لن تكون "موسكو 2013" مجرد بطولة عالم لألعاب القوى عرف فيها الجامايكي أوسين بولت طريقه للتفوق على الأميركي كارل لويس، بل أيضاً بطولة خيمت عليها شبهات المنشطات. ومع ثلاثيّته في سباقات 100 و200 و4×400 متر، حقق بولت إجمالي ثماني ذهبيات وفضيتين وتفوق على لويس كأكثر العدائين تحقيقاً للميداليات في تاريخ بطولات العالم. لكن إنجاز العداء (26 عاماً) خيمت عليه ظلال المنشطات، التي أحاطت بالبطولة حتى قبل انطلاقها. ورد بولت على الشكوك برواية مختلفة تماماً عن المعتاد: فبجدية وبعيداً عن  الطريقة "الاستعراضية" والمسرحية التي لازمته في أوقات سابقة، عكف على  الفوز بسباقات. ونجح في ذلك، رغم أنه لم يحطم أي رقم قياسي. وجاءت إشارته شبه الوحيدة إلى قضية المنشطات قبل أيام من تحوله إلى العداء الأكثر نجاحاً في بطولات العالم. وقال حينها: "الفوز بثلاث ميداليات ذهبية أخرى في (دورة) ريو سيعني أنني في قامة أساطير مثل محمد علي وبيليه. لذلك أنا مستعد للعمل بجد وتقديم كل التضحيات التي يستطيعها عداء نظيف (من المنشطات). يمكنني القيام بذلك". في المقابل، جاءت الردود الرئيسية على قضية المنشطات على لسان رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، لامين دياك، الذي قال بشكل قاطع في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "أوسين بولت نظيف". وعصفت حالات تعاطي المنشطات بنجوم مثل الأمريكي تايسون جاي والجامايكيين أسافا باول وفيرونيكا كامبل براون. وأكملت الثنائية الجديدة للبريطاني محمد فرح في المسافات الطويلة، وانتصارات الأمريكي لاشوان ميريت في سباقي 400 متر و4×400 متر تتابع واللقب الرابع على التوالي لبطلة دفع الجلة النيوزيلندية فاليري أدامز، بطولة للعالم ستبقى عالقة في الذاكرة لما شهدته في المضمار وخارجه. ولدى السيدات، حصدت ملكة القفز بالزانة يلينا إيسينباييفا ذهبيتها الثالثة في بطولات العالم، التي ربما تكون الأخيرة لها في حدث كبير، وساعدت روسيا على تصدر جدول الميداليات للمرة الأولى منذ نسخة إدمنتون 2011، بسبع ذهبيات وأربع فضيات وست برونزيات تفوقت بها على الولايات المتحدة التي اكتفت بستّ ذهبيات رغم حصد 14 فضية وخمس برونزيات.