لندن ـ ماريا طبراني
اكتشف العلماء حاليًا، أن البرمائيات التي تضم أكثر من 4 آلاف نوعًا، تتميز بألسنة لزجة ذات لعاب عكسي، فمجرد أن تستخدم الضفادع لسانها للقبض على الفريسة يتحول اللعاب إلى مادة لاصقة تشبه الصمغ، ولا يوجد غراء اصطناعي له القدرة على اللصق، مثل ذلك اللعاب الذي تنتجه الضفدعة بشكل طبيعي في فمها، ويكون اللعاب مائي عندما يكون داخل فم الضفدع، لكنه يصبح مثل الطلاء الذي يلصق بالحائط عندما يخرج من الفم، ويعود إلى حالته الطبيعية عندما يدخل إلى الفم مرة أخرى.
وكان يُعتقد في السابق، أن لسان الضفدع يعمل مثل الشريط اللاصق، حيث يحتاج إلى القليل من الضغط لكي يتم الالتصاق، إلا أن نجاح الضفدع لا يعتمد فقط على طبيعة لعابه، ولكن لسانه الذي يشبه السوط في القبض على الفريسة، ويمكن للسان الضفدع القبض على الفريسة خلال 0.07 ثانية، وهو أسرع خمس مرات من غمضة عين الإنسان.
ويقول الباحثون، أن لسان الضفدع لين 10 مرات أكثر من لسان الإنسان، ونتيجة لذلك يمكنه الامتداد 10 مرات أطول، ويعمل لسان الضفدع عند الإمساك بالفريسة مثل ممتص الصدمات في السيارة، حيث يمتص الطاقة ولذلك يمنع الانفصال عن الفريسة.
وأضاف الباحث أليكس نيول من معهد جورجيا للتكنولوجيا، " هناك 3 مراحل بالفعل، فعندما يضرب اللسان الحشرة يكون اللعاب مائي، ويملأ كل شقوق الحشرة، وعندما يستقر اللسان فإنه يسحب إلى الوراء ويصبح اللعاب أكثر لزوجة وأكثر سمكًا من العسل، ويجتاح الحشرة في رحلة العودة، ويتحول اللعاب إلى مائي مرة أخرى عند وجود الحشرة داخل فم الضفدع، وعلى عكس الماء والعسل يمكن أن تتغير لزوجة لعاب الضفدع وفقًا لمعدل الجز كما يحدث في الطلاء"، وتابع "حيث ينتشر الطلاء على الحائط بسهولة، لكنه يظل راسخًا على الجدار بمجرد إزالة الفرشاة، وبالنسبة للضفادع ينتشر اللعاب بسهولة عند ضرب الحشرات، ويصبح أكبر سمكًا عند السحب للوراء"، وتم نشر الدراسة في مجلة Royal Society journal Interface.