القاهرة - محمود حساني
أكَّد وزير الثقافة حلمي النمنم ، أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الوزارة خلال الفترة الراهنة ، وهي محاربة الأفكار المتطرفة والهدامة التي تستقطب من خلالها الجماعات المتطرفة عناصرها، لدفع البلاد نحو الابداع ، مبيناً أنه تم وضع خطة بالتعاون والتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة والاوقاف والأزهر ، وذلك عن طريق الإرتقاء بالأداء المسرحي والأدبي في جميع قصور الثقافة في مختلف محافظات الجمهورية ، و التوسع في المكتبات وإقامة ندوات أدبية للاستثمار الأمثل للبراعم والشباب وأفكار الطلاب خلال الإجازة الصيفية.
وقال في حديث إلى "العرب اليوم": إن الهدف الرئيسي الذي تسعى الوزارة جاهدةً لتحقيقه هو أن تقدم قصور الثقافة المنتشرة في كل ربوع مصر أعمالاً تخدم المجتمع وأبناءه ، ويكون لها دور كبير في غرس الانتماء في نفوس الأجيال المقبلة ، وتقف حائلاً أمام اختراقها من جانب قوى التطرف .
وأضاف الكاتب الصحافي ووزير الثقافة حلمي النمنم أن "الدولة تعي جيداً أن مواجهة التطرف غير قاصرة على الجانب الأمني ، بل تمتد لتشمل الجوانب التعليمية والدينية والاقتصادية والاجتماعية ، لذا يتعين علينا مراجعة الكتب التي تحرض على العنف والتطرف والتي تم صدورها في غفلة عن أعين الدولة خلال العقود الماضية ، وتشجيع القراءة، وتشجيع التنوع الثقافي واللغوي "، مبيناً أن "للمثقفين دورًا تاريخيًا خلال الظرف الراهن لأنهم ضمير أمتهم الحي وعقلها الواعي والحكيم ، كما يقع على عاتقهم مسؤولية الحفاظ على حاضر ومستقبل بلدانهم ومقاومة الفكر الظلامي عن طريق الكلمة والقلم" .
وتابع أن "مصر منذ عهد الإستعمار مروراً بحكم جماعة "الإخوان" المحظورة ، سعوا جميعاً إلى تغير هويتها وطمسها واستبدالها بهوية تناسب أفكارهم ، إلا أنهم فشلوا بسبب الدور الذي يقوم به المثقفين على مر العصور ، كما لا أحد ينسى مواقف مثقفي مصر تجاه جماعة الإخوان المحظورة ، عندما استقطبوا وزيراً لا يملك أي مؤهلات سوى تنفيذ أجنداتهم ، في سبيل تحقيق أخونة مؤسسات الدولة ،وتغير هوية المجتمع المصري الراسخة منذ قديم الأزل ، فوقف المثقفون بالمرصاد أمام مخططهم" .
ولفت النمنم الى أنه "منذ اليوم الأول الذي تولى فيه مهمة وزارة الثقافة ، وهو يضع هدفا رئيسيا له ، وهو العمل على مكننة وهيكلة الوزارة وقطاعاتها وتحديث خدماتها، وتدريب جميع العاملين على استخدام التكنولوجيا الحديثة ، والتوسع في الخدمات حتى تصل إلى جميع المواطنين في الأقاليم والمراكز والقرى والنجوع ، وضبط الانفاق في قطاعات الوزارة ، وخاصة في قصور الثقافة التي تكبدنا ملايين الجنيهات سنوياً ، والعمل على محاربة الجهل والأمية والتطرف ، وخلق جيل قادر على الإبداع والتطوير ، وإكتشاف مبدعين وموهوبين جدد ، وهذا لن يتحقق إلا إذا تم الاهتمام بعناية بقصور الثقافة المنتشرة في الأقاليم والأرياف في محافظات الصعيد والدلتا" .
وحول أنشطة الوزارة خلال الفترة المقبلة ، أكد وزير الثقافة ، حلمي النمنم ، على أن هناك عشرات المشاريع التي سيتم افتتاحها خلال الفترة المقبلة ، من بينها افتتاح "متحف جمال عبدالناصر" ومتحف "مصطفى كمال" بعد الانتهاء من أعمال الصيانة والترميم ، بالإضافة إلى افتتاح مجموعة من المشروعات المتعلقة بقصور الثقافة والمكتبات في الأقصر و قنا، ومتحف ببورسعيد، وقصر ثقافة أسيوط" .
وحول التحديات التي تواجه وزارة الثقافة ، أكد الوزير النمنم ، على أن هناك عدة تحديات تواجه الوزارة خلال الفترة الراهنة ، من بينها محاولات التيار الإسلامي لطمس وتغير الهوية المصرية وهجومه الحاد على أعمال المثقفين الإبداعية والفنية ومحاولاته الحاد لفرض سيطرته ورقابته على أعمالهم ، أضف عليهم أن هناك مثقفين محسوبين على التيار الليبرالي وهم بالإساس ضد فكرة الدولة ، وينتهجون سياسة عدائية ضدها ، وكذلك ضعف الموارد المالية ، وضرورة إعادة النظر مجدداً في الكتب المكدسة في مخازن الوزارة وفي عملية الطبع والنشر التي ترهق ميزانية الوزارة ، والترهل الإداري الذي أصاب مؤسسات الدولة خلال العقود الماضية ، نتيجة التوسع في تعيين العمال والموظفين دون حاجة حقيقية إليهم ، مبيناً أن التحديات التي نواجهها تحتاج إلى تكاتف جميع المثقفين .