إثر توقيع مدرب المنتخب اللبناني السابق، الألماني ثيو بوكير مع نادي الاتفاق السعودي لتدريبه في الموسم المقبل، تفاجأ الشارع الرياضي اللبناني بطرح اسم المدرب الإيطالي جيوسيبي جيانيني لقيادة منتخب "الأرز" الذي خرج من التصفيات المونديالية في دورها الحاسم بوجه "مرضي" عطفاً على ما كان يتحقّق سابقاً. واستناداً إلى هذه القفزة، تنتاب الأوساط الرياضية اللبنانية مشاعر من القلق والخوف في شأن مستقبل منتخبهم ذلك أنّ جيانيني أحد أساطير نادي روما الإيطالي كلاعب لا يمتلك سيرة تدريبية محترمة تخوّله قيادة المنتخب اللبناني في المرحلة الانتقالية الحساسة القادمة. وذكرت بعض التقارير الصحفية اللبنانية أنّ جيانيني "اللاعب الكبير" غير جدير بقيادة منتخب البلاد في المرحلة القادمة نظراً لكونه لم يشرف في مسيرته القصيرة في عالم التدريب سوى على بعض الأندية الإيطالية المنتمية إلى الدرجتين الثانية والثالثة، كما أنّه لم يسجّل أية نتائج إيجابية عند قيادتها الأمر الذي جعل مآل من الإقالة نتيجة حتمية لكل تجربة خاضها مع هذه الأندية. ولتقديم أدلّة ملموسة على مخاوفها من مغبّة حدوث هذا التعيين قامت بعض المصادر الإعلامية اللبنانية بتناول السيرة الذاتية للنجم الإيطالي السابق الذي استهلّ مسيرته لاعباً في نادي العاصمة الإيطالية روما منذ عام 1982 (خاض 318 مباراة في الكالتشيو وأحرز 49 هدفاً) والذي أحرز معه لقب الدوري عام 1983 ولقب الكأس في ثلاث مناسبات 1984 و1986 و1991، علاوة على تقمّصه زي المنتخب الإيطالي في 47 مشاركة له من ضمنها مونديال 1990 الذي استضافه بلده، وغادر فيه من محطة نصف النهائي أمام "أرجنتين مارادونا". هذا الاستعراض لهوية جيانيني "اللاعب الكبير" (48 سنة) لم يخف ضعف القيمة التدريبية له بحسب ذات المصادر التي استندت إلى التجارب الفاشلة لجيانيني (دخل ميدان التحليل الرياضي التلفزي بعد اعتزاله عام 1999) مع أندية هاوية لتثبت عقم مردوديّته، على غرار تجاربه في فرق فوجيا (درجة ثالثة C1) في 2003 وسامبينيديستي (درجة ثالثة) في 2005 وأرجيس بيتستي في نفس العام وماسيزي (درجة ثالثة) وفيرونا ومن ثمّ غروسيتو في 2010 (كلاهما درجة ثالثة). عطفاً على كلّ ما ذُكر آنفاً يرى المطّلعون على الشأن الرياضي اللبناني ولا سيما الإعلاميين الرياضيين أنّ قرار تعيين جيانيني من قبل الاتحاد المحلّي للعبة هو بمثابة "خطوات إلى الوراء" ستعود بمنتخب بلادهم إلى سنوات الظلام، للأسباب السالف ذكرها بالإضافة إلى انعدام تجربة جيانيني على مستوى المنتخبات وطبيعة التعامل مع الكرة العربية ومواصفات لاعبيها ما سيجعل نجاحه في مهمّته أمرًا من ضرب المستحيل. ولم تتوان ذات المصادر في التشكيك ببراءة مشروع تعيين جيانيني على رأس المنتخب اللبناني ولم تخف أنّ هناك شكوك تحوم حول وجود "سمسرات مالية" متعلّقة بشأن قدومه - إن حدث – وبناء على ذلك فهي تسعى بكافة مجهوداتها لتسليط وسائل الضغط على اتحاد الكرة المحلّي للتغاضي عن هذه الفكرة. بالمقابل، اقترحت بعض أقلام الصحافة الرياضية المحلّية حلولاً بديلة في شأن هوية الرجل الجديد المؤهّل للمسك بزمام المقاليد الفنية، وأشارت إلى ضرورة سعي الاتحاد إلى استقطاب مدرب ألماني لأنّ هذا الفكر قد نجح مع السلف المتخلّي "تيو بوكير" وأعطى أكله بشكل واضح، إلاّ أنّه من جهة أخرى كشفت بعض التقارير عن ورود اسم الفرنسي "الخبير" هنري ميشال كإسم مرشّح لتولّي المنصب، وهو ما يعتبر لدى الإعلاميين اللبنانيين خياراً موفّقاً ووجيهاً (بعيداً عن موضوع جيانيني)، نظراً إلى رصيد ميشال الثريّ مع عدد من المنتخبات الأفريقية كالمغرب وتونس وكوت ديفوار والكاميرون، علاوة على فرنسا أيضاً وعدد من الأندية الأفريقية والعربية الأخرى.