يمكن لعب التنس للمتعة ، أو للمجد ، لكن أيضا لتسديد دين ما. ذلك هو ما يحدث للاعبة باولا أورمايتشيا ، البالغة من العمر عشرين عاما والتي لا يقتصر حديثها على إعادة المال المقترض فقط ، بل وبإعادة شيء إلى الأرجنتينيين كانوا قد نسوه منذ زمن: وهو متابعة نتائج إحدى لاعباتهم عبر العالم. وأوضحت أورمايتشيا بعد التقدم أمس الخميس إلى الدور الثالث لبطولة فرنسا المفتوحة ، في أفضل نتائجها على الإطلاق بإحدى البطولات الأربع الكبرى "جراند سلام": "إنني ألعب التنس لأنني أحبه". إنها تحبه ، لكنها تسعد أيضا بكل انتصار ، لأن الفوز يسمح لها بجمع المال وتقليل دينها لدى شخص يدعى "دانييل"، أقرضها إياه قبل ثلاثة أعوام. قرض خطير ، حسبما أوضحت اللاعبة نفسها: "مساعدتي ، تعني مساعدتي حقا ، لأنني ليس لدي شيء. كل ما أفوز به يساعدني ، علي أن أعيده". وبعد الفوز 6/4 و7/6 (8/6) على الكازاخية ياروسلافا شفيدوفا ، المصنفة 31 عالميا ، ضمنت أورمايتشيا جائزة قيمتها 06 ألف يورو /نحو 87 ألف دولار/، ستتمكن من خلالها من تمويل كل الرحلات المتبقية لها هذا العام ، وتقليص الدين بعض الشيء. ليس ذلك أمرا سيئا بالنسبة للمصنفة 118 عالميا ، التي ستكون خلال الأيام العشرة المقبلة بين أفضل 90 لاعبة في العالم. قبل بضعة أعوام كان ذلك ليبدو غريبا ، لكن بهذا التصنيف ستتمكن أورمايتشيا من أن تصبح المصنفة الأولى في أمريكا اللاتينية. وتبدو الآن أيام أرجنتين جابرييلا ساباتيني ، التي فازت بلقب بطولة أمريكا المفتوحة ووصلت إلى احتلال المركز الثالث عالميا ، بعيدة للغاية. كما لم يعد هناك حتى أسماء من المستوى المتوسط ، مثل الأرجنتينيات فلورينسيا لابات أو إينيس جوروتشاتيجي أو خيسيلا دولكو ، أو المكسيكية أنخليكا جافالدون ، أو الباراجويانية روسانا دي لوس ريوس. تنس السيدات في أمريكا اللاتينية يبدو الآن أشبه بأرض قاحلة. تلك الندرة في لاعبات المنطقة تترك أي لاعبة تنس جديدة في حالة وحدة أكثر مما هو منطقي. وقالت أورمايتشيا "ملاعب تنس السيدات لم تكن قط سهلة"، وذلك ردا على سؤال عما إذا كان لها صديقات في تلك الملاعب. وأوضحت "بالنسبة لي ، لا تهمني الجنسية فأنا علاقتي جيدة بالأسبانيات ، الإيطاليات ، الروسيات.. ليست لدي تفضيل". ورغم تأهلها في فبراير الماضي إلى نهائي بوجوتا ، تلعب أورمايتشيا دون مدرب ، رغم أنها تؤكد أن لديها الحل لتجنب أن يؤثر ذلك عليها: "إنني بشكل أو بآخر أعرف اللاعبات بعض الشيء. أدخل المباريات بخطة". أناس يشجعونها في المدرجات ، و"شقيقها الروحي" رودريجو ، هم كل ما تملكه في باريس ، حيث تحاول تقديم التنس الذي ترغب فيه. وتقول: "أحب الهجوم ، لكن إذا ما كان علي الدفاع ، فأنا قادرة على ذلك". ومع تشجيعها لبوكا جونيورز ، تطالب بألا يذكر أحد أمامها خروج الفريق من دور الثمانية لبطولة كأس ليبرتادوريس ليل أول أمس الأربعاء على يد مواطنه نويلز أولد بويز بضربات الترجيح: "رأيت التغريدات على تويتر ، لا شيء.. أعرف النتيجة ، لن نتحدث". لكنها لا تفقد في أي وقت ابتسامتها. وتعترف على الفور ، بأنها لو لم تصبح لاعبة تنس لكانت رياضية ألعاب قوى "على الأرجح عداءة"، ورغم الصعوبات تؤكد باقتناع "لن أفكر أبدا بالاعتزال". ولا تحول الأمطار التي تنهمر على البطولة ، دون امتلاك الأرجنتينية رأيا جيدا في باريس ، قبل أن تواجه في الدور الثالث الأمريكية بيتاني ماتيك ساندز التي حققت مفاجأة كبيرة بالفوز على الصينية نا لي حاملة لقب رولان جاروس من قبل 5/7 و6/3 و6/2 . وتقول "إنه وقت الاستمتاع. بالتأكيد ليست مباراة سهلة ، لكن المهمة كذلك ليست مستحيلة". وماذا عن الدين؟ "لم يسدد بعد ، لكنني لو واصلت على هذا النحو ، سأستطيع بالتأكيد".