دبي - العرب اليوم
32 عاماً مضت، ولم يغب يوماً عن ذاكرة المواطن الإماراتي حمد محمد العامري، الأثر الطيب الذي احتفظ به طيلة هذه السنوات، عندما كان طالباً في مدرسة الحمدانية في الظفرة، وتلقى العلم على يد المعلم الأردني محمد رجا النادي. وظل مخلصاً للقيمة العلمية والإنسانية التي تركها في نفسه هذا المعلم، حتى أخذ عهداً على نفسه بأن يبحث عنه ويكرمه، لما بذله من جهد طوال مسيرته الخيرة، فبعد السؤال لسنوات، تمكن العامري أن يتواصل مع معلمه، والتقى به في الأردن.
زيقول المعلم محمد رجا: لم أستغرب أن يتصل بي أحد طلابي بعد هذه السنوات، فقد اعتدنا أن الشعب الشقيق الإماراتي، شعب معروف بالكرم والاحترام، وحفظ الجميل لغيرهم، فهم مثال حي على التسامح وسمو الأخلاق. فرحت كثيراً بهذا التكريم، فقد عملت في الإمارات منذ عام 1980، وعدت إلى بلدي في عام 2010، أي 30 سنة متواصلة، شهدت بها تحولات عديدة، طالت قطاع التعليم وجميع القطاعات.
ويضيف: عندما كرمني طالبي الذي أصبح الآن مديراً لمراكز الفحص الفني في شركة أدنوك، شعرت أن ما بذله مؤسس دولة الإمارات، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قد نجح، وجاء وقت الحصاد. المغفور له، منح التعليم كل ما يملك من طاقة، لإيمانه المطلق بأنّ التعليم هو أساس النهضة. وبالفعل، تحققت إرادته، وأصبحت الإمارات من الدول المنافسة في قطاعات مختلفة على المستوى العالمي. وكان يعامل الطلبة والمعلمين معاملة استثنائية، فكان يجتمع بنا ويشعرنا بالاهتمام، ويحثنا على العمل والإخلاص، ويحفزنا على الإبداع والإنتاجية.
اقرأ أيضا:
جامعة أبوظبي تستضيف ملتقى المرأة في الهندسة المدنية
شكر وثناء
المعلم محمد رجا حاصل على شهادة اللغة العربية من جامعة السودان، وأيضاً تخرج في معهد النجاح في 1976. ودرس في مدرسة الحمدانية المراحل الأساسية، وأيضاً مساقي اللغة العربية والدين الإسلامي. يقول: اليوم كرمني الأستاذ حمد العامري في السفارة الإماراتية، بوجود فيصل آل مالك، القائم بأعمال سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة. أتوجه بالشكر والامتنان لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفقهم الله وسدد خطاهم للخير.
ويضيف: لقد تخرج على يدي عدد كبير من الطلبة، الذين تفوقوا وأصبحوا مسؤولين بارزين. سنوات طويلة تكللت بالنجاح، وتعلمت من أهل الإمارات عادات حميدة، وأهمية تقدير الإنسان المخلص والمبدع. إضافة إلى أهمية توطيد العلاقات الأخوية، لم تكن علاقتنا مع أهل الطلاب علاقة رسمية، بل أصبح بيننا مودة وتبادل للزيارات والتعاون في السراء والضراء. سنوات عشتها أنا وعائلتي، عنوانها الأبرز كان الخير.
رحلة البحث
بدوره، تحدث المواطن حمد العامري عن رحلة البحث عن معلمه: لقد بحثت طويلاً عن معلمي، الذي علمني التميز والإصرار والعزيمة. وبفضل الله عز وجل، تمكنت من التواصل معه. أحببت تكريمه، لأنه إنسان يستحق الاحترام، فقد ترك الأثر الطيب في عقولنا وقلوبنا، وجميع من علمهم يسألون عنه دوماً. لقد تمكن من مساعداتنا لنصل لمراتب عليا.
يضيف: أيضاً تأثرت بمنهجية المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي اهتم بالأخلاق واحترام الناس وتقدير العمل. الشيخ المؤسس، رحمه الله، سخر الصعاب ليطور التعليم في وقتنا، وجلب لنا المعلمين من الدول العربية، للمساعدة في نهضة الإمارات وبالذات في التعليم. وأيضاً وفر للطلبة الملابس والدخل، لتشجيعهم على مواصلة العلم، وبعد هذه المرحلة، تطور قطاع التعليم، وأصبحنا ننافس على مستويات عالمية.
قد يهمك أيضا:
كليات التقنية تطلق "مسار قيادات المستقبل" للاستثمار في الخريجين