واشنطن ـ رولا عيسى
يعاني نحو 65% من الأميركيين اليوم مما يسمى "إجهاد العين الرقمي"؛ إذ يُعد نمط الحياة العصري الخطر الأبرز "الآن" على صحة الإنسان، فقد يمضي الكثير من الناس أوقاتهم برفقة أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية، مما يسبب ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض السمنة والقلب والسرطان والأمراض المزمنة الأخرى، إضافة إلى تأثير التكنولوجيا على حاسّة النظر.
وتشمل أعراض المرض جفاف العينين وعدم وضوح الرؤية والشعور بالإعياء والصداع وآلام الرقبة والظهر، وعلاوة على ذلك فإن 90% من المرضى لا يستطيعون وصف حالتهم للطبيب.
ويتوجب على الأطباء تثقيف المرضى بشأن سبل الوقاية من هذه المشكلة، وإخبارهم بالخيارات الأخرى مثل النظارات للحدّ من تأثير الأجهزة الإلكترونية عليهم.
ويشعر المريض بإجهاد العين الرقمي بعد قضاء ساعتين أو أكثر أمام الشاشة الرقمية، وعادة ما يرتبط ذلك بقرب المسافة بين الشخص والشاشة، بما في ذلك الكمبيوتر والهاتف المحمول والأجهزة اللوحية وأجهزة القراءة الإلكترونية.
وتبين في دراسة حلّلت بيانات أكثر من 10 آلاف بالغ العام 2015، أن 8 أشخاص من أصل 10 يعانون من إدمان استخدام جهازين أو أكثر في الوقت ذاته، وعلاوة على ذلك فإن 96% من الأشخاص الذين يعانون من إجهاد العين الرقمي ينفقون ساعتين على الأقل يوميًّا على أجهزتهم.
وتشير الدراسة إلى مجموعة من العوامل التي تسمح بظهور إجهاد العين الرقمي، منها طول فترة استخدام التكنولوجيا التي قد تؤدي إلى تفاقم أعراض إجهاد العين، وقرب الشاشة من العينين، ودرجة التعرض للأضواء المنبعثة من الشاشات.
ويشير الرئيس التنفيذي لمجلس الرؤية الأميركية، مايك دالي، بقوله: عند استخدام التكنولوجيا، فإن كثير من الناس يعانون من إجهاد العين الرقمي، وهي حالة لا مفر منها، ولكن يمكن تجنبها، باستخدام نظارات الكمبيوتر التي تحمي العينين من الضوء الأزرق الصادر عن الشاشات.
ويمكن شراء هذه النظارات من دون وصفة طبية، وهي مخصصة للحدّ من تشوش الرؤية وحماية العين من الضوء الأزرق وتقليل الوهج أثناء العمل أمام شاشة واحدة أو أكثر، وينبغى على الأطباء نصح مرضاهم باستخدام هذه النظارة، إلى جانب تثقيفهم بشأن استخدام الأجهزة الإلكترونية يوميًّا من خلال تعليمهم كيفية رصد إجهاد العين الرقمي، ليكونوا قادرين على تحديد الأعراض بشكل أسرع في المستقبل.