أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) أن المركز الدولي للأمن الرياضي أصبح شريكا استراتيجيا لمكافحة الفساد في الرياضة وحماية النزاهة الرياضية في شتى أنحاء العالم. وتأتي هذه الخطوة غير المسبوقة من قبل المنظمة الدولية ، التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية، في وقت ترتفع فيه وتيرة التوجه العالمي الذي يقوده المركز الدولي للأمن الرياضي بغية التوصل لتحالف دولي ملزم وناجع لمجابهة المخاطر المحدقة بالرياضة العالمية خاصة تلك المتعلقة بالتلاعب في نتائج المباريات والمراهنات.​ وتم توقيع الإتفاقية في العاصمة الفرنسية باريس الأسبوع الماضي بين المركز الدولي للأمن الرياضي الذي تأسس قبل عامين فقط واليونسكو، واشتملت على ثلاثة محاور رئيسية هي: التصدي للفساد في الرياضة ودرء مخاطر التلاعب في نتائج المباريات والمنافسات المختلفة على مستوى دول وقارات العالم بعدما تبين بوضوح ان الجرائم المنظمة في مجال الرياضة لم تعد فقط عابرة للدول بل أيضا عابرة للقارات. وسيعمل الطرفان ، المركز الدولي للأمن الرياضي واليونسكو ، معا في عدة إتجاهات ومن خلال العديد من المبادرات من بينها التنسيق على مستوى الدول وعلى مستوى العالم لمكافحة والحيلولة دون وقوع عمليات الفساد في الرياضة والتلاعب في نتائج المباريات في مختلف المنافسات الرياضية والكروية. وبحسب البيان الرسمي المنشور على الموقع الرسمي لليونسكو ،التي تعد المنظمة العالمية الوحيدة المفوضة من قبل الأمم المتحدة للعمل مع الحكومات لوضع السياسات المتعلقة بالرياضة، فإن إطار هذه الشراكة يتضمن عددا من الجوانب التي تستهدف حماية النزاهة الرياضية وتكريس أفضل الممارسات ووضع آليات لتعزيز التعاون وتبادل المعلومات ووضع البرامج التثقيفية والتعليمية والتدريبية لرفع مستوى الوعي العام وعلى نحو يدعم تنفيذ المنظمة الدولية العريقة للخلاصات والنتائج والتوصيات التي خرجت عن مؤتمر اليونسكو الدولي الخامس لوزراء الرياضة بما في ذلك "إعلان برلين" حول الحفاظ على "النزاهة الرياضية" وهو الإعلان الذي تم تبنيه في ألمانيا في وقت سابق من العام الحالي. وقال بيان الموقع الرسمي لليونسكو إن ذلك سيتضمن الترويج للأعمال والممارسات الحكومية والحركة الرياضية والمنظمات شبه الحكومية وغير الحكومية والهيئات القانونية والرياضيين بما يتماشى مع "إعلان برلين". وأشار بيان اليونسكو إلى أن الإتفاق مع المركز الدولي للأمن الرياضي يتضمن ايضا تطوير القدرات المحلية والعالمية للحيلولة دون وقوع أعمال عنف وشغب تتعلق بالرياضة والتعاون لحشد الجهود والدعم الحكومي لاستنباط معايير ومبادئ استرشادية في مجال النزاهة الرياضية تماشيا مع المبادرة الحالية التي يضطلع بها المركز الدولي للأمن الرياضي وجامعة باريس الأولى السوربون. وقال أليكسندر شيسشيلك رئيس فريق مكافحة المنشطات والبرامج الرياضية باليونسكو "إن دول العالم منفردة لا تستطيع أن تمنع المخاطر المحدقة بالنزاهة الرياضية لكن يمكننا القيام بذلك عبر الجهد الجماعي ومن خلال الإستعانة بخبرات المركز الدولي للأمن الرياضي، الشريك الإستراتيجي لليونسكو في مجالات التلاعب بنتائج المباريات في المنافسات الرياضية العالمية." وتابع السيد أليكسندر" معا يمكننا أن نسهم ونعجل بالتوصل إلى حل لهذه المشاكل التي تعتري مسيرة الرياضة في العالم من خلال منظور علمي ومستند لقاعدة واسعة ومتعددة." من جانبه وصف محمد حنزاب رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي إبرام الشراكة الإستراتيجية بين المركز الدولي للأمن الرياضي واليونسكو باللحظة التاريخية معتبرا أن هذه الإتفاقية ستمكن الطرفين من العمل معا لدفع أجندة النزاهة الرياضية قدما كقضية عالمية تهم جوهر ومستقبل الرياضة العالمية. وتابع حنزاب في التصريح الذي أبرزه بيان اليونسكو"ان هذه الإتفاقية تأتي لمصلحة الرياضة العالمية ومن خلال التفويض الدولي والثقل العالمي لمنظمة اليونسكو، فإن إلتزام وجهود وقدرات المركز الدولي للأمن الرياضي في التخلص من الفساد في الرياضة ستكتسب دفعة هامة للأمام وستتعزز أيضا المكانة العالمية للمركز." وقال إن هذه الشراكة ستجلب على منظمة عالمية عريقة تابعة للأمم المتحدة قدرات معرفية وإبداعية خلاقة من قبل منظمة عالمية مستقلة وغير حكومية مثل المركز الدولي للأمن الرياضي، وأن المزيج الناجم عن الجهود المنسقة في هذه الحالة سيشكل إضافة هامة لتعزيز التعاون الدولي بين مختلف القطاعات بما يخدم جهود حماية الرياضة والنزاهة الرياضية في العالم بأسره. وأكد رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي أن المركز يتطلع بيقين وثقة إلى التعاون المثمر مع اليونسكو للوصول إلى خلاصات ومردود ملموس لهذه الشراكة الإستراتيجية "في وقت نحن بحاجة فيه للتأكيد على تنشئة الأجيال الجديدة وهم يعلمون عن المخاطر التي تواجه الرياضة والنزاهة وأنهم سيتاح لهم الفرصة للمشاركة مستقبلا في منافسات رياضية نزيهة من خلال حماية القيم والمثل الحقيقية والرسالة النبيلة للرياضة".