منصة التعلم الإلكتروني


أكد أكاديميون في دراسة بحثية على ضرورة تفعيل طرق التعليم المتزامنة كالدردشة والاجتماعات الفورية أو اجتماعات الصوت والصورة لأنها تمكن من جعل الطالب محور العملية التعليمية وتمكنه من التفاعل مع المحاضر وزملائه، وتضفي الطابع الشخصي على عملية التعلم، وتطوير وسائل وطرق التعليم عن بعد وخاصة أن نسبة كبيرة من المحاضرين ليس لديهم الخبرة الكافية بالتعليم عن بعد واستراتيجياته، ولن يتأتى ذلك الا من خلال الاهتمام بالتطوير المهني للمحاضرين وعقد دورات وحلقات متعلقة بالتعليم عن بعد داخل وخارج المؤسسة التعليمية.

وأجمعوا على أنه يجب أن يهتم المحاضرون بتنمية مهاراتهم المهنية بأنفسهم من خلال الالتحاق بمساقات ودورات تساعدهم على تطوير مهاراتهم في التعليم عن بعد، وأكدوا ان في الوقت الراهن وخاصة بعد الجائحة قامت العديد من الجامعات العالمية بتوفير دورات وحلقات مجانية للمساهمة في الارتقاء بالتعليم عن بعد مما يمكن محاضري مؤسسات التعليم العالي في السلطنة من تطوير مهاراتهم ومعارفهم.

وأظهرت نتائج الدراسة أن نسبة كبيرة من المحاضرين ( 66.9٪) ليس لديهم خبرة سابقة في التدريس عن بعد، حيث أنه هذه التجربة الأولى لهم. وأشار 75٪ منهم أنهم قد أنهوا نسبة 50٪ أو أكثر من مخرجات التعلم من المقررات الدراسية أثناء التدريس وجها لوجه قبل فرض الإغلاق و أفصح 60٪ من المحاضرين أن نسبة تغطية مخرجات التعلم من المقررات الدراسية في التدريس عن بعد أقل من التدريس المباشر بينما 37% أفاد بأنها كانت نفس نسبة التغطية سواء عن بعد أو وجها لوجه.

كما أوضحت نتائج هذه الدراسة أن 81.55٪ من أعضاء هيئة التدريس استخدموا منصة التعلم الإلكتروني (موودل) أثناء الجائحة و صنفوها على أنها الأكثر فعالية بمتوسط ( 4.11) من بين منصات التعليم الأخرى، بينما و 67% منهم استخدم وتساب وتم تقييم فاعليته بمتوسط(3.96 )، واستخدم 66% من المشاركين ميكروسوفت تيمز وتم تقييم فاعليته بمتوسط (4.04)، و52% منهم استخدم زووم وتم تقييم فاعليته بمتوسط (3.81).

أفادت عينة الدراسة أن المحاضرين قاموا باستخدام عدة طرق للتعليم عن بعد أبرزها العروض التقديمية المسجلة (89.14٪) وكانت أكثر فاعلية من وجهة نظرهم بمتوسط (4.17)، وكذلك استخدم 78% من المحاضرين منتديات المناقشة الإلكترونية وكانت فعالة بمتوسط (3.85) ونسبة 73% استخدم التعليم المتزامن باستخدام مختلف منصات التعلم الإلكتروني وكانت فعالة بمتوسط (4.03)، ولتدريس الجانب العملي من المساقات، قام المحاضرون بتسجيل مقاطع الفيديو للأجزاء العملية في المعمل أو الورشة بمتوسط (3.95) ثم استخدام مقاطع فيديو جاهزة من اليوتيوب (YouTube) بمتوسط (3.8 ) واستخدام البث الحي بمتوسط (3.73) .

وكشفت الدراسة أن أبرز طرق التقييم التي استخدمها المحاضرون هي الواجبات كامتحان نهائي بنسبة (80.29٪) ، تليها الواجبات المنزلية عن بعد (78.76٪) والاختبارات القصيرة عن بعد (65.63٪).وبالرغم من أن الواجبات كامتحان نهائي الأكثر شيوعا إلا أن الأساتذة وجدوا أن الواجبات المنزلية كانت أكثر فاعلية بمتوسط (4.07) وتليها الاختبارات القصيرة بمتوسط (3.97)، واعتمد المحاضرون عدة طرق للتأكد من النزاهة الأكاديمية في تقييم الطلبة عن بعد وأكثرها استخداما كان إنشاء مجموعة متنوعة من الأسئلة التي تتطلب تفكيرًا عاليًا أو نقديًا (على سبيل المثال ، الإجابات القصيرة ، الإجابة الطويلة ، ودراسات الحالة ، إلخ.) بنسبة 66.78 %، تلتها استخدام برامج كشف الانتحال الأكاديمي مثل برنامج Turnitin أو أي برنامج آخر بنسبة (%55.78)، وتنويه على العقوبات في حال مخالفة النزاهة الأكاديمية بنسبة (45.89%)، وإنشاء مجموعة كبيرة من الأسئلة للتقييم بحيث يحصل الطلبة على عينة عشوائية من هذه الأسئلة بنسبة (%37.88).

وأشار المحاضرون الى العوامل المؤثرة على فعالية التعليم عن بعد أثناء الجائحة بالنسبة لهم كالتالي: رغبة الطلبة وتقبلهم للتعلم عن بعد وتوفر الشبكة وخدمة الإنترنت لدى الطلبة وعدم توفير المؤسسة الأدوات اللازمة للتعليم عن بعد لاستخدامها في المنزل. بينما أدلى المشاركون عن رضاهم عن فعالية تواصل رئيس القسم معهم بمتوسط (4.02) ودور المؤسسات في توفير التعليمات والتوجيهات المقدمة للطلبة والموظفين للتوعية بالتغييرات لإستدامة التعليم عن بعد بمتوسط (3.85) والتعاون بين زملاء العمل للتغلب على أعباء العمل خلال هذه الفترة (3.85) ومناسبة الدعم المقدم بشكل عام من الكلية للحد من القلق والتوتر بمتوسط (3.49)

وأبدى المحاضرون عدة مخاوف متعلقة بالناحية الأكاديمية أثناء انتشار الجائحة أهمها عدم التزام الطلبة بمبادئ النزاهة الأكاديمية خلال تقييمهم عن بعد بمتوسط (4.06) وتأثر جودة التدريس أثناء التعليم عن بعد بمتوسط (3.82) وتدني الدافعية والرغبة لدى الطلبة للتعلم عن بعد بمتوسط (3.82) وعدم توفر الأدوات اللازمة للتعليم عن بعد في المنزل بمتوسط (3.79) وانخفاض الانخراط في الأنشطة البحثية والاستشارية بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة بمتوسط (3.6)

كما تطرقت الدراسة الى مخاوف أعضاء الهيئة الأكاديمية بأمور تتعلق بالناحية الاجتماعية أثناء انتشار الجائحة أبرزها: الشعور بالقلق لاستمرار تزايد أعداد الأشخاص المصابين بمتوسط (4.39) والشعور بالقلق على صحتهم وصحة الاشخاص المقربين إليهم (4.29) وخلل في التوازن بين الحياة العملية والشخصية، حيث إن التعليم عن بعد يتطلب المزيد من الوقت (3.91) والشعور بالوحدة لعدم زيارة الأقارب والأصدقاء (3.77) و الإنقطاع عن المشاركة في التجمعات الاجتماعية وممارسة الرياضة والأنشطة الترفيهية الأخرى (3.71)


في هذه الدراسة استخدم المحاضرون طرق التعليم غير المتزامن الذي يمكن الطلبة من التعلم والاطلاع على المادة التعليمية في أي وفي اي مكان، إلا أن الدراسة الحالية تؤكد على ضرورة تفعيل طرق التعليم المتزامنة كالدردشة والاجتماعات الفورية أو اجتماعات الصوت والصورة لأنها تمكّن من جعل الطالب محور العملية التعليمية وتمكنه من التفاعل مع المحاضر وزملائه، وتضفي الطابع الشخصي على عملية التعلم. وهنا يأتي دور المؤسسات التعليمية من خلال تزويد طاقمها الأكاديمي بالتدريب اللازم لتفعيل التعليم المتزامن.

كما أكدت الدراسة على ضرورة تطوير طرق التدريس للجانب العملي للمساقات الدراسية لأن استخدام مقاطع الفيديو المتوفرة في الانترنت لن تمكن الطلبة من اكتساب المهارات اللازمة، لذلك يجب على المؤسسات التعليمية تشجيع المحاضرين على استخدام البث الحي من المختبرات للتجارب واستخدام المحاكاة التفاعلية لضمان تدريس الجانب العملي بشكل فعال، وأوصت الدراسة بأنه من الضروري الاستمرار في استخدام أساليب التقييم التي تتطلب تفكيرًا عاليًا أو نقديًا حتى بعد الجائحة حتى تتمكن المؤسسات التعليمية من اكساب مهارات التفكير الناقد لطلبتها، وأوصت الدراسة بضرورة تدريب المحاضرين على استخدام برامج المراقبة عن بعد لتعزيز النزاهة الأكاديمية.

واختتمت الدراسة بالتأكيد على ان تجربة المحاضرين أثناء التعليم عن بعد لا بد أن تشكل انطلاقة للمحاضرين لإعادة النظر في طرق التدريس التي يستخدمونها وضرورة تطبيق التكنولوجيا بشكل يثري العملية التعليمية من خلال جعل الطالب محور العملية التعليمية ومحاولة اكسابه المهارات المطلوبة في العصر الحالي حيث تبقى خبرة كل معلم وإبداعه وطاقته هي الأساس في التغلب على جائحة كوفيد 19 أو أي جائحة في المستقبل وهي الأساس الذي يمكن كل معلم أن يحدث فرقًا في مسيرة طلبته العلمية. قام بإعداد هذا البحث فريق بعضوية كل من د.عزه بنت أحمد المسكرية و د.ثرياء بنت خليفة الريامية و د.سراج كنجوموحمد

ويركز ملخص الدراسة على تجربة الهيئة الأكاديمية في التعليم عن بعد ولتحقيق أهداف الدراسة تم الاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي وتكونت عينة الدراسة من 1436 محاضر من عدة مؤسسات. وتم جمع البيانات اللازمة باستخدام استبيان إلكتروني بلغ معامل ثباته (0.804) وتم توزيعه على جميع مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة في السلطنة و استمرت فترة تجميع البيانات من 20 يونيو الى 27 يوليو.


قد يهمك ايضًا:

جامعة الأميرة نورة تكرم الفائزات بهاكاثون التعلم الإلكتروني

 

4 تشكيلات عصرية للأثاث المنزلي تعكس الأناقة الباريسية من "إنديغو ليفيننغ"