لا يتوقع كثيرون أن يلعب المنتخب النيوزيلاندي دور الضحية عندما يلتقي نظيره المكسيكي في الأيام القليلة المقبلة فى الدور الفاصل من التصفيات المؤهلة لكأس العالم البرازيل 2014 FIFA. وأنهى المنتخب المكسيكي التصفيات في المركز الرابع ليكون بحاجة إلى خوض الدور الفاصل أمام نظيره النيوزيلاندي بطل اتحاد أوقيانوسيا. ويلتقي الفريقان يوم الأربعاء المقبل على استاد "أزتيكا" بالعاصمة مكسيكيو سيتي ذهابا ثم يحل المنتخب المكسيكي ضيفا على نظيره النيوزيلاندي يوم الأربعاء التالي إيابا في ويلنجتون ليتأهل الفائز منهما إلى النهائيات. ومع احتلال المنتخب المكسيكي المركز 24 في التصنيف العالمي للمنتخبات واحتلال المنتخب النيوزيلاندي المركز 79 بالتصنيف، تصب معظم الترشيحات والتكهنات لصالح المنتخب المكسيكي. ولكن المنتخب النيوزيلاندي يرى الوضع مختلفا وأن المواجهة لم تعد بين صبي  صغير وعملاق ضخم لأن مستوى منتخب نيوزيلندا تطور عن ذي قبل وأصبح قادرا على المنافسة. ويضع المنتخب النيوزيلاندي أمله أيضا على الضغوط القوية التي تحاصر منافسه بعد المسيرة الهزيلة في التصفيات والتي أفلت منها بصعوبة من خلال احتلال المركز الرابع ليحافظ على فرصته في التأهل عن طريق الدور الفاصل. وبينما يمتلك المنتخب المكسيكي تاريخا حافلا في بطولات كأس العالم على مدار تاريخ البطولة، يبدو الوضع مختلفا كثيرا بالنسبة لنيوزيلندا التي شاركت في نسختين فقط للبطولة وذلك في عامي 1982 بأسبانيا و2010 بجنوب أفريقيا. كما انتهت آخر مواجهة سابقة بين الفريقين بفوز المنتخب المكسيكي 3-0 في عام 2011 . وتتعلق آمال نيوزيلندا بمباراة الذهاب يوم الأربعاء المقبل في مكسيكو سيتي وإمكانية إخفاق أصحاب الأرض في هذه المباراة تحت وطأة  الضغوط الواقعة عليهم مما يمنح المنتخب النيوزيلاندي أملا كبيرا في حسم الموقف لصالحه في مباراة الإياب بعدها بأسبوع على ملعبه. وقال ريكي هيربرت المدير الفني للمنتخب النيوزيلاندي إن فريقه يرغب في العبور إلى النهائيات وتحقيق النجاح. واعترف هيربرت بأن فريقه تعرض للطمة قوية بعد إصابة قائده وينستون ريد في كاحل القدم خلال مشاركته في تدريبات فريقه ويستهام الإنجليزي يوم الثلاثاء الماضي. كما يفتقد الفريق حاليا لجهود قائده السابق رايان نيلسن الذي اعتزل اللعب الدولي بداية من يناير/كانون الثاني الماضي بعدما كان النجم الأول للفريق ومصدر إلهامه في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا والتي فاجأ الفريق فيها الجميع بتعادله في المباريات الثلاث التي خاضها بمجموعته في  الدور الأول للبطولة. ويتمتع المنتخب النيوزيلاندي هذه المرة بوجود مدرب متفرغ له بعدما كان هيربرت مدربا له في كأس العالم الماضية بالإضافة لعمله كمدير فني لفريق ويلنجتون فونيكس النيوزيلاندي. ويضم منتخب نيوزيلندا حاليا ستة من لاعبي فريق ويلنجتون فونيكس الذي يشارك في الدوري الأسترالي واعتاد السفر لمسافة نحو 2000 كيلومتر لخوض المباريات التي يشارك فيها خارج ملعبه وذلك في سيدني أو ملبورن أو بيرث أو بريسبن. ويعود هيربرت للاعتماد على الثلاثي الهجومي المكون من شاين شميلتز و كريس وود و ماركو روخاس بعدما غاب اللاعبون الثلاثة عن مباراة الفريق الودية التي خاضها الفريق أمام منتخب ترينيداد وتوباجو. ولكن نجاح الفريق في المواجهة أمام المكسيك سيعتمد بشكل كبير على آداء خط الدفاع. ويتوقع أن تخوض نيوزيلندا هذه المواجهة بنفس الأسلوب الذي التقت به المنتخب البحريني عام 2009 عندما تعادلت معه سلبيا في المنامة ذهابا ثم فازت عليه 1-0 إيابا في ويلنجتون ليتأهل منتخبها إلى كأس العالم 2010 على حساب البحرين. وتعتمد فرص منتخب نيوزيلندا في التأهل لكأس العالم القادم على قدرته في الاحتفاظ بنظافة شباكه لأقصى درجة أمام المكسيك خاصة وأن هذا سيضاعف من الضغوط على لاعبي المكسيك في مباراة الذهاب أمام جماهيرهم. ويرى هيربرت أن تفوق لاعبيه من الناحية البدنية لن يكون العامل الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه بل يحتاج المنتخب النيوزيلاندي إلى فرض شخصيته على الملعب مستفيدا من التغييرات العديدة التي شهدتها صفوف المنتخب المكسيكي في الآونة الأخيرة.