القاهرة ـ عمان اليوم
من منطقة الإحساء في المملكة العربية السعودية، إلى عالم الفن الواسع والرحب. بدأت الفنانة التشكيلية مريم الجمعة مسيرتها مع فن الرسم منذ الصغر، لم تكتفِ به كهواية، بل تخصصت به من خلال الدراسة الأكاديمية، ومن ثمّ عاشت له ومن خلاله.
في لوحاتها الكثير من التعابير التي تأسر المشاهد من النظرة الأولى، وفي خطوطها وألوانها دفء جميل يستوقف الرائي ويشدّه الانغماس أكثر في فك شيفرات لوحاتها التي عادةً ما تجسّد النساء في مختلف حالاتهن.
معها كان الحوار التالي:
وقالت أرسم منذ كنت صغيرة وأظن أنني قررتُ أن أصبح فنانة تشكيلية مذ كنتُ في الخامسة من عمري، ومن بعد هذا القرار عكفت على تعلم الرسم وقراءة كتب الفن، ومن ثم المشاركة في المعارض بينما كنت أتابع دراستي الأكاديمية.
الرسم هو أصدق ما يعبر عن شعوري الداخلي، هو الخط بدون كلمات، الفن لغتي التي أحاور بها ذاتي قبل الآخرين وأتواصل بها مع روحي والكون من حولي.
وقالت أشعر بالتناغم والتواصل والانسجام بيني وبين أدوات الفن، أسكن في اللحظة عندما أرسم، أصلّي، أبتهل لكل هذا الجمال في هذا العالم الرحب. الرسم وسيلتي للاتصال مع الكون ورب الكون، إنه لغتي البصرية التي وهبني الله إياها.
وتقول أريدهم أن يتوقفوا، يتأملوا، ينظروا، يسمعوا، وأن يشعروا.. لوحاتي عادةً ما تولّد حديثاً بصريّاً بيني وبين المتلقي.
وتقول أرسم في كل الأحوال والأوقات، بمجرد أن أمسك القلم، تتحرك لديّ الرغبة في الرسم، قد أرسم أي شيء يخطر في بالي، وأحياناً أترك القلم ينساب على الورق قبل أن أقرر أي شكل أريد أن أعطي خربشاتي وخطوطي.
حالياً لا أتبع مدارس فنية محددة، بل أرسم بالأسلوب الذي يستهويني وأشعر به قريباً إلى قلبي. الحرية مهمة جداً بالنسبة إلى الفنان، فهي لا تضع أي حدود لموهبته وإبداعه، كما أنها تزيد من إمكانيات ابتكاره لمدارس خاصة جديدة خاصة به.
وتقول ان الثقافة السعودية كأي ثقافة أصبحت ممزوجة بالحداثة ومتأثرة جداً بظاهرة العولمة، وعندما أرسم، أعبّر عن هذا المزيج الفكري الحالي، فأنا أريد توثيق الزمن الحالي لأترك أعمالاً للأجيال المقبلة ترصد الظروف التي نعيشها حالياً.
وقالت ان العالم اليوم بات منفتحاً بعضه على بعض، وأغلب الثقافات باتت متمازجة ولا يمكن فكها عن بقية الثقافات، بفضل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. السؤال هل هي أزمة أم نقلة أم مرحلة صنع هوية جديدة؟ حقيقة أشعر بأننا نعيش في مرحلة صناعة هوية جديدة، فجميل أن نوثّق هذه المرحلة المتناقضة كإرث للأيام المقبلة.
وتقول بصفتي فنانة سعودية عربية فاللون الأسود هو يطغى على أعمالي بقوة، فلباس الخروج (العباية) صبغت أعمالي بصبغة سوداء والشافية فهي من غطاء الرأس (الطرحة) والنساء في أعمالي عادةً ما يرتدين العباءة والنقاب.. في بعض التجارب عبّرت عن الموروث الشعبي والتاريخي من خلال اللباس للشخصيات التي أرسمها.
وقد يهمك أيضًا :