لندن ـ عمان اليوم
اكتشف علماء الطبيعة الأوروبيون والإندونيسيون أول دليل على أن إنسان الغاب يعالج جروحه باستخدام "مرهم" نباتي، يستخدم في الطب التقليدي لمحاربة الالتهاب والألم.وتقول إيزابيلا لومر، الباحثة في معهد دراسة سلوك الحيوان (ألمانيا): "خلال مراقبة إنسان الغاب، لاحظنا أن ذكرا يدعى راكوس أصيب بجرح في وجهه نتيجة عراك مع قرد آخر، وبعد ثلاثة أيام من ذلك، بدأ راكوس في مضغ أوراق نبات من النوع Fibraurea tinctoria ومن ثم وضعها على الجرح لعلاجه. وهذا النبات يستخدم على نطاق واسع في الطب التقليدي في جنوب شرق آسيا بسبب خصائصه المسكنة والمضادة للالتهابات".
وقد توصل العلماء إلى هذا الاكتشاف خلال مراقبة حياة إنسان الغاب الذي يعيش في متنزه جونونغ ليسر الوطني الإندونيسي في شمال جزيرة سومطرة، الذي فيه أحد الموائل المتبقية لإنسان الغاب السومطري المهدد بالانقراض، التي يعمل علماء البيئة وعلماء الرئيسيات بنشاط على إنقاذها على مدى عدة عقود.
واكتشف العلماء خلال مراقبة القرود المحلية، أن إنسان الغاب يستخدم أوراق نبات متسلق من نوع Fibraurea tinctoria، الذي ينمو في غابات الهند وجزر الهند الصينية ومناطق أخرى في جنوب شرق آسيا، كمواد خام لإنتاج مسكنات الألم والمضادات للالتهابات. "مرهم"، مع أنه نادرا ما يأكل إنسان الغاب أوراق وثمار هذا النبات، ولكن بعد إصابته، بحث راكوس عنه، ومضغ أوراقه وعالج أنسجة الوجه التالفة بالكتلة الحيوية الممضوغة.
واتضح للعلماء، أن هذه العملية أسرعت في التئام جروح راكوس ومنعت تطور الالتهابات، حيث شفت الجروح تماما بعد أسبوع، واختفت آثارها بعد أسبوعين.ولكن أين تعلم راكوس هذه المهارة؟ هذا ما لا يستطيع علماء الطبيعة حتى الآن تحديده. لأن العديد من إنسان الغاب السومطري جلبت إلى جونونغ ليسر من مناطق مختلفة من الهند الصينية.
وتقول الباحثة كارولينا شوبلي من معهد دراسات سلوك الحيوان: "يعود أول ذكر لمثل هذه الممارسات في المجتمعات البشرية، إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد. وإن وجود القدرة على علاج الجروح بمركبات مختلفة ليس فقط بين البشر، ولكن بين بعض الرئيسيات العليا أيضا يشير إلى أنه من المحتمل أن سلفنا المشترك كان لديه القدرة على تحديد الخصائص العلاجية للنباتات".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
سائح روسي يقبع عامًا خلف القضبان لمحاولته تهريب "إنسان الغاب"