مسقط -عمان اليوم
تقع محمية السليل في ولاية الكامل والوافي في محافظة جنوب الشرقية، وهي من المحميات الطبيعية الجميلة في السلطنة، وتمتد في مساحة شاسعة كبيرة.وتقع المحمية في حزام المناطق الجافة وشبه الجافة، حيث تقل الأمطار التي تتساقط على مدار العام وتتكوّن من سهل طميي وحصوي واسع وممتد من الشرق إلى الغرب، حيث تشكّل نتيجة وجود المنطقة في المروحة الفيضية لوادي بني خالد القادم من الجهة الشمالية الغربية، وتوفر هذه البيئة حيّزا طبيعيا مهما لغابات أشجار السمر وبالتالي توفر بيئة طبيعية وموئلا لأنواع مختلفة من الكائنات وخاصة الغزال العربي المنتشر على امتداد المحمية.
كما تتميّز المحمية بانتشار أكثر من ١٠٠ نوع من النباتات والأشجار تتوزع على امتداد المحمية مثل: أشجار السلم، والسدر، والكنب، والشوع، والسرح.
ويوجد في المحمية أكثر من ثمانية أنواع من الثدييات كالغزال العربي، والوعل العربي، والثعلب الأحمر، والأرنب البري. أما على مستوى الزواحف فقد تم تسجيل وجود ثمانية أنواع من الزواحف كوحر سينا، والضب المصري، و١٦٦ نوعا من الحشرات.
كما أوجدت المحمية ملاذا آمنا للطيور البرية، فقد تم تسجيل ثلاثة أنواع من الطيور البرية، بعضها من الطيور المهاجرة، والأخرى المستوطنة، ومن الطيور الموجودة في المحمية البلبل، والهدهد، والحمام البري، والحمام المطوق، والثرثار العربي، والعصفور الدوري، والصرد الرمادي الكبير، وطيور القطا، وأيضا الصفرد، وكذلك من الطيور الجارحة النسر المصري، والنسر الأصلع، وعقاب السهوب.
وفيما يتعلق بالتراث البشري فقد تم اكتشاف وجود قبور أثرية في الجهة الشمالية الشرقية من المحمية تصل إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، وهي منتشرة في المنطقة السهلية، وتجد بعضها منتشرا في قمم التلال، والسلسلة الجبلية، وهذه القبور عبارة عن شكل دائري تغطيه قباب تم بناؤها عن طريق الحجارة، حيث يؤكد انتشارها على وجود مستوطنات قديمة سكنت في المنطقة أو المناطق المجاورة، وذلك لأن المحمية كانت في الماضي ممرا للقوافل التجارية القادمة من الشرق باتجاه داخل عمان.
ويسكن المحمية وما حولها حاليا مجتمع معظمه من البدو الذين يعتمدون في نشاطهم على الرعي وما أتاحته لهم مساحة المحمية الشاسعة والتنوُّع النباتي .
قد يهمك ايضًا:
إنقاذ غزال نادر من الموت في اللاذقية السورية قبل إطلاقه إلى البرية من جديد