النخيل

نجح مواطن من ولاية العوابي بمحافظة جنوب الباطنة في التجربة الأولى من نوعها لصعود النخيل عن طريق (آلة حصاد) بدلا عن استخدام ( حبل الصوع ) وبدأ بعض المزارعين بالولاية والقرى التابعة لها في استخدامها لصعود النخيل والقيام بكل الأعمال التي تحتاجها النخلة وتتميّز بالراحة التامة خاصة عند جني ثمار النخيل أو ما يسمى محليّا بالخراف، فالذي يصعد للنخلة ويستقر في الأعلى للعمل بدلا أن يسند ظهره إلى كفة الصوع وتكون أقدامه ملتصقة بجذع النخلة فمن خلال آلة حصاد يستطيع الجلوس على الكرسي بكل أريحية ويمد رجليه للأسفل ويضعهما في قاعدة خصصت لهما أسفل الكرسي الجالس عليه.

حول هذه الفكرة التقت «عمان» بصاحب التجربة المواطن سليمان بن سعيد بن سليمان الخروصي، حيت أشار إلى الفترة التي مرت بها البلاد من عمليات إغلاق وتقييد للحركة بسبب جائحة كورونا، والتي جعلته يفكر باختراع وابتكار شيء جديد يتناسب مع الأعمال الحرفية والتقليدية بالسلطنة، وقال «من أهم الأسباب التي دعتني للتفكير في مثل الطريقة وكما يقال ( الحاجة أم الاختراع ) ومع تزايد حوادث السقوط من أعالي النخيل والتعرّض للإصابات، فكانت هذه الطريقة الحديثة والمتطورة لحماية الناس، وحتى يستطيعوا القيام بأعمال الحصاد والتنبيت بأقصى درجات الأمن والسلامة.

وأكد الخروصي «اطلعت على ابتكارات سابقة لأشخاص من خارج السلطنة وأخذت عنهم الفكرة وطوّرتها وبنيت عليها أفكارا أخرى بما يتناسب مع أنواع وأحجام النخيل معنا بالسلطنة»، وقال «كانت أول مرة استخدمت فيها الآلة الجديدة في صعود النخيل في شهر مايو من العام الماضي أثناء الحجر المنزلي أي مع بداية جائحة كورونا فاستفدت من تواجدي في المنزل لا سيما أنه توجد معي ورشة صغيرة داخل المنزل، وبدأت في تنفيذ الفكرة استغلالا للوقت ولله الحمد فقد وفقني المولى سبحانه وتعالى لتحويل المحنة إلى منحة».

وحول إقبال الناس على استخدام الآلة الجديدة وخاصة من المهتمين بصعود النخيل من المزارعين يقول سليمان الخروصي «الإقبال فوق المتوقع منذ السنة الماضية وقد زاد الطلب هذه السنة أكثر بسبب فعاليتها وتقبل المزارعين لها وقد تم تصميم آلة طلوع النخيل وأسميتها (حصاد) لنوعين؛ إحداهما «الصغيرة» وتستخدم للنخيل التي قطرها 220 سنتيمترا و «الكبيرة» للنخيل التي يتعدى قطرها 220 سنتيمترا والسعر في متناول الجميع، فالصغيرة بخمسين ريالا والكبيرة بستين ريالا». ويؤكد سليمان الخروصي أن استخدام آلة الحصاد يعد آمنا إذا

استخدمت وفق التعليمات المرفقة بها ولتزايد الطلب يتم حاليا تصنيعها في ورش للحدادة بولايتي الرستاق والعوابي تحت إشرافي وتتكون من طبقه علوية وهي الكرسي للجلوس، وطبقة سفلية خصصت لوضع القدمين عليها، وحزام أمان يصل الطبقتين العلوية والسفلية وأن استخدام كليهما سهل، و هي ليست ثقيلة، ولكن يستحسن لبس الحذاء عند الصعود لتسهل عملية نقل الجزء السفلي بالقدمين إلى الأعلى أثناء الصعود. وحول الفرق بين الآلة الحديثة (حصاد) وحبل الصوع المعروف منذ القدم، يقول بالنسبة للأداة التقليدية ( الصوع) فهو خفيف وسهل

الاستخدام وسريع، ولكنه غير آمن ومع استمرار استخدامه يسبب أوجاعا للظهر والأقدام، أما الآلة الجديدة فهي آمنة ومريحة ويستطيع الشخص الجلوس وهو يقوم بعمليّة الاهتمام بالنخلة خاصة في الجزء الأعلى وخاصة أثناء حصاد الثمار فيجلس بكل أريحية وسهولة، ومن سلبياتها أنه لا ينفع استخدامها للنخيل المائلة لأكثر من 80 درجة ويفضل استخدامها من قبل الكبار والآلة لا تحتاج للصيانة أو إضافة شيء إليها، لكن حتى لا تفقد الهدف الذي صنعت من أجله، فهي تصلح لجميع أنواع النخيل التي بها كرب أو التي ليس بها كرب.

قد يهمك ايضاً

"البيئة" تكرم مواطنا لدوره في صون الحياة الفطرية من المخلفات البلاستيكية

الحياة الفطرية تشارك في فعاليات المعرض التوعوي السادس