النادي الأهلي

كان قميص "الأهلي" على مدار عشرات العقود , عقدة للفرق الكروية المصرية والأفريقية، وانتصارات الأهلي على مر التاريخ أضافت قيمة عظمى للون قميصه الأحمر، حتى أصبح مرعبًا ومخيفًا لكل فرق أفريقيا. 

ويبدو أن الأهلي صاحب الرقم القياسي في الفوز، بدوري أبطال أفريقيا بـ 8 ألقاب، و40 دوري محلي، أصابه الرعب من لون جديد، ليس محليًا أو أفريقيا فقط، بل وعربيا أيضًا،  فالأسطورة التاريخية بأن "الأحمر" لا يقهر أمام أي لون آخر تبدو أنها أوشكت على الانهيار، أو تصدعت أعمدتها من خلال نتائج وصفها كبار محللو الكرة المصرية بـ"الكارثية". 

ووضعت الصدفة وسوء حظ "الأحمر"،الأهلي ,أمام 3 فرق جميعها ترتدي اللون نفسه وهو "الأصفر"، في آخر 5 مباريات له وفي شهر واحد، وكأن "نوفمبر/تشرين الثاني الحزين على الأهلوية، هبّ برياحه الترابية "الصفراء"، ليكبح جماح نسر الأهلي، الذي لم يحلق بحرية طيلة شهر كامل. 

وكانت فرق الوصل الإماراتي والترجي التونسي والمقاولون العرب، 3 زعابيب صفراء هبت في وجه الأحمر في البطولة العربية والأفريقية والمحلية، فخرج من الأولى وخسر لقب الثانية وتذيل ترتيب البطولة المحلية، التي تزعمها على مدار تاريخها. 

و بدأ "الأصفر" في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ، في لملمة قواه ليأخذ مكانته الطبيعية بين ألوان قوس قزح، حتى حصل على تردد ضوئي أعلى من تردد الأحمر، الذي يحمل أقل تردد ضوئي وفقا لقوانين الفيزياء، فتعادل "الأحمر" على أرضه ووسط جماهيره أمام"الوصل" بهدفين لمثلهما في ذهاب دور الـ 16 للبطولة العربية، ثم تعادل ثانية في العودة على أرض أولاد زايد بهدف لنظيره، ليسجل الوصل خروجًا مبكرًا للقلعة الحمراء.

و أكد الأصفر تفوقه من جديد على الأحمر في التاسع من الشهر الجاري، حينما اكتسح الترجي التونسي ضيفه الأهلاوي بثلاثية «كاوية» ونظيفة، حرمت القميص الأحمر من النجمة التاسعة، قبل أن يسقط النسر «الملون بالأحمر» تمامًا من تحليقه التاريخي، الثلاثاء، ويقع فريسة شهية تحت أنياب ذئاب الجبل الصفراء.