الربط بين الأمراض النفسية والعوامل الوراثية
لندن ـ ماريا طبراني
تشترك خمس من المشكلات التي يمكن أن تتعرض لها الصحة العقلية والتطور في مسببات وراثية واحدة، منها على سبيل المثال ما اكتشفه العلماء من صلات بين الاضطرابات الناتجة عن التوحد، وعيوب الإدراك التي يصاحبها النشاط المفرط،
والاضطرابات العقلية الثنائية، والاكتئاب والفصام. وتلقي النتائج التي أسفرت عنها دراسة أجراها فريق طبي بحثي في المستشفى العام في ماساشوستس بثورة متوقعة في التعامل مع حالات الاضطراب العقلي.
وكانت الدراسة قد كشفت أربعة متغيرات وراثية تقع على صلة وثيقة باضطرابات الصحة العقلية، وهو ما قد يساعد على إيجاد علاج لهذه الاضطرابات. واكتشفت الدراسة أن الطفرات في اثنين من الجينات الوراثية المسؤولة عن إحداث توازن في عنصر الكالسيوم في المخ، هي المسؤولة عن حدوث الاضطرابات العقلية، مثل عيوب الإدراك و النشاط المفرط". ومن المعروف أن الكالسيوم يقوم بوظائف عدة في المخ، منها الحفاظ على الاتصال بين الخلايا العصبية.
ومن المرجح أن الكشف الذي توصلت إليه دراسة المستشفى العام في ماساشوستس سيؤدي بالأطباء إلى إعادة تصنيف حالات الاضطراب العقلي مرة ثانية، مما من شأنه إيجاد علاجات جديدة لهذا النوع من الاضطرابات التي تلحق بالصحة العقلية، وفقًا لما نشرته مجلة ذي لانسيت الطبية.
وقامت الدراسة على أساس تحليل الرمز الجيني للاضطرابات العقلية لـ 33000 حالة من حالات الاضطرابات العقلية، ومقارنة هذا التحليل بعدد من الأصحاء بلغ 27888. وتعتبر الدراسة هي الأوسع نطاقًا بين الدراسات التي ربطت بين الأمراض النفسية والعوامل الوراثية. ومع أن التعامل مع هذه الأنواع الخمسة من الاضطرابات العقلية على أنها مختلفة عن بعضها البعض، كشفت الدراسة نفسها عن أنها تنتج عن الأسباب، وأن مشكلاتها لها جذور واحدة، هي بعض التغيرات التي تطرأ على الجينات الوراثية.
كما كشفت الدراسة عن أن "هناك تشابهًا كبيرًا بين أعراض هذه الأنواع من الاضطرابات، فأعراض عيوب التفكير من الممكن أن تظهر مع حالات الفصام وأعراض الاكتئاب قد تظهر في حالات الاضطراب العقلي الثنائي، بينما يمكن أن تظهر أعراض عيوب الإدراك المصحوبة بالنشاط المفرط لدى حالات اضطرابات التطور والتوحد".