نيويورك - مادلين سعاده
استمرت درجات الحرارة التي تجتاح أجزاء من شمال شرق الولايات المتحدة في الانخفاض يوم السبت، حيث تسبب شلل للمنطقة في أعقاب إعصار القنبلة هذا الأسبوع، وكشف خبراء الأرصاد الجوية الذين يدرسون أنماط الطقس في المنطقة أن الرياح الباردة في جزء من نيو هامبشاير كانت من المتوقع أن تصل إلى 100 درجة سلبية، في ما تصفه الصحافة الأميركية، بأنها بيئة لا ترحم، ويقول خبراء الطقس إن بعض المناطق كانت أكثر برودة من سطح المريخ.
ومن المتوقع أن تشهد مدينة نيويورك أسوأ برد شتاء في هذا العام، حيث تصل درجات الحرارة إلى 3 درجات في الليل مع ارتفاع درجة الحرارة بين -10 و -20 درجة "فهرنهايت"، وفقا لما ذكرته شبكة "إن بي سي الإخبارية"، وفي وقت سابق من اليوم السبت، أصدرت دائرة الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرا من الرياح الباردة للمجتمعات في غرب ووسط ماساتشوستس، وفقا لما ذكره موقع ماسلايف، حيث سيشعر المواطنون بانخفاض في درجات الحرارة يصل إلى 25 درجة "فهرنهايت".
ويأتي طقس الصقيع هذا في أعقاب ظاهرة الأرصاد الجوية المعروفة باسم "إعصار القنبلة"، وهي عاصفة شتوية منخفضة الضغط تتزايد بسرعة كبيرة مع قوة الرياح، وفي يوم الجمعة، تحولت المروج الخضراء في سنترال بارك إلى اللون الأبيض، وظهر تمثال الحرية في صور جوية مذهلة التقطت بعد يوم واحد من تعرّض مدينة نيويورك إلى عاصفة ثلجية كبرى، ووصلت درجة الحرارة إلى 19 يوم الجمعة، مما جعلها أكثر برودة مما كانت عليه عندما ضربت العاصفة يوم الخميس، وقد انتشرت درجات الحرارة الباردة في جميع أنحاء المنطقة، في حين أن سكان ولايات مثل ماريلاند وفرجينيا يرتجفان من درجات الحرارة تتراوح بين 10 درجات "فهرنهايت"، إلى 15 درجة "فهرنهايت".
وقال عالم الأرصاد الجوية في مركز التنبؤ بالطقس التابع إلى دائرة الطقس الوطنية في كوليج بارك في ولاية ماريلاند، براين هورلي، يوم الخميس، "هذا طقس بارد جدا، بدأت العاصفة قبل يومين في خليج المكسيك وضربت فلوريدا بانهاندل أولا، وبحلول يوم الخميس كان هناك فوضى وتحذيرات و دخلت حالات الطوارئ حيز التنفيذ على طول الساحل الشرقي، وصل هبوب الرياح أكثر من 70 ميلا في الساعة في بعض الأماكن، وشهدت بعض المناطق ما يصل إلى 18 بوصة من الثلوج".
وتسببت العاصفة في إغلاق المدارس والأعمال التجارية، وإلغاء أو توقف خدمات شركات الطيران والسكك الحديدية، وانقطاعات آلاف المرافق، في الجنوب، أجبر الطقس الشتوي على وضع المراحيض المحمولة خارج كابيتول مسيسيبي بعد أن انفجرت الأنابيب. وفي نيو إنغلاند، جلبت الرياح القوية الفيضانات الساحلية التي وصلت إلى مستويات تاريخية في بعض المجتمعات المحلية التي تفيض فيها المياه الجليدية على الأرصفة والشوارع والمطاعم وتحاصر بعض الناس الذين كان لا بد من إنقاذهم، وقال الخبراء أن العاصفة التي وقعت يوم الأربعاء كانت السبب في الفيضانات، وقتل 7 أشخاص في حوادث تتعلق بالطقس، حيث قتل 4 أشخاص في كارولاينا الشمالية وكارولينا الجنوبية بعد أن اجتاحت سياراتهم طرقا مغطاة بالثلوج، وفقا لما ذكرته السلطات. كما تم تسجيل وفاة أخرى بالقرب من فيلادلفيا عندما لم تتمكن سيارة من التوقف عند قاع تلة شديدة الانحدار مغطاة بالثلوج واصطدمت بقطارات ركاب، وقتل راكب في السيارة، ولم يصب أحد في القطار. وفي ولاية فرجينيا أصيبت فتاة بشاحنة صغيرة بينما اصطدمت سيارة تزلج ورجل يبلغ من العمر 75 عامًا بمحراث ثلج بينما كانت تنظف مواقف السيارات التجارية، وقد توفي كلاهما في المستشفيات متأثرا بجراحهما، وفقا لما ذكرته الشرطة.
ولن ينجو الجنوب أيضا، فقال هورلي إن لويزيانا ومسيسيبي وألاباما وجورجيا يمكن أن تتوقع درجات حرارة تتراوح بين 15 درجة و 20 درجة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفي شمال فلوريدا ستنخفض في 20 إلى 30 درجة، وقال انه من المتوقع أن يعود الطقس إلى الاستقرار في أوائل الأسبوع المقبل مع درجات حرارة في الثلاثينيات والأربعينيات.