واشنطن - عادل سلامة
كشفت وكالة "ناسا" صورة لانفعالية الشمس وهي تبدو حزينة, بعد أيام قليلة من التقاط صور مذهلة للمجرة المبتسمة.
وظهرت خيوط هائلة من مواد سارت عبر النصف السفلي من الشمس في 10 شباط / فبراير عام 2015، لتشكل خط ابتسامة مظلم, ويمتد ذلك الخط- أو كما يسميه العلماء الخيط الشمسي- بطول أكثر من 533.000 ميل وأطول من 67 كوكب مصطفين في حجم الأرض.
ويظهر مرصد ديناميكا الشمس الخاص في وكالة "ناسا"، أو" إس أو دي"، المواد الباردة في شكل ظلام والمواد الساخنة في شكل ضوء.
وصرحت وكالة الفضاء الأميركية أن ذلك يعني أن الخط, في الواقع, هو عينة هائلة من المواد الباردة تحوم في الغلاف الجوي للشمس, ويمكن للخيوط أن تطفو بشكل رزين لعدة أيام قبل أن تختفي.
وتندلع في بعض الأحيان خارجًا إلى الفضاء, مطلقة مواد شمسية في شكل قطرات إما أن تهبط في شكل أمطار أو تهرب للخارج في الفضاء، لتصبح سحابة متحركة معروفة باسم طرد الكتلة التاجية, أو "سي إم إي".
والتقط مرصد ديناميكا الشمس صورًا للخيوط في عدد هائل من الموجات الطولية, كل منها يساعد على تسليط الضوء على مواد من درجات حرارة مختلفة على الشمس.
ومن خلال النظر في مثل هذه الصفات الموجودة في الأطوال الموجية ودرجات الحرارة المختلفة، توصل العلماء لمعرفة المزيد حول أسباب تكوين هذه البنيات، وكذلك ما يحفز الانفجارات التي تحدث داخلها في بعض الأحيان.
وظهرت, في وقت سابق من العام, حفرة ضخمة على سطح الشمس, تعرف باسم الحفرة التاجية.
ووقعت هذه الظاهرة بالقرب من القطب الجنوبي, وظهرت في هذه الصور المذهلة كمنطقة مظلمة غطت كل قاعدتها.
وتم التقاط هذه الصورة غير المعقولة في 1 كانون الثاني/ يناير 2015 من قبل مجلس تصوير الغلاف الجوي أو"إيه أي إيه" من مرصد ديناميكا الشمس الخاص بوكالة "ناسا", وتظهر الحفرة التاجية كمنطقة مظلمة في الجنوب.
وتعد الحفر التاجية هي مناطق التاج إذ يصل المجال المغناطيسي خارج الفضاء بدلًا من تكرار تراجعه على السطح, وتتحرك الجسيمات على طول تلك المجالات المغناطيسية.
ومن الممكن أن تترك الشمس بدلًا من احتجازها بالقرب من السطح, وتسخن هذه الجسيمات المحتجزة وتتوهج، لتعطينا في النهاية تلك الصور الجميلة.
وفي أجزاء من التاج أو الهالة إذ تغادر الجزيئات الشمس، فيصبح التوهج أكثر قتامة كما تبدو الحفرة التاجية مظلمة.
وشوهدت الحفر التاجية للمرة الأولى في الصور التي التقطها رواد الفضاء على متن محطة الفضاء "سكاي لاب" التابعة لوكالة "ناسا" في عامي 1973 و 1974.
ويمكن رؤيتهم لوقت طويل, على الرغم من تغير الشكل الدقيق طوال الوقت, فيمكن رؤيته لمدة خمس سنوات أو أكثر.
وفي كل مرة تتناوب الحفرة التاجية مع الأرض, يمكننا قياس الجزيئات التي تتدفق من الحفرة في شكل تيار عالي السرعة، كمصدر آخر لطقس الفضاء.
وتسارع الجسيمات المشحونة في أحزمة إشعاع الأرض عندما يذهب التيار عالي السرعة إلى الغلاف المغناطيسي للأرض, وتم دراسة تسارع الجسيمات في الغلاف المغناطيسي من قبل بعثة تحقيقات "فان ألن" الخاصة بوكالة "ناسا".
وتعد الحفر التاجية هي سمة نموذجية في الشمس، على الرغم من ظهورها في أماكن مختلفة ومع مزيد من التردد في أوقات مختلفة من دورة نشاط الشمس.
وتعتبر شيئًا هامًا من أجل فهمنا لطقس الفضاء، لأنها مصدر رياح الجسيمات الشمسية عالية السرعة التي تتدفق قبالة الشمس أسرع بثلاث مرات من أبطأ ريح في أماكن أخرى.
ولا يزال سبب الحفر التاجية غير واضح, فإنها ترتبط بمناطق في الشمس إذ ترتفع المجالات المغناطيسية فتفشل في إعادة سقوطها إلى السطح.
كما يفعلون في أي مكان آخر, ويسمى تدفق المادة باستمرار إلى الخارج بالرياح الشمسية، والتي عادة تهب بسرعة 250 ميل/ 400 كم في الثانية الواحدة, وعند وجود الحفر التاجية، يمكن مضاعفة سرعة الرياح لتصل إلى ما يقرب من 500 ميل/800 كم في الثانية الواحدة.
وفي أواخر العام الماضي، حولت واحدة من أقوى التلسكوبات الفضائية الخاصة بـ"ناسا" نظرها إلى الشمس للمرة الأولى لالتقاط هذه الصورة المذهلة, وتم تصميم البعثة في المقام الأول للنظر إلى الثقوب السوداء وغيرها من الأشياء بعيدًا عن نظامنا الشمسي.
وأنتج التليسكوب النووي الطيفي الخاص بـ"ناسا"، أو "نوستار"، صورة شمسية هي الأكثر حساسية على الإطلاق في الأشعة السينية ذات الطاقة العالية.
وكشف فيزيائي الشمس وعضو فريق "نوستار" في جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز, ديفيد سميث, أن "نوستار" سوف يعطي نظرة فريدة للشمس من أعمق إلى أعلى أجزاء الغلاف الجوي.
واتصل سميث بالباحث الرئيسي، فيونا هاريسون من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في باسادينا، الذي بحث في ذلك, وأصبح متحمسًا للفكرة. وصرح هاريسون: أعتقدت في البداية أن الفكرة برمتها مجرد جنون, لماذا ونحن نمتلك أكثر تلسكوب حساسية لطاقة الأشعة السينية العالية, المصمم من أجل التعمق في الكون, وننظر إلى الخلف؟.
وأقنع سميث هاريسون في النهاية, موضحًا أنه لا يمكن رؤية ومضات الأشعة السينية الباهتة التي توقع بها أصحاب النظريات, إلا من خلال "نوستار".
وأضاف أن أول صور للشمس من خلال "نوستار" أوضحت أن التليسكوب يستطيع بالفعل جمع بيانات عن الشمس, ويعطي إجابة ثاقبة على أسئلة بشأن ارتفاع درجة الحرارة الموجودة بشكل ملحوظ في البقع الشمسية, وسوف توفر الصور المستقبلية بيانات أفضل عندما تنخفض رياح الشمس في دورتها الشمسية.