تلوث الهواء فوق إيطاليا

كشفت لقطات الأقمار الصناعية من الفضاء عن انخفاض كبير في تلوث الهواء فوق إيطاليا بعد انتشار فيروس كورونا، فتكشف لقطات درامية من القمر الصناعي كوبرنيكوس التابع لوكالة الفضاء الأوروبية عن هذا الفرق في مستويات التلوث بإيطاليا بين يناير ومارس، خاصة فوق وادي بو في الشمال، ولعل هذا الأمر يرجع إلى سببين مهمين وهما تقييد السفر والنشاط الصناعى بها.

ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية ففي محاولة للحد من انتشار المرض القاتل، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إغلاق البلاد بالكامل، فأغلقت إيطاليا المدارس والمطاعم والحانات والمتاحف وأماكن أخرى، وقللت من عدد الأنشطة الملوثة.

وأنشأت بيانات من أداة خاصة تسمى Tropomi على القمر الصناعي Copernicus Sentinel-5 رسوم لآثار الغازات الضارة في الغلاف الجوى.

وقال كلاوس زينر من وكالة الفضاء الأوروبية، مدير مهمة Sentinel-5P: "إن انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين فوق وادي بو في شمال إيطاليا واضح بشكل خاص".

وأضاف: "على الرغم من أنه قد تكون هناك اختلافات طفيفة في البيانات بسبب الغطاء السحابي وتغير الطقس، إلا أننا واثقون جدًا من أن انخفاض الانبعاثات الذي يمكننا رؤيته يتزامن مع الإغلاق في إيطاليا مما يتسبب في انخفاض حركة المرور والأنشطة الصناعية".

وقد لاحظ الباحث في وكالة ناسا، سانتياجو جاسو، تغييرات مماثلة في مستويات التلوث عند دراسة بيانات أخرى من كوبرنيكوس. وقال باحث ناسا: "في شهر واحد، هناك انخفاض واضح في مستويات NO2 (علامة تلوث) في شمال إيطاليا وفقًا لمستشعر الأقمار الصناعية."

ويعد القمر الصناعي الذي التقط البيانات هو أول مهمة كوبرنيكوس مخصصة لمراقبة الغلاف الجوي، وتقول وكالة الفضاء الأوروبية إن كل هذه الغازات تؤثر على الهواء الذي نتنفسه وبالتالي على صحتنا.

كما كشف نفس القمر الصناعي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية عن انخفاض تلوث الهواء فوق الصين مع ذرات جزيئات صغيرة في أعقاب فيروس كورونا.

وأغلقت حكومة البلاد الكثير من نشاطها الصناعى، وفرضت قيودا على السفر بالطائرة والسيارات للحد من انتشار الفيروس القاتل.

وقال كوبرنيكوس في بيان سابق، إن خدمة كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي (CAMS) لاحظت انخفاضًا في الجسيمات الدقيقة (PM2.5) لشهر فبراير بالنسبة للسنوات الثلاث السابقة التي تتراوح بين 20 و30%، وPM2.5 هو واحد من أهم ملوثات الهواء فيما يتعلق بالتأثيرات الصحية وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

كما أن ثاني أكسيد النيتروجين هو غاز ضار يتم إطلاقه أثناء احتراق الوقود وينبعث من السيارات ومحطات الطاقة والمنشآت الصناعية.

قد يهمك أيضا:

تلوث الهواء يُزيد من خطر الموت بأمراض القلب وتصلُّب الشرايين

تلوث الهواء في نيودلهي يصل إلى مستويات نادرة وخطرة