيتم التركيز على تلك المسارات الأكثر ارتباطا بين كلا المرضين".
ومن المعروف أن أكثر من 380 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من مرض السكري من النوع 2، والذي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة المبكرة، كما أن مرض السكري يسبب ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم، والتي يمكن أن تلحق الضرر بجدار الشرايين، ويجعلها أكثر عرضة لتطوير الرواسب الدهنية. وقد أظهرت إحصاءات منظمة الصحة العالمية أن أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك أمراض القلب التاجية، تسببت في وفاة 17 مليون شخص عام 2015.
وقال الباحثون إن النتائج الجديدة، التي نشرت في مجلة "Nature Genetics"، يمكن أن تساعد على إثبات وجود الصلة بين المرضين، بالإضافة إلى تطور الحمض النووي الذي يؤثر على المسارات البيولوجية بما في ذلك تكاثر الخلايا - المرتبطة بمرض السكري، والقلب، كما وجدوا أن متغيرات الجينات المرتبطة بمرض السكري تميل إلى الاختلاف في آثارها الواضحة على أمراض القلب - اعتمادا على آلياتها. ويبدو أن المتغيرات التي تزيد من فرصة السمنة أو ارتفاع ضغط الدم تؤدي إلى إصابة القلب بأمراض أقوى من تلك التي تغير مستويات الأنسولين أو الجلوكوز. ويخطط الباحثون الآن لإجراء تجارب أخرى لتحديد الطرق المحتملة لمعالجة كلتا الحالتين في وقت واحد.