لندن ـ ماريا طبراني
كشفت دراسة جديدة عن مدي تأثير تلوث الهواء على الحالة المزاجية للسكان، حيث أفادت الدراسة بأن تلوث الهواء قد يؤثر على الحالة المزاجية , وكذلك على صحة سكان الحضر، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية .
ووجدت الدراسة التي أجُريت في الصين وجود ارتباط واضح بين مستويات السعادة المنخفضة وبين سكان المدينة ومستويات تلوث الهواء السام , ووفقًا لما ورد في التقرير , تكافح الصين منذ سنوات لمعالجة مستويات تلوث الهواء المرتفعة في مدنها الرئيسية، وكشفت الدراسة أن تلوث الهواء يتسبب في 1.1 مليون حالة وفاة مبكرة كل عام ويكلف اقتصادها 38 مليار دولار.
في الدراسة البحثية لمعهد ماساتشوستس الأميركي التي نشرت في مجلة "طبيعة السلوك البشري والتي كشف عنها الفريق البحثي بقيادة سي تشي تشنج، وهي أستاذ مساعد بقسم الدراسات والتخطيط العمراني في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وأيضًا مديرة مختبر مدن المستقبل التابع للمعهد، أن المستويات المرتفعة من التلوث ترتبط بانخفاض في مستويات السعادة لدى الأشخاص.
ووفق صحيفة الإندبندنت، فإنه رغم معدل النمو الاقتصادي السنوي البالغ 8%، لم ترتفع مستويات الرضا بين سكان الحضر في الصين بقدر ما كان متوقعًا , وإلى جانب عدم كفاية الخدمات العامة وارتفاع أسعار المنازل والمخاوف بشأن سلامة الأغذية، كان لتلوث الهواء الذي سببه التصنيع وحرق الفحم وزيادة استخدام السيارات التأثير الأكبر على جودة الحياة في المناطق الحضرية.
وأشارت تشنج إلى أن أبحاثًا سابقة أظهرت أن تلوث الهواء كان له تأثير واسع على حياة الناس وسلوكهم الاجتماعي، موضحة "للتلوث تكلفة عاطفية أيضًا، ففي أكثر الأيام تلوثًا، تبيّن أن الناس أكثر عرضة للانخراط في سلوك متهور ومحفوف بالمخاطر قد يندمون عليه لاحقًا، ربما نتيجة للاكتئاب والقلق على المدى القصير".
وأضافت "لذلك أردنا استكشاف مجموعة واسعة من آثار تلوث الهواء على حياة الناس اليومية في المدن الصينية الملوثة للغاية " , استخدم الباحثون بيانات في الوقت الذي يتفاعل المستخدمون فيه على وسائل التواصل الاجتماعي لتتبع كيف أن تغير مستويات التلوث اليومية يؤثر على سعادة الناس في 144 مدينة صينية.
وأوضحت تشنج أن وسائل التواصل الاجتماعي تعطي قياسًا حقيقيًا لمستويات السعادة لدى الناس وتوفر أيضًا كمية هائلة من البيانات عبر العديد من المدن المختلفة , ولقياس مستويات السعادة اليومية لكل مدينة، طبّق الفريق خوارزمية لتحليل 210 ملايين تغريدة مضاف إليها علامات جغرافية على أكبر منصة للمدونات الصغيرة في الصين "سينا ويبو" الشبيهة على موقع "تويتر".
وتغطي التغريدات فترة من مارس/ آذار إلى نوفمبر/ تشرين الثاني ، وطبق الباحثون خوارزمية تحليل المشاعر المدربة آليًا لقياس شعور كل شخص من خلال تغريدته التي يدونها، ثم حسبوا بعد ذلك القيمة المتوسطة للبيانات التي حصلوا عليها من تغريدات الأشخاص في كل مدينة على حدة، والتي يطلق عليها "مؤشر السعادة المعبر عنها"، والتي تتراوح من صفر إلى 100، إذ يشير الرقم صفر إلى الحالة المزاجية السلبية للغاية و100 الإيجابية للغاية.
وابتكر الفريق البحثي مصطلح "مؤشر السعادة " على أساس الكلمات والسياقات التي يستخدمها الصينيون على الإنترنت في كل من الأيام التي تشهد فيها البلاد تلوثًا للهواء شديدًا، وقارنوها بالأيام ذات الطقس المعتدل.
ودمج الباحثون هذا المؤشر مع بيانات تلوث الهواء وحالة الطقس اليومية، ووجدوا أن المزاجيات التي يتم التعبير عنها على وسائل التواصل الاجتماعي تميل إلى الانخفاض عندما يزداد تلوث الهواء، وكانت النساء أكثر حساسية لمستويات التلوث أعلى من الرجال.
وتأمل تشنج الآن في مواصلة بحثها حول تأثير التلوث على سلوك الناس، والتحقيق في كيفية استجابة السلطات للطلب المتزايد من أجل الهواء النظيف.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا