أبدى رئيس الاتحاد الدولي للسباحة (فينا)، الأوروغوياني خوليو ماليوني، سعادته باحتمالية عودة الأميركي مايكل فيلبس إلى المنافسات، بعد أن أعلن اعتزاله عقب دورة الألعاب الأولمبية 2012. وقال ماليوني في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: "يبدو لي أمراً رائعاً، ستكون عودته شديدة الأهمية ليس فقط للسباحة، بل لكلّ الرياضة في العالم". وأضاف: "إنّه من أولئك الأبطال الرياضيين الذين يحلم المرء بألا يرحلوا أبداً". وخضع فيلبس، الرياضي الأكثر حصداً للميداليات في تاريخ الدورات الأولمبية، لاختبارين للكشف عن المنشطات في الربع الثالث من العام الجاري، في أبرز إشارة حتى الآن إلى عودته للسباحة. ونشرت الوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات (أوسادا) أول أمس الخميس إحصائياتها بشأن اختبارات المنشطات للرياضيين الأميركيين التابعين للبرنامج الأولمبي، وفيها ظهر أنّ فيلبس خضع لاختبارين في الربع الثالث من 2013 ، الذي انتهى في 30 أيلول/سبتمبر. ولم يكن فيلبس قد خضع لاختبارات الكشف عن المنشطات منذ الربع الثالث من 2012 ، الذي وضع فيه نهاية لمشواره عقب دورة الألعاب الأولمبية في لندن، وهو لا يزال في السابعة والعشرين من عمره. وفي ثلاث مشاركات أولمبية، حقّق فيلبس 18 ميدالية ذهبية بين 22 إجمالية. وفي بكين 2008 حطّم الرقم القياسي المسجل باسم مارك سبيتز بالحصول على ثماني ميداليات ذهبية في دورة واحدة، فيما حصل كذلك على 26 لقباً عالمياً. وقال ماليوني بحماس إزاء عودة كان ينتظرها: "إنّه رياضي استثنائي، شخصية خارج السياق، الرياضي الأفضل في تاريخ السباحة على الأقل وربما في التاريخ الأولمبي، ستكون عودته دفعة مهمة". وقال ماليوني آملاً في عودة لفيلبس لم تتأكد حتى الآن: "التوقف بعض الوقت ثم العودة يعني روحاً متقدة واحتراماً للرياضة، ليت الأميركون كذلك". وقال الأميركي (28 عاماً) الخميس لوسائل الإعلام المحلية: "لو واصلت التدريبات والسباحة من جديد، حينها سأعود إلى المنافسات". وبعد استبعاد العودة تماماً لعدة أشهر، والقول إنّ اعتزاله عقب دورة لندن 2012 كان نهائياً، بدأ فيلبس شيئاً فشيئاً في فتح باب العودة في دورة ريو دي جانيرو 2016. وتمثل عودته إلى برنامج أوسادا لمكافحة المنشطات طريقة للإبقاء على تلك الاحتمالية، نظراً إلى أنّ لائحة الاتحاد الدولي للسباحة تلزمه بالقيام بذلك قبل تسعة أشهر من المشاركة في منافسة رسمية. وعاد السباح السابق قبل أشهر إلى التمرّن مبدئياً للحفاظ على لياقته، لكنه بمجرد العودة إلى المياه وبعد أشهر من الراحة المخصّصة في المقام الأول للغولف، استعاد شغفه بالسباحة. وقال ماليوني لوكالة الأنباء الألمانية: "إنّه فتىً يتمتع بطاقة كبيرة، سيكون من الرائع أن تعود شخصية بمميزات مايكل فيلبس إلى الرياضة"، متوقعاً عودة محتملة في بطولة العالم للسباحة القصيرة بالدوحة بنهاية عام 2014، أو في كازان الروسية عام 2015 قبل عام من الأولمبياد القادم. لكن فيلبس لا يزال يشك بقدرته على استعادة لياقته، ويؤكد رئيس الفينا: "شخصية مثل هذه عليها أن ترى أولاً إذا كانت ظروفها لم تتغير، عليه أن يعود في ظروف مناسبة، إنّه يراقب، يستشعر إلى أين سيصل"، مبدياً اعتقاده بأنّ الأميركي يملك الجينات الملائمة فضلاً عن قدرة كبيرة على العمل. وأكّد الأوروغوياني: "لقد أثبت في المنافسات أنّه دائماً ما يتفوق على نفسه، ويحطم الأرقام القياسية، إنّه شخصية تملك كلّ شيء وليته يستمر"، مستشهداً بحالة الأميركية أيضاً دارا توريس التي شاركت في دورة بكين وهي في الحادية والأربعين من عمرها، ليكون الأولمبياد الخامس لها. ويعرف ماليوني حاله كحال فيلبس أنّ طريق العودة سيكون أطول: "لا يمكنه أن يرتجل العودة في عام، عليه أن يسلك طريقاً طويلاً", ومع ذلك يعتقد رئيس الفينا أنّ الأميركي يمكنه ذلك: "لا أعتقد أنّ وقتاً طويلاً قد مر، يملك الكثير من الإمكانات". وإلى جانب موهبة فيلبس يضيف ماليوني صفات أخرى خارج حمامات السباحة تجعل منه النجم الذي كان ولا يزال، ويؤكد: "دائماً ما كان فتىً مستقيماً، لم يفقد قط اتزانه، لم يفقد قط تواضعه". وقارن ماليوني العودة المحتملة لفيلبس بسائق الفورمولا وان مايكل شوماخر، بطل العالم سبع مرات، ولا يعتقد أنّ عودة بنجاحات أقل قد تؤثر في مسيرة نجاحات فيلبس: "شوماخر كان شيئاً مهولاً، عاد، وعاد دون أسف أو مجد، لكن بالنسبة لي صورة شوماخر لم تنهر بعد العودة".