مسقط - عمان اليوم
يعدُّ قعد ماء الفلج (إيجار الماء) بولاية العوابي بمحافظة جنوب الباطنة والذي يتم عن طريق المناداة أو المزايدة، تقليدًا سنويًا ما زال الأهالي يحرصون على إقامته من أجل المحافظة عليه في مشهد يؤكد مدى الاعتناء بالزراعة والارتباط بها. وبيّن سليمان بن يوسف الخروصي عضو المجلس البلدي بولاية العوابي أنَّ ماء فلج العوابي هو مُلْك لبعض الأهالي الذين يقومون بإيجار الماء الزائد عن حاجة صاحبه للآخرين ممَّن لا يملكون أي حصة في ماء الفلج لريّ مزارعهم لمدة عام ميلادي كامل وفق المُتَّبع في هذا الشأن حيث كان الاعتماد على
توزيع مياه الفلج في السابق بحسابات تعتمد على حركة الشمس نهارًا والنجوم ليلاً، فيما تعتمد حاليًا على التوقيت الحديث بالساعة بما يُسمّى بالأثر والذي تتراوح قيمته بين (600) ستمائة ريال عماني إلى (800) ثمانمائة ريال عماني. وأوضح الخروصي أنّه يتم "السقي" ساعة لكل أربعة أيام وتعتمد فترات توزيعه على قوته ومدى توفره نظرًا لتأثر ماء الفلج بالخصوبة والجفاف بحسب هطول الأمطار وجريان الأودية، ويتم تثبيت ذلك الاستحقاق من الماء الذي تمَّ الحصول عليه، أي استئجاره لمدة عام، في دفاتر خاصة مُتعارف عليها منذ مئات السنين
لتكون دلائل موثقة لمَن يمتلك ذلك الماء. وأشار إلى أنّه وبسبب ما تمرّ به البلاد من ظروف صحية بسبب جائحة كورونا وتطبيقًا لقرارات اللجنة العليا بالحد من التجمّعات فقد سار نظام القعد لعامي 2020م و2021م بتطبيق نظام المتوسط ليكون بمثابة قانون ترجع له إدارة الفلج في نظام البيع المباشر على أن يرجع النظام وفقًا لما كان عليه سابقًا بعد انتهاء الجائحة بإذن الله تعالى؛ للحفاظ على هذا التقليد السنوي بالولاية. جديرٌ بالذكر أنَّ اهتمام الأهالي بالطريقة التقليدية في توزيع الماء وإيجاره للمزارعين يعكس مدى حرصهم الشديد على الحفاظ عليها
وتناقلها بين الأجيال من أجل استمرار الماء في ريّ المزارع الممتدة لمساحات واسعة وأيضًا للحفاظ على مزارعهم نظرًا للاعتماد الكبير على ماء الفلج في ريّها
قد يهمك ايضاً
العوابي هي إحدى ولايات جنوب الباطنة العُمانية و ذات مكانة علمية وتاريخية
"الشؤون البلدية " بالعوابي تناقش ظاهرة حرق المخلفات الزراعية والحيازات الغير قانونية