انتقد محافظ البصرة العراقية ماجد النصراوي، الأربعاء، قرار الاتحادات الكروية الخليجية القاضي بنقل الدورة الثانية والعشرين لبطولة كأس الخليج إلى مدينة جدة السعودية، فيما وصف مواطنون القرار بـ"السياسي"، وقللوا من أهمية استضافة البطولة. وأكد النصراوي، في حديث إلى "العرب اليوم"، أن "قرار نقل البطولة من البصرة يشعرنا بالألم والحزن، خصوصًا أن اللجان الهندسية والفنية الخليجية التي زارت المحافظة بدرت منها إشارات إيجابية، وأن الحكومة المحلية في البصرة تحركت في اتجاه تلبية رغبات الاتحادات الخليجية كافة، فعلى سبيل المثال، عندما طلبوا تخصيص أحد المستشفيات الخاصة للفرق الرياضية المشاركة، سارعنا إلى تخصيص مستشفى حديث البناء"، مضيفًا أن "البصرة رغم خسارتها استضافة البطولة المقبلة، إلا أنها تتطلع إلى استضافة البطولة في دورتها المقبلة"، معتبرًاً أن "البصرة بصفتها لؤلؤة الخليج، ليس كثيرًا عليها استضافة البطولة، خصوصًا أنها في طريقها إلى أن تكون عاصمة للرياضة العراقية، ويتضمن هذا المشروع بناء عدد من المنشآت الرياضية، بما فيها تأسيس أول أكاديمية للإعلام الرياضي في العراق، وإنشاء أول مركز للطب الرياضي". وقال رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس محافظة البصرة نوفاك آرام بطرسيان، "إن قرار نقل البطولة كان مفاجئًا لنا، ولا نعرف بالضبط ما هي مبرراته الحقيقية، لكن لا نستبعد أن تكون أمنية أو سياسية، وأن البصرة بذلت جهودًا كبيرة في سبيل استضافة البطولة المقبلة، ونتيجة لنقلها فإننا نحتفظ بحق البصرة في استضافة البطولة في نسختها الثالثة والعشرين في العام 2016". وأشار بطرسيان، إلى أن "المشاريع التي قررت الحكومة المحلية تنفيذها تحضيرًا لاستضافة البطولة، تشمل ترميم المنافذ الحدودية البرية وتطوير مطار البصرة الدولي، وإعادة تأهيل الطرق الواصلة بين منفذ سفوان الحدودي مع الكويت وموقع المدينة الرياضية"، موضحًا أن "المدينة الرياضية أوشكت على أن تنجز، والسبت المقبل ستشهد إقامة حفل كبير لمناسبة افتتاحها، يتضمن إقامة مبارتين، الأولى بين الزوراء والزمالك المصري، والثانية بين الميناء والعهد اللبناني". وأعرب مواطنون مهتمون بالشأن الرياضي، عن انزعاجهم من القرار الخليجي، ومنهم عباس حميد علي الذي رأى أن "نقل خليجي 22 هو قرار سياسي كان متوقعًا، لأن بعض دول الخليج لا ترغب فعليًا في بناء علاقات جيّدة مع العراق في شتى المجالات، وإن الاتحاد العراقي لكرة القدم عليه أن يعلن انسحابه من البطولة كما فعلت وزارة الشباب والرياضة". واعتبر المواطن علي حسين، الذي يعمل سائق سيارة أجرة، أن "نقل البطولة لا يعني الكثير للرياضة العراقية، خصوصًا أن بطولة كأس الخليج غير معترف بها من قِبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، وأن رد العراق على نقل البطولة للمرة الثانية يُفترض أن يكون في اتجاه الانسحاب من البطولة، والامتناع عن خوض مباريات ودية أو إقامة معسكرات تدريبية في دول الخليج، إلى حين السماح له باستضافة إحدى دورات البطولة". وقد قرر رؤساء الاتحادات الكروية الخليجية، خلال اجتماع عقدوه، الثلاثاء، في البحرين، نقل بطولة كأس الخليج في دورتها المقبلة من البصرة إلى مدينة جدة السعودية، بسبب عدم جاهزية المحافظة لاستضافة البطولة، فيما رفضوا مقترحًا من الاتحاد العراقي لكرة القدم بنقل البطولة إلى أربيل بدلاً من البصرة، وعلى خلفية ذلك أصدرت وزارة الشباب والرياضة العراقية بيانًا أعلنت فيه انسحاب العراق من البطولة، احتجاجًا على سحب ملف تنظيمها منه، بينما أفاد الاتحاد العراقي أنه لم يقرر بعد الانسحاب من البطولة. يُشار إلى أن بطولة كأس الخليج انطلقت للمرة الأولى في البحرين عام 1970، وتمكن العراق من تنظيمها عام 1979، وحصل فيها على الكأس بقيادة المدرب الراحل عمو بابا، ثم استرجع العراق الكأس من الكويت في العام 1984، قبل أن تسترده الكويت في العام 1986، واسترجعه العراق منها مرة أخرى في 1988، وبعدها حُرم العراق من المشاركة في البطولة نتيجة تداعيات حرب الخليج الثانية في 1991، ثم سُمح له بالمشاركة بعد سقوط النظام السابق في 2003.