القاهرة - عمان اليوم
أكدت وزيرة الثقافة المصرية، الدكتورة إيناس عبد الدايم، إن أنشطة الوزارة تعود بشكل تدريجي، مع الالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية وخطة الحكومة بالنسب المحددة.
خطط استئناف العمل تشمل التشغيل التدريجي لجميع المواقع الثقافية والفنية اعتبارا من منتصف شهر يوليو/ تموز، كما تستأنف أنشطة عام الثقافة "المصر- الروسي".
كما كشفت عن موعد إقامة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 52 والتي تستعد لها الوزارة، إلى نص الحوار الكامل:
بداية، معالي الوزيرة بشأن قرارات مجلس الوزراء واستعادة الأنشطة بنسبة 25%، ما هي خطة الوزارة بشأن الإجراءات الاحترازية داخل قطاعات وإدارات الوزارة ومكاتبها؟
فى البداية أود التوضيح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية أولى اهتماما كبيرا للثقافة والفنون منذ قيامه بقيادة مصر، وذلك إيمانا بدور القوى الناعمة فى تطوير المجتمع وبناء الإنسان، ولذلك شهدت جميع المؤسسات الثقافية المصرية انتفاضة، هدفت لتنفيذ عدة محاور أساسية.
تم اعتبار الثقافة أحد الجوانب الهامة لتحقيق استراتيجية التنمية المستدامة، ومنذ ذلك الوقت بدأت وزارة الثقافة العمل وفق خطط واضحة ومحددة وهي تعزيز القيم الإيجابية في المجتمع، مكافحة التطرف الفكري، تحقيق العدالة الثقافية، التأكيد على ريادة مصر الثقافية، اكتشاف ورعاية الموهوبين والنابغين والمبدعين، تطوير المؤسسات الثقافية.
كذلك تنمية الصناعات الثقافية، حماية وتعزيز التراث الثقافي، ويأتى قرار عودة النشاط انعكاسا لاهتمام الوطن بالعملية الإبداعية التى تمثل أحد محاور التنمية الشاملة.
تنفيذا لهذا القرار تستعيد وزارة الثقافة نشاطها طبقاً للإجراءات الاحترازية التي أقرتها الدولة والمتمثلة فى إتاحة شغل نسبة 25 % من الطاقة الاستيعابية لكافة المنشآت الثقافية، إلى جانب التدابير الوقائية الصحية التى تم اتباعها منذ ظهور وباء كورونا، وتشمل ارتداء الأقنعة الطبية والتعقيم الدائم والمستمر للمسارح والقاعات بصفة عامة، ومراعاة مسافات التباعد بالإضافة إلى طرح دليل إرشادي توعوي للجمهور مع استئناف النشاط للحفاظ على السلامة العامة. كما تشكل لجنة لمتابعة تنفيذ هذه الإجراءات فى جميع المواقع.
هل تستعيد كل الأنشطة عملها بالنسبة المقررة أم أن هناك بعض الأنشطة لن تعود الآن.. وما هي أبرز الأنشطة المستأنفة؟
خطط استئناف العمل تشمل التشغيل التدريجي لجميع المواقع الثقافية والفنية اعتبارا من منتصف شهر يوليو/تموز، منها "المكتبات- المتاحف ومعارض الفنون التشكيلية- عروض السيرك القومى - مسارح الدولة - عروض دار الأوبرا - الندوات والأمسيات الثقافية والفكرية - ومراكز تنمية المواهب".
بجانب استكمال بعض الأنشطة التى توقفت بسبب جائحة كورونا، وتبدأ الأنشطة بتشغيل المسارح المفتوحة التي تم إنشاؤها خلال فترة الصيف.
بشأن عمل الأوبرا والمسارح والسينما داخل قطاعات الوزارة، هل أعدت خطة خاصة بها وبتحديد نسب الجمهور وكيف تنظم؟
كما سبق وأن ذكرت جميع المنشآت الثقافية التي تستقبل الجمهور بعد استئناف النشاط ملتزمة بشغل نسبة 25 % من طاقتها الاستيعابية مع اتخاذ كافة سبل الوقاية السابق ذكرها، وتم اتخاذ قرار باستئناف النشاط تدريجيا بداية من المسارح المفتوحة التي أعدتها الوزارة في ثلاث مسارح بساحات أرض الأوبرا وسيعمل وفقا للاجراءات الاحترازية المتعارف عليها، كما تم إعداد برنامج يضمن التعدد والتنوع الثقافي والفكري والفني يضم مختلف الألوان الإبداعية.
الجدل حول جوائز الدولة ممتد منذ سنوات طويلة بين مسألة الاستحقاق والآلية والمعايير وتشكيل اللجان والكثير من الأمور التي تتباين حولها الآراء...هل للوزيرة رؤية في هذا الأمر ومحاولة معالجة بعض الأخطاء إن وجدت؟
منذ توليت حقيبة الثقافة المصرية سعيت إلى تحقيق الشكل الأمثل لجوائز الدولة، والتوفيق بين الاستحقاق والآليات والمعايير، ولذلك وبموافقة هيئة المجلس الأعلى للثقافة، عدلت اللائحة الخاصة بالجوائز، وخرجت نتائجها هذا العام بصورة نالت رضا المبدعين، والوسط الثقافي المصري بشكل عام.
لو تحدثنا بداية عن خسائر الثقافة خلال جائحة كورونا ما أبرزها وبكم تقدر؟
الحياة فى العالم كله تأثرت بوباء كورونا وليست الحياة الثقافية فقط، وفى مصر بعد ظهور الفيروس ونتيجة للإجراءات الاحترازية تم تعليق جميع الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية، تماشيا مع قرار الحكومة بالحد من التجمعات.
وبالتالى افتقد المجتمع للتواصل الوجدانى المباشر مع المفكرين والمبدعين، لكننا واجهنا هذا التحدي وحرصنا على استمرار رسالة نشر التنوير خلال هذه الفترة الاستثنائية وتم إطلاق المبادرة الالكترونية "الثقافة بين إيديك" ليتم عرض ألوان إبداعية مميزة ومتنوعة على قناة وزارة الثقافة باليوتيوب وموقعها الرسمى على شبكة الإنترنت.
حققت المبادرة نجاحا كبيرا على مختلف الأصعدة داخل مصر وخارجها، كما أنها بمثابة فرصة عظيمة لتقديم ذاكرة وكنوز الإبداع المصري، ليتعرف عليها أجيال لم تعاصر هذه الفترات وحتى يشهدوا مجد هذا الوطن.
تمكنت الوزارة من ممارسة بعض الأنشطة "أون لاين" ما أبرز هذه العمليات وهل حققت نتائج مرضية؟
نجحت وزارة الثقافة فى جذب الجمهور للمحتوى الإبداعي المتنوع الذى تقدمه فى إطار فعاليات المبادرة الالكترونية "الثقافة بين إديك" والتى تضمنت الكنوز الفكرية والأدبية والفنية، التى تمثل جزء من ملامح تراث الأمة الثقافي والفني الحديث والمعاصر، كما رصدت الوزارة إقبالا جماهيريا كبيرا على المحتوى الإبداعي المعروض بقناة وزارة الثقافة باليوتيوب موقعها الالكترونى على شبكة الانترنت، حيث وصل عدد زوار القناة إلى 27.027.000 زائر تفاعل منهم 1.800.000 ( مليون وثمانمائة ألف) مشاهد مع العروض، وتخطت الاشتراكات في القناة حاجز 104 ( مئة وأربعة ألف) مشتركا منذ انطلاقها.
كما حققت عدد ساعات المشاهدة أكثر من 232 ألف ساعة مشاهدة، وشملت قائمة كثافة المشاهدات حول العالم أكثر من 28 دولة، من مختلف قارات العالم تصدرتها بعد مصر المملكة العربية السعودية، الكويت، الإمارات، أمريكا، كندا، العراق، المانيا، انجلترا، المغرب، والأردن.
أما الموقع الالكتروني فقد أتيح من خلاله الكثير من أمهات الكتب وإصدارات المركز القومي للترجمة وهيئة الكتاب، وهيئة قصور الثقافة على الموقع الرسمي بصيغة pdf للقراءة والتحميل من خلال المنصة الخاصة بالكتب.
ووصل عدد الزيارات به الى 61.041 زيارة للاطلاع والتحميل ، كذلك حققت الزيارات الافتراضية للمتاحف والمعارض المتاحة على الموقع إقبالا كبيرا وصل إلى 2428، زيارة شاهد خلالها ضيوف الموقع مقتنيات متاحف الزعيم جمال عبد الناصر، الزعيم مصطفى كامل، والزجاج، إلى جانب 39 ملتقى عالمي ومحلي ومعرضا تشكيليا منها كنوز متاحفنا 4 ( ذاكرة الشرق )، بينالي القاهرة الدولي لفنون الطفل، بينالي القاهرة الدولي، صالون الشباب، ملتقى القاهرة الدولي لفنون الخط العربي، الملتقى الدولي الرابع لفن الكاريكاتير وغيرها، وجاري العمل على تطوير وإثراء محتواها .
بشأن عملية التحول الرقمي إلى أين وصلت وزارتكم في هذا الأمر وهل من الممكن عقد بعض الأنشطة بشكل دائم عن بعد خلال الفترة المقبلة؟
التحول الرقمي هو توجه الدولة المصرية بشكل عام، ووزارة الثقافة أحد المؤسسات الوطنية التي كانت سباقة فى تنفيذ خطط التحول الرقمى، استشرافا للمستقبل واتخذت العديد من الخطوات التى تم تنفيذها بالفعل منذ انطلاق هذا المشروع وقبل ظهور فيروس كورونا منها على سبيل المثال، نظام الحجز الالكتروني للفعاليات ودليل معرض الكتاب وغيرها وجميعها خدمات ثقافية تم تقديمها للجمهور.
بالاضافة إلى تحويل العديد من الأعمال الفنية والثقافية وكنوز الإبداع المصري والمعرفي إلى الطريقة الرقمية، حفاظا عليها ولسهولة عرضها وتداولها بجانب الكتاب، الرقمي الذي تم إتاحته للقراءة والتحميل مجانا والمنصات الرقمية للمبادرات، لتدريب الممثل الشامل مثل مشروع ورشة أبدأ حلمك، برنامج العروض المسرحية "إضحك- فكر- اعرف"، وتستعد وزارة الثقافة حاليا لإطلاق منصة رقمية جديدة هي بوابة الثقافة المصرية، التي تضم جميع القطاعات بالوزارة والخدمات الثقافية والفنية المقدمة، أما بالنسبة لعقد بعض الأنشطة بشكل دائم عن بعد خلال الفترة المقبلة فإن تقديم الخدمات الثقافية الإلكترونية "أون لاين" من خلال قناة وزارة الثقافة باليوتيوب والموقع الرسمى لها على شبكة الانترنت مستمر ومتواصل.
هل سيعقد معرض القاهرة الدولي للكتاب في موعده أم هناك أي تغيير بشأنه، وهل بدأت الترتيبات له بالفعل؟
معرض القاهرة الدولى للكتاب حدث عالمي يعكس ريادة مصر الحضارية، ومنذ انتهاء الدورة السابقة بدأنا في الإعداد للدورة الجديدة التي تحمل الرقم 52، والمقرر حتى الآن انعقادها فى يناير 2021، ونحن نعكف حاليا على دراسة وتحديد آليات إقامتها وتشغيلها بما يتناسب مع المرحلة.
فيما يتعلق بعام الثقافة المصرية الروسية هل تسببت أزمة كورونا في عدم تنفيذ الأنشطة التي أعدت، وهل هي ضمن البرامج التي تستأنف أم كيف هو الأمر؟
بالطبع تسبب انتشار فيروس كورونا فى تأجيل فعاليات عام "مصر - روسيا"، والتى استعدت لها الوزارة بأجندة ثقافية وفنية وفكرية تضم أنشطة تبادلية متنوعة ومع انحسار الوباء سيتم تنفيذها بما يليق بتاريخ البلدين والعلاقات الوطيدة التى تربط بين شعبيهما.
بشأن الفعاليات الخاصة بمواجهة الفكر المتطرف والجماعات الإرهابية، ما أهم ما قدمته الوزارة وما النتائج التي تحققت على الأرض فعليا؟
عملت وزارة الثقافة من خلال أنشطتها على غرس قيم المواطنة في المجتمع بالتواصل الإيجابي والمباشر مع المواطنين، بما يحقق أهداف خطة التنمية المستدامة وبناء الإنسان المصري، وتضمنت الفعاليات أمسيات، ندوات، صالونات، مؤتمرات ثقافية، معارض تشكيلية، عروضا سينمائية ومسرحية وفنية استفاد منها بشكل مباشر ملايين المواطنين إلى جانب تنظيم عدد من الفعاليات المتخصصة، التى تهدف إلى اكتشاف ورعاية وتنمية مواهب المبدعين المصريين والمسابقات الثقافية والفنية التى تعمل على غرس قيم الإنتماء منها مسابقة الانتماء الوطني في التأليف المسرحي، مسابقة أنا المصري للأغنية الوطنية للشباب في الغناء، التلحين، التأليف، التوزيع الموسيقي، مسابقة الصوت الذهبي والمسابقات الأدبية لشباب المبدعين في مجالات الآداب المتعددة.
وفي إطار مجابهة التعصب تم تنفيذ برنامج مكافحة التطرف بالمنيا بالتعاون مع المحافظة ووزارات التضامن الاجتماعي، الشباب والرياضة، الأوقاف والمجلس القومي للمرأة وشمل محاضرات، ندوات، حلقات بحثية، أمسيات شعرية، معارض فنية، ورش للفنون والحرف اليدوية والتراثية وعروض فنية في 44 قرية موزعة على مراكز المنيا.
واستمرارا للصحوة التي يشهدها المسرح المصري، أعيدت الأضواء إلى مسارح الدولة، وتم تشغيلها بكامل طاقتها لتحقق لافتات كامل العدد قبيل جائحة كورونا، فى إشارة لاستجابة المجتمع، لخطوات إعادة تشكيل الوعي.
قد يهمك أيضا:
وزيرة الثقافة المصرية تفتتح الدورة 13 من معرض "بينالي القاهرة الدولي"
انطلاق فعاليات ملتقى القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي العربي