واشنطن - رولا عيسى
توصّل العلماء إلى اختراع روبوت متصل بلعبة الكمبيوتر "المضرب والكرة"، يساعد المرضى المصابين بالشلل نتيجة تعرضهم للسكتة الدماغية،على استعادة الحركة.
ويعطي هذا الاختراع الجديد أملًا جديدًا لنحو 110 آلاف بريطاني يواجهون صعوبات في تحريك اليدين والذراعين والكتفين بسبب تلف في الدماغ بعد الإصابة بالجلطة.
وتعتبر إعادة التأهيل الطبيعي بمساعدة الروبوت مجالًا خصبًا من العلاج الطبي، حيث يعطي الإنسان الآلي نوع الدعم الذي يحتاجه المريض بأي شكل، وذلك من خلال قراءة ما يحتاجه أو ما لا يحتاجه المريض، ويدرس كيفية وتوقيت توفير الدعم الصحي.
ويساعد هذا النهج بشكل تدريجي العضلات وناقلات الأعصاب المفقودة على النمو بعد الإصابة بالجلطة، وساعد اختبار الروبوت الجديد على تحسن حالات المرضى عند علاجهم بعد خمسة أعوام من إصابتهم بالسكتة الدماغية الأولية.
ويجلس المرضى الذين يشاركون في تجارب الروبوت الجديد، على طاولة أمام شاشة الكمبيوتر ويضعون ذراعهم على جهاز مصمم خصيصًا لتقديم الدعم اللازم، ويحرك ذراعهم ذراع الروبوت المتصلة بجهاز الكمبيوتر الذي يتحكم بدوره في بقعة أو مؤشر يظهر على الشاشة، وتمكنهم من لعب ألعاب الكمبيوتر.
وفي إحدى الألعاب التي تهدف إلى تقوية المعصم، يلعب المرضى لعبة " المضرب والكرة" على الكمبيوتر، عندها إذا استشعرت حواس الروبوت أن المريض يعاني في تحريك معصمه، يتدخل ويساعد المريض على تحريك ذراعه لإكمال المهمة.
وتساعد لعبة أخرى على تحريك الكتف، حيث يُطلب من المريض استخدام المضرب في اللعبة لتوجيه الكرة إلى بقعة بعينها لتسجيل نقاط على الساعة، ومن ثم الانتقال من إحراز عدد من النقاط والعودة إلى مركز اللعبة مرارًا وتكرارًا.
ويتلقى المرضى العلاج لمدة ساعة واحدة، ثلاث مرات في الأسبوع لمدة 12 أسبوعًا، وأفادت استشارية علاج السكتة الدماغية هيلين رودغرز، من هيئة الصحة الوطنية البريطانية في نورثمبريا: "إنه بالفعل أمر ممتع، ويحصل المرضى على ردود أفعال بصرية مباشرة أن ذراعهم يفعل شيئًا، وهو يمثل حافزًا كبيرًا".
وأضافت رودغرز: "يساعد هذا العلاج المرضى على استعادة قدرتهم على ارتداء الملابس بأنفسهم، وتناول الطعام بالسكين وشوكة، والقيام بالأشياء العادية التي تحول السكتة الدماغية دون القيام بها".
وأبرزت أنه في حين أن المراكز الطبية التي تساعد على علاج السكتة الدماغية في بريطانيا آخذة في التحسن من حيث العلاج السريع من السكتات الدماغية، إلا أن خدمات إعادة تأهيل المرضى لا تزال متراجعة.
وتولي هذه المراكز اهتمامًا أقل إلى حركة الجزء العلوي من الجسم، حيث تركز خدمات إعادة التأهيل عادة على مساعدة مرضى السكتات الدماغية على المشي من جديد.
ويتمكن نحو 30 إلى 66% من ضحايا السكتة الدماغية من استعادة قدرتهم على المشي، إلا أن واحدًا فقط من كل خمسة أشخاص يستعيد حركة الذراعين والكتفين.
وطوّر الباحثون في معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأميركية روبوت الذراع، وأثبتوا أن التكنولوجيا فعالة للغاية في استعادة حركة الذراعين، والقيام بالعمل الذي عادة ما ينفذه أخصائي العلاج الطبيعي.