واشنطن - عمان اليوم
أكّدت الناطقة الرسمية الإقليمية لوزارة الخارجية الأميركية، إيريكا تشوسانو، أن واشنطن مستعدة لدعم حوار مباشر جديد بين القيادات الفلسطينية والعربية التي عارضت مشروع ما يُعرف بـ«صفقة القرن» والقيادات الإسرائيلية، تمهيدا لتسوية دائمة تضع حدا «لما يتعرض له الفلسطينيون والإسرائيليون من معاناة منذ عقود»، حسب وصفها.
وشاركت تشوسانو مع أعضاء في الحكومة الأميركية ومسؤولين كبار عن القطاع الاقتصادي، في المؤتمر الاقتصادي الدولي الذي نُظم في تونس (أول من أمس الخميس) بمشاركة 30 دولة، وبحث في ملفات الاقتصاد والأمن والاستقرار السياسي في الدول الأفريقية، تحت عنوان «ازدهار أفريقيا».
وسألت «الشرق الأوسط» الناطقة الأميركية عن التحفظات الكثيرة التي صدرت حيال خطة السلام في الشرق الأوسط، التي طرحها الرئيس دونالد ترامب قبل أيام، فأجابت بأن «رؤية السلام الأميركية المعروضة تقترح حلاً واقعياً يقوم على أساس قيام دولتين، ويؤمِّن مساراً قابلاً للتحقق، يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية تتحقق فيها تطلعات شعب فلسطين المشروعة في الاستقلال والحكم الذاتي والكرامة الوطنية، من خلال اتفاقية سلام مع إسرائيل. نطلب من القيادة الفلسطينية أن تطلع على تفاصيل هذه الرؤية للسلام، وأن تدرسها بالكامل». وتابعت: «إذا كانت لدى الفلسطينيين مخاوف بشأن أجزاء من هذه الرؤية، فإننا نشجعهم على تقديم مساهماتهم في مفاوضات مباشرة مع الإسرائيليين، والتعبير عن اعتراضاتهم المحددة على طاولة المفاوضات. إن الرفض الصريح لهذه الخطة لن يؤدي إلا إلى ديمومة الوضع الراهن اليائس، وهم ما لن يساعد على بلورة الحل الأمثل الذي يقدمه العالم لأجيال من الإسرائيليين والفلسطينيين، يعانون منذ عقود بسبب هذا الصراع المستمر».
وزادت: «لقد قدَّمنا الحل الأفضل والأكثر واقعية للأطراف؛ لكن وقت تنفيذه محدود. الأمر متروك الآن للقيادة الإسرائيلية والفلسطينية للمناقشة والتفاوض على أساس هذه الرؤية. والولايات المتحدة مستعدة وجاهزة لتقديم مساعدة واسعة النطاق لتسهيل التوصل إلى اتفاق سلام نهائي».
ولفتت الناطقة الأميركية إلى أن «الولايات المتحدة تأمل في أن تؤدي هذه الرؤية إلى مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، وإلى تعزيز التقدم التاريخي القائم بالفعل في مجال تطبيع العلاقات مع إسرائيل في المنطقة. والأمر الآن متروك للقادة لاتخاذ إجراءات شجاعة وجريئة لإنهاء الجمود السياسي، والبدء في مفاوضات مباشرة، وجعل السلام الدائم والازدهار الاقتصادي حقيقة واقعة. لقد تلقينا بالفعل رسالة من الحكومة الإسرائيلية توافق فيها على التفاوض مع الفلسطينيين على أساس هذه الرؤية، وإعطائها فرصة لمدة أربع سنوات».
وفي رد على سؤال عن الوضع في ليبيا، قالت تشوسانو: «إننا نقف مع الشعب الليبي في سعيه إلى بناء مستقبل آمن وخالٍ من التدخل الأجنبي. يتعيَّن على الجهات الخارجية أن تتوقف عن تأجيج الصراع، واحترام حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، والالتزام بالتعهدات التي تم التقدم بها في مؤتمر برلين. ونحن ندعم جهود الأمم المتحدة لإعادة إطلاق حوار سياسي بين الليبيين. تحث الولايات المتحدة جميع الأطراف الليبية على الموافقة على وقف دائم لإطلاق النار، والمضي قدماً باللجنة العسكرية المشتركة التي تعتزم الأمم المتحدة إقامتها، والمنتدى السياسي الليبي».
وعن إيران، قالت الناطقة الأميركية: «لا تزال حملة الضغط الأميركية القصوى المبنية على ممارسة الضغط الاقتصادي والعزلة الدبلوماسية والردع العسكري الموثوق مستمرة. لقد حجبت الولايات المتحدة أموال النظام الإيراني المستخدمة لتمويل الإرهاب ومتابعة الأسلحة النووية، وهي تستهدف مصادر عائدات التصدير التي قد يستخدمها النظام الإيراني لتمويل ودعم برنامجه النووي، وتطوير الصواريخ والإرهاب وشبكات وكلائه الإرهابيين، والنفوذ الإقليمي الخبيث. وقد أصدر الرئيس ترمب أمراً تنفيذياً في يناير (كانون الثاني) 2020 يأذن فيه بفرض عقوبات على أي شخص يعمل في قطاعات جديدة من قطاعات الاقتصاد الإيراني، أو يتاجر بها أو يدعمها، بما في ذلك البناء والتصنيع والمنسوجات والتعدين. لقد بيَّنت الولايات المتحدة وحلفاؤها أن على النظام الإيراني أن يغيِّر سلوكه ويتصرَّف كدولة طبيعية، أو يخاطر باستمرار عزلته الدبلوماسية عن بقية العالم».
وأشارت إلى أن «النظام الإيراني كان على خلاف مع المجتمع الدولي ومع شعبه منذ 40 عاماً. وخلال هذا الوقت كله، خذل النظام الإيراني شعبه وقام بهدر موارد البلاد على الفساد وتمويل الإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة، عبر الحروب بالوكالة، وقمع إرادة شعبه.
وأعلن وزير الخارجية (مايك) بومبيو أننا نحث حلفاءنا وشركاءنا على زيادة الضغط على النظام الإيراني، حتى يتوقف عن سلوكه المزعزع للاستقرار في المنطقة وفي العالم، ولسوف تواصل الولايات المتحدة حملتها في الضغط حتى يتم التوصل إلى اتفاق شامل مع إيران، يعالج المدى الواسع لسلوك إيران الخبيث في المنطقة وحول العالم».