القدس المحتلة - منيب سعادة
أكّدت الفنانة التشكيلية المقدسية نمير قاسم، أنّ الفن التشكيلي، هو صياغة لكل أفكارها وإحساسها والمفردات التي تقوم بتشكيلها بطريقتها وأسلوبها الخاص من المحيط الذي تعيشه وتحتك فيه بطريقة مباشرة، موضحة أنّ الذي يستهويها في عالم الفن بالدرجة الأولى هي القدس الشريف وما تحمله من معاني تاريخية وتراثية وجمالية ، إلى جانب حالة العزلة والحصار والتهويد التي تعيشه المدينة المقدسة ، قائلة أنها تحب دائما أن ترسم كل شيء فيها، واعتبرت أن اللوحة الفنية بمثابة المساحة البيضاء التي تتيح لها الحرية الكاملة للتعبير عن تلك الأفكار والمفردات ، وأضافت أن الذي تريده من الفن هو أن تصل كل تلك المفردات والأفكار إلى المتلقي وان يكون هنالك اتصال مباشر بينه وبين اللوحة، وأنّ بداياتها مع الفن كانت في الطفولة حيث أحبت تصميم الأزياء، وعندما كبرت أحبت أن تدرس الفنون الجميلة لكي تتغلغل بالعمل الفني بشكل موسع .
وأشارت الفنانة التشكيلية نمير قاسم، إلى أنها بدأت في دراسة الفنون الجميلة في جامعة القدس وتخرجت عام ٢٠٠٧ وكانت تجربة ثرية حيث تعلمت الكثير من الأساليب الفنية التي أضافت لها الكثير من التجارب الفنية إلى موهبتها التي هي من الطفولة، وكشفت أنها شاركت في معارض جماعية بعد تخرجها من الجامعة، وفي عام ٢٠١٢ انطلقت بمعرضها الفردي الأول تحت عنوان "طابع عفوي" في مركز يبوس الثقافي في القدس ، ويحاكي ١٢ عمل فني يغلب عليها الطابع التراثي الوطني والإنساني بأسلوب تجريدي عفوي ممزوجة بالأرض والتراب والألوان النارية الدافئة النابعة من فكر قوي وعميق وإحساس صادق ، و تستمد قوتها من حب الوطن وتنادي بحق العودة وتفتخر بتراثها الجميل وتعتز بأسعار مدينتها الشامخة .
وفي عام ٢٠١٧ انطلقت بمعرضها الفردي الثاني بعنوان "رقص" وهو عبارة عن أعمال فنية مستوحاة من رقصات فرقة الفنون الشعبية للرقص الفلسطيني بطريقة فنية عصرية بألوان مبهجة ومشعة مليئة بالفرح والحب والتحدي، و افتتح المعرض في مركز يبوس الثقافي في القدس وانتقل بعدها إلى مدينة رام الله حيث افتتح مرة أخرى بالتعاون مع متحف محمود درويش بدعم من فرقة الفنون ومركز الفن الشعبي، وفيما يخص النقد الفني ، أكدت أنه مهم جدا اذا كان من خلفية ملمة بالفن التشكيلي بشكل عام ، معللة ذلك ، إذا لم يكن هناك نقد فني لن يكون الفنان متجدد ومبتكر لأعمال فنية جديدة من ناحية الشكل والمضمون، ولأصبح جميع الفنانون يشبهون بعضهم ، لذلك النقد الفني هو الذي يخلق الحراك الفني الذي هو دائما في حالة المنافسة لإنتاج فني أفضل.
وقالت إن الألوان بالنسبة لها هي نقطة القوة ، وأنها تعشق الكتلة اللونية ، وتحب كل الألوان وبالذات الألوان المشعة والألوان الترابية، وأضافت أنه دائما أعمالها الفنية متنوعة الألوان "المتناسقة والمتناقضة" في ذات الوقت، وأنها تصممها بطريقتها الخاصة في عدة طبقات لتصبح بارزة ذات ملمس خشن، ونوهت الفنانة التشكيلية نمير قاسم ، إلى أن الفن يكفيني للتعبير عن ذاتها وأفكارها، ولكن غالبا ما تخلقت لنفسها ذلك الجو الذي يجعلها تشعر بالرغبة بالرسم مثل الاستماع إلى الموسيقى ، وقراءة كتاب معين.
وأكدت أن طريق الفنان ليست سهلة، بل تحتاج الكثير من الصبر والتروي لإنتاج أعمال فنية تليق بحضارته وان يختار الفنانون أسلوبا خاص بهم ويعملوا على تطويره بشكل دائم وان يستمروا في عملية البحث عن كل ما هو جديد حتى لا يعمل تكرار نفس الفن، وأضافت "يجب الاهتمام بجميع الفنانين وتحفيزهم على الإبداع لكي يظلوا في حالة حراك فني مستمر ولكي ينتجوا ويبدعوا للمحافظة على حضارتهم وتراثهم وعلى الصعيد الفلسطيني الفن هو مقاومة للتعبير عن كل الصراعات التي يمر بها الشعب الفلسطيني" .