لندن - سليم كرم
يعدّ فصل الشتاء موسمًا للطحالب، حيث تكون الشجار المظللة عارية، ويمكن للضوء الساطع أن يصل للأرض، حيث تنبت أوراق جديدة وتتكاثر هياكل الجمال، وتوجد شجرة على جانب الطريق مقطوعة مليئة بالطحالب والأوراق، وهي واحدة من أكثر أنواع الطحالب شيوعًا، وهذا النوع من الطحالب لا يعد ولا يحصى، فهي تمتص قتامة فصل الشتاء لتجذب الانتباه إليها، فقد كانت أوراق الطحالب حريرية الملمس ومتداخلة على نحو يشبه الموجة.
ويعتبر أروع ما يوجد في الغابة، كبسولات "بوغ" ذات السيقان الحمراء، ورأس يشبه طيور الفلامنغو، ولا تزال بعض هذه الكبسولات، تحتفظ برونق رأسها الذي يشبه منقار الطائر المقلوب، أما الآخرين فكان شكلهم يشبه المخروط، وهذا هو النوع الذي كان أكثر إثارة للاهتمام. وكانت فتحة فوهة كل واحدة من هذه الكبسولات مهدبة بمجموعة من الأسنان المتوترة والمسترخية مثل المخالب، وكانت كبسولات الـ "بوغ" الخضراء مرئية ولكنها دقيقة جدًا ترتعش ساق أحدها بسبب الريح.
وعلى طول ضفة النهر، كانت هناك رقعة من الأرض محروقة ووجدت الطحالب تتزايد وسط هذه الأرض وعاجلًا أم آجلًا فإن هذا النوع من الطحالب، يظهر أينما توافرت التربة وينمو في أشكال متشابكة، ويصل ارتفاعه إلى 5 سنتيمترات، وتشبه كبسولات "بوغ" الطالب لا يمكنك رؤيتها، ولكنها موجودة في كل مكان، ولا يتطلب الأمر منك سوى عدسة لتدخل وسط هذا العالم المصغر الموجود خارج حدود العين البشرية المجردة.