طائرة "سولار امبالس 2"

أقلعت أول طائرة تعمل بالطاقة الشمسية في أطول رحلة منفردة عبر التاريخ، أمس الاثنين، مع الطيار السويسري اندريه بورشبرغ في مواجهة "نقطة اللاعودة" للرحلة حول المحيط الهادئ وحول العالم.
وأقلعت "سولار امبلس 2" في تمام الساعة الـ03:00 صباحًا من ناغويا، اليابان، في طريقها إلى هاواي، في زيارة من المتوقع أن تستغرق خمسة أيام في رحلة من دون انقطاع.

ويمثل معبر المحيط الهادئ المحطة الأكثر صعوبة في محاولة اندريه بورشبرغ للطيران حول العالم في رحلة متعددة المراحل، وتأخر بورشبرغ في ناغويا لعدة أسابيع بعد "جدار" من سوء الأحوال الجوية اضطر وقتها للهبوط، وحوَّل رحلته، من نانجينغ، الصين، في أوائل حزيران/ يونيو إلى اليابان.
وطار الطيار السويسري لمدة 44 ساعة من نانجينغ إلى ناغويا، يومين وليلتين، واستراح لفترة 20 دقيقة.

وصرَّح العضو في فريق الطائرة كونور لينون، من مقر المشروع، قائلًا: "إننا حقا في نقطة اللاعودة الآن"، وأضاف "أنها نقطة اللاعودة من الناحية الفنية ومن الناحية الإنسانية أيضا، هل ستتمكن الطائرة من تحقيق ذلك؟".
وقال برتران بيكار المشارك في مشروع بورشبرغ ومساعد الطيار "هناك الكثير من عدم اليقين في النهاية، ولا نستطيع أن نعرف كل شيء"،وأضاف "اليوم اتخذنا قرار الذهاب، وقبلنا هذا الخطر، لأننا نعتقد أنها نافذة جيدة".
وأضاف بيكار أن الإطار للوصول إلى هاواي هو "ضيق قليلا"، وأنه "ربما سيكون في وقت متأخر قليلا"، قبل أن يتحرك نظام الطقس في مسار الطائرة، وقد أمضى طاقم الطائرة أسابيع في محاولة لقياس توقعات الطقس على المدى الطويل لإيجاد نافذة للمعبر.

وتحمل الطائرة 17 ألف خلية شمسية على جناحيها وتصل سرعتها حوالي 87 ميلًا في الساعة، حيث أنها أسرع من السفينة ولكن أبطأ بكثير من الطائرات التقليدية.
وصممت الطائرة لتكون خفيفة الوزن، مع بطاريات من ألياف الكربون والليثيوم التي تزن أكثر قليلا من اثنين طن، وباتت الطائرة مهددة من الرياح القوية وسوء الأحوال الجوية مثل الأمطار التي أوقفت تقدمها لأسابيع في اليابان.

وسيكلف بورشبرغ بالحفاظ على الطائرة قدر الإمكان طائرة أثناء النهار لتوفير الطاقة، وتوجيهها إلى بقع من أشعة الشمس واستخدام المحركات بأقل قدر ممكن، فضلا عن أنه سيتوجب عليه البقاء على ارتفاع 28 ألف متر ودرجات حرارة قريبة من 100 فهرنهايت في قمرة القيادة غير المتوفر بها ضغط  وغير مدفأة.

وفي الوقت نفسه سيساعد فريق الطائرة بأكمله في حساب رحلة الطائرة كل يوم، وتعديلات الطقس وغيرها من المتغيرات التي قد تؤثر على مسار الرحلة.
وأوضح بورشبرغ، في تصريحات الشهر الماضي "نحن حقا نعمل في الحدود التي توفرها هذه التكنولوجيا"، وأضاف أن "الخطوة التي نتخذها إلى الأمام "ضخمة"، ولم يكن لدينا فرصة لاختبار هذه طائرة ليلا ونهارا، ونحن لم نحلق فوق المحيطات ولا توجد وسيلة للعودة، لذلك عند مغادرة ساحل الصين ملتزمون بأن نذهب إلى هاواي، والطيران خمسة أياموخمس ليال إلى النهاية".

يُشار إلى أنَّ بورشبرغ هو مهندس سويسري يبلغ من العمر 62 عامًا، ويؤدي اليوغا للمساعدة على البقاء متأهبا وللاستراحة خلال الرحلات الجوية.
وبدأت الطائرة الطواف به من أبو ظبي آذار/ مارس الماضي، ووقف في مسقط، أحمد أباد، فاراناسي، ماندالاي وتشونغتشينغ ونانجينغ، وتحطيم الأرقام القياسية للطيران الشمسية على طول الطريق.

وكانت رحلة الطائرة قد بدأت في جولتها الأولى حول العالم في 7 آذار الماضي من مدينة أبو ظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن المتوقع أن تشمل رحلة الطواف حول العالم 12 محطة عالمية، وتعد الرحلة جزءا من المشروع الذي أسسه الطياران السويسريان برتران بيكار وشريكه اندريه بورشبرغ، لتعزيز الاتجاه العالمي نحو مصادر الطاقة النظيفة.

وكانت الطائرة "سولار إمبلس" الأولى قد قامت برحلة استغرقت 26 ساعة في عام 2010، مما يثبت أن الطائرة تعمل بالطاقة الشمسية ويمكنها تخزين ما يكفي من الطاقة في بطاريات الليثيوم للحفاظ على الطيران ليلا.
ويأمل المهندسون السويسريون أن ابتكاراتهم مع الطاقة الشمسية وكفاءة استخدامها يمكن دمجهم في غيرها من التكنولوجيات والاستخدام اليومي في جميع أنحاء العالم.