لندن - وكالات
اذا احتفل لويس هاميلتون بأول انتصاراته مع مرسيدس في المانيا في الأسبوع المقبل فستكون طريقة ملائمة للغاية للاحتفال بمرور 60 عاما من النجاح لبريطانيا في سباقات فورمولا 1 للسيارات. وفي الخامس من يوليو 1953 انتصر السائق مايك هوثورن في رانس بفرنسا بعد سباق مثير مكون من 60 لفة تنافس خلالها بشدة مع الارجنتيني الراحل خوان مانويل فانجيو ليصبح أول بريطاني يفوز ببطولة العالم. وفصلت ثانية واحدة فقط بين السائقين بعد 498 كيلومترا من المنافسة على طرق عامة تبادل هوثورن بسيارة فيراري وفانجيو بسيارة مازيراتي صدارة السباق لفة بعد أخرى فيما اعتبر "سباق القرن" في عالم فورمولا 1. وأصبح الأشقر هوثورن أول بريطاني يتوج بطلا للمسابقة في 1958 قبل أن يعتزل في ذلك العام وعمره 29 عاما. وقتل هوثورن بعد ذلك بأشهر قليلة في حادث سير حين اصطدمت سيارته بشجرة. وكان انتصاره في ذلك اليوم من شهر يوليو هو الأول في سلسلة وصلت إلى 226 فوزا لسائقي بريطانيا. كما مثل نهاية لهيمنة إيطالية ارجنتينية على السباقات ودشن لحقبة من السيطرة البريطانية سواء من خلال السائقين أو خبراء التصميم. وهاميلتون بطل العالم 2008 مع مكلارين وآخر من فاز بسباق المانيا على حلبة نوربرجرينج في 2011 هو الرجل الذي يرجح أن يزيد الحصيلة هذا العام من بين أربعة سائقين يمثلون بريطانيا في فورمولا 1 حاليا. وبوجود سائقين بريطانيين سبق لهما الفوز ببطولة العالم - والثاني هو جنسون باتون - فإن الجيل الحالي من عشاق فورمولا 1 قد يكون متيقنا إلى حد ما بحضور مواطنيه على منصة التتويج. وقبل ذلك السباق في رانس كان الفائز في كل سباق في البطولة منذ دشنت في حلبة سيلفرستون في 1950 إما من ايطاليا او الارجنتين باستثناء سباق انديانابوليس الذي استبعد من البطولة. وحتى 1955 حين فاز الفرنسي موريس ترينتينيو بسباق موناكو وستيرلينج موس في سباق بلده بريطانيا كان هوثورن هو السائق الوحيد من خارج الارجنتين وإيطاليا الذي حقق الفوز. وفي أوائل الستينيات كان الموقف تغير بصورة جذرية لدرجة أنه اعتبارا من يوليو تموز 1962 وحتى يونيو 1964 فاز سائقو بريطانيا بجميع السباقات بواقع 18 سباقا. وفي 1965 كان أول خمسة سائقين في سباق بريطانيا من البلد المضيف. ولم يفز إيطالي ببطولة العالم منذ البرتو اسكاري في 1953 ولم يفز ارجنتيني باللقب منذ فانجيو في 1957. وباستثناء تسعة مواسم منذ 1955 نجح سائقون بريطانيون في تحقيق انتصارات في البطولة وكان آخر موسم لم يشهد فوزا لبريطاني هو 2005. وحذر البريطاني جاكي ستيوارت بطل العالم السابق ثلاث مرات من أن البلد الذي قدم لفورمولا 1 سائقين أكثر من أي بلد آخر لا يمكنه التفريط في هذا السجل. وتتخذ ثمانية من فرق بطولة العالم وعددها 11 فريقا من بريطانيا مقرا لها لكنها جميعا بسائقين أجانب الآن. وحتى وليامز بطل العالم السابق وهو الفريق الذي يصطبغ أكثر بصبغة بريطانية تدرج أسهمه في بورصة فرانكفورت. وقال ستيوارت لرويترز "نحن في بريطانيا نملك تاريخا جيدا في تطوير مواهب بارزة وهذه أحد أهم مواطن القوة. لكن البطولة لا تحظى باهتمام مثلما أعتقد أنه يجب أن يحدث.. خاصة على المستوى الحكومي." وأضاف "كثيرون آخرون يحصلون على عقود رعاية.. ورياضة السيارات ليست كذلك. لذا يمكن أن ندفع بمزيد من المواهب البريطانية للقمة وأن نتمكن من تطوير أشخاص مثل (المصممين) باتريك هيد وادريان نيوي والآخرين."