لندن - العرب اليوم
كان من المستحيل أن يرفض فيكتور بيتوركا مهمة الإدارة الفنية للمنتخب الروماني؛ فالمدرب البالغ من العمر 57 سنة شغل المنصب ذاته في ثلاث مناسبات منفصلة يعود أولها إلى عام 1998 حيث عاني في تجربته في كل مرة من الإحباط وخيبة الأمل. يخوض المنتخب الروماني تحت قيادة بيتوركا مباراة الملحق الأوروبي المؤهل لكأس العالم البرازيل 2014 FIFA الأسبوع المقبل أمام اليونان حيث يأمل أن تتكلل مسيرته بالنجاح. ورغم أن المهاجم الدولي السابق تولى تدريب منتخب بلاده في ثلاث منسبات مختلفة إلا أنه لم يظهر في كأس العالم FIFA لكن في هذه المرة يقف المنتخب اليوناني كعقبة أخيرة أمام تحقيق بيتروكا حلم التأهل إلى أم البطولات للمرة الأولى في تاريخه. وفي حديثه مع موقع FIFA.com يقول بيتوركا "من المهم جداً لي وللفريق أن نتأهل؛ تمكنت من قيادة الفريق نحو نهائيات كأس الأمم الأوربية UEFA ثلاث مرات لكن لم يسبق لي التأهل إلى كأس العالم.. كذلك فإن الأمر أكثر أهمية بالنسبة للاعبين حيث يمثل اللعب في كأس العالم بالنسبة لهم تجربة خيالية. إذا ذهبنا إلى البرازيل، فسيكون ذلك أمراً استثنائياً لي ولكرة القدم الرومانية. :تحتم عليّ كلما توليت مسؤولية المنتخب الروماني أن أتعامل مع تغير الأجيال. كان عليّ أن أبني فريقاً جديداً لكن، لحسن الحظ، نجحت في ذلك هذه المرة." ويحق لبيتوركا أن يفخر بما حققه من إنجازات؛ ففي مجموعة هيمن عليها المنتخب الهولندي، وصيف بطل نسخة جنوب أفريقيا 2010، نجحت رومانيا بانتزاع المركز الثاني بعد صراع قوي مع منتخبات بحجم المجر وتركيا وإستونيا. ورغم أن الجيل الحالي لا يملك المواهب الفردية المبهرة التي تميز بها جيلا الثمانينات والتسعينات، إلا أن بيتوركا يرى أن اللاعبين وجدوا طريقة أخرى للنجاح. إذ يقول في هذا الصدد "ليس لدينا لاعبين كبار لكن الفريق يضم عناصر تمتلك الدافع والمهارة والأهم من ذلك أنهم اتحدوا لتكوين مجموعة قوية والتي أتمنى لها أن تتطور بشكل كبير لتترك بصمتها على المستويين الأوروبي والعالمي." قبل تحقيق هذه الطموحات، يتعين على المنتخب الروماني أن يتعامل مع عقبة ليست بالسهلة تتمثل في المنتخب اليوناني. ورغم أن خصمه في الملحق نجح في التأهل إلى آخر ثلاث بطولات كبرى، إلا أن بيتوركا يقر أن كتيبة فيرناندو سانتوس ليس بأقوى خصم كاد أن يصطدم به المنتخب الروماني. وبسؤاله إذا كان سعيداً بمواجهة بلاد الإغريق رد بيتوركا قائلاً "نعم، يمكننا أن نصل إلى مستوى اليونان. من الجيد أن القرعة لم تضعنا في مواجهة البرتغال وكرواتيا؛ فهما يمتلكان لاعبين كبار. ولكن ينبغي أن نؤكد أن اليونان فريق جيد فاز بمعظم مبارياته في الآونة الأخيرة ولم يخسر سوى مرات معدودة؛ فهم جمعوا 25 نقطة في مجموعتهم في التصفيات ويمتلكون عدداً من اللاعبين المحنكين." وأضاف "ستكون مواجهة صعبة بالنسبة لنا، لعبنا أمامهم من قبل وفزنا بجدارة بنتيجة 3-1 لكنني على يقين بأن الأمر في مباراتي الملحق سيختلف تماماً. يمكنني القول أن اليونان هو المنتخب الأوفر حظاً لكننا نمتلك فريقاً يضم مجموعة من اللاعبين الواعدين وأتمنى أن نظهر بشكل طيب في مباراتي الملحق وأن نحقق حلم التأهل في النهاية." لكن بيتوركا حذّر من التوقعات بأن رومانيا تقترب من استعادة المجد الذي تحقق في الماضي القريب. فينما، تبدو ذكريات مسيرة رومانيا التي قادها جورجي هاجي للتأهل إلى دور الثمانية في نسخة الولايات المتحدة 1994 حاضرة في الأذهان، يؤمن المدرب بأن الأحلام قد لا تطابق الواقع. وختم بيتوركا قائلاً "سيكون أمراً في غاية الصعوبة [أن نستمتع بنسخة مشابهة من كأس العالم]. فعندها كان لدينا جيل استثنائي من اللاعبين ذوي المواهب المتميزة، أما الآن فنملك لاعبين يتطلعون للعظمة. ورغم ذلك، أتمنى أن نصل لكأس العالم. إن نجحنا في بلوغ البرازيل، فإن ذلك سيمثل بحد ذاته إنجازاً كبيراً لكرة القدم الرومانية."