المغرب ـ أ.ف.ب
دخلت مدينة مراكش المغربية في حالة من الغليان والترقب قبل ساعات من المواجهة الكبيرة بين الرجاء البيضاوي وبايرن ميونيخ في نهائي كأس العالم للأندية لكرة القدم. واستمر توافد جماهير الرجاء إلى المدينة الحمراء وسط أنباء عن حضور الملك محمد السادس المباراة.قبل المباراة النهائية بين الرجاء البيضاوي وبايرن ميونيخ في بطولة كأس العالم للأندية، اكتست مدينة مراكش اللون الأخضر والأحمر وهي تشهد استمرار توافد جماهير "النسر الأخضر" التي يزيد عددها عن 50 ألفا. وعندما تتجول في ساحة "جامع الفنا" وهو القلب النابض لعاصمة دولة المرابطين ترى شبابا ورجالا ونساء بألوان الرجاء والمغرب والجميع يهتف ويردد شعارات وطنية. "القضية اليوم قضية أمة وشعب، إنها قضية المغرب" وإذا كانت الشمس ساطعة في سماء مراكش فإنها ساطعة أيضا في قلوب الجماهير المغربية التي فرحت كثيرا لتأهل الرجاء إلى النهائي، وكم هو الفوز أجمل عندما يكون غير متوقع! وفي حال أخفق زملاء شمس الدين الشطيبي مساء اليوم السبت في إسقاط قلعة الألمان، فإنهم نجحوا منذ مساء الأربعاء في كسب قلوب مواطنيهم. فعندما سألنا عبد الهادي عن توقعاته قبيل المباراة أجاب قائلا: "أنت تتحدث عن الرجاء، ولكن القضية اليوم قضية أمة وشعب تجاوزت بكثير مسألة ومصلحة الفريق، إن النهائي التاريخي بين النسر الأخضر وبايرن ميونيخ يثير اهتمام كل المغربيين وأنا أعتبره تعويضا لإخفاقات أسود الأطلس في المنافسات القارية والعالمية" وقد حضر عبد الهادي (24 عاما) وهو عاطل عن العمل إلى مراكش قبل ستة أيام، ومنذ ذلك الحين فهو يجوب شوارع المدينة برفقة صديقه أحمد، الذي يشتغل حلاقا في الدار البيضاء. وأشاد الزميلان بالرجاء "لأنه أدخل الفرحة في قلوب كل المغربيين وأنه بذلك يستهل علامات التحية والتقدير المخصصة عادة للأبطال". وعن حظوظ فريقهما اعتبرا أن "الفوز ممكن بحيث أن الرجاء أعطى درسا للجميع، درس في الشجاعة وفي الإيمان بتحقيق الانتصارات رغم أن كل التوقعات والتكهنات كانت ترشح منافسيه لبلوغ النهائي". والتقينا كذلك في ساحة "جامع الفنا" عبد الله، وهو كما قال يقترب من التقاعد وحضر إلى مراكش منذ أيام فمكث فيها لغاية المباراة النهائية التي يتمنى أن تكون لصالح الرجاء. وقال عبد الله: "أنا أؤمن بالفوز حتى ولو كان المنافس اسمه بايرن ميونيخ". وغير بعيد عنه، أضاف زهير وهو شاب مراكشي في 22 من العمر أن "المغرب فخور بإنجازات الرجاويين"، متوعدا بايرن بالخسارة "لأنه سيلعب أمام 12 لاعبا مساء اليوم". هل سيحضر الملك محمد السادس المباراة؟ وفي شوارع مراكش اختلطت جماهير الرجاء البيضاوي بالسياح الأجانب، والذين أخرجوا كاميراتهم من أجل التقاط صور تذكارية، وبينهم بعض مناصري بايرن ميونيخ حضروا لمساندة فريقهم في كسب لقبه الخامس في العام 2013 بعد التتويج بلقب الدوري الألماني والكأس ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبية. والكل يمرح ويتصافح ويتبادل التحية وسط أنباء عن حضور الملك محمد السادس المباراة النهائية إلى جانب سيب بلاتر رئيس الفيفا وعيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.وبالنسبة إلى بايرن، يتزامن نهائي اليوم السبت بالذكرى 37 لفوزه بكأس القارات للأندية، كأس الانتركونتينونتال، في 1976 والتي كان يتواجه فيها بطلا أوروبا وأمريكا الجنوبية. وكان بيب غوارديولا مدرب بايرن ميونيخ والفائز مرتين بكأس العالم للأندية، في 2009 و2011 مع برشلونة، أشاد يوم الجمعة بالرجاء البيضاوي وصفات لاعبيه، مسرا بأن أداء الفريق المغربي أثار إعجابه، معلنا أن بايرن "لن يواجه فريقا فحسب بل بلدا بأكلمه وشعبا وجمهورا متحمسا يشجع لاعبيه حتى النهاية". وتحدث غوارديولا عن الأجواء الرياضة في مراكش واصفا إياها بأنها "رائعة وجميلة جدا"، مشيرا إلى أن ليس هناك مرشحا للفوز، متكهنا بأن النهائي سيكون "ممتعا للغاية"، وأنه حضر لمراكش من أجل الظفر باللقب.أما مدرب الرجاء، التونسي فوزي البنزرتي فقال: "نحن جاهزون لخوض هذه المباراة ومستعدون لتفجير المفاجأة من جديد بالرغم من أننا سنواجه فريقا قويا عريقا اسمه بايرن ميونيخ يملك مدربا ممتازا اسمه غوارديولا".وأضاف أن "العامل النفسي سيكون حاسما" بالنسبة إلى فريقه، بالرغم من أنه سيلعب المباراة الرابعة له بالبطولة العالمية خلال عشرة أيام. وكان زملاء القائد محسن متولي فازوا في أول مباراة على أوكلاند سيتي النيو زيلاندي 2-1 ثم أعادوا الكرة في ربع النهائي وبالنتيجة ذاتها أمام مونتيري المكسيكي قبل أن يروضوا مساء الأربعاء أتلتيكو مينيرو بطل أمريكا الجنوبية ونجمه رونالدينيو في نصف النهائي بنتيجة 3-1.