الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
حذر عضو مجلس الثورة السوداني السابق اللواء إبراهيم نايل إيدام من الاستهانة بتحركات الجبهة الثورية الأخيرة، وقال إيدام وهو أحد العسكريين الذين شاركوا مع الرئيس عمر البشير في تنفيذ الانقلاب العسكري في العام 1989 في تصريحات إلى "العرب اليوم" إن أية بندقية تستعمل للتعبير عن رأي أو مطلب تعد تهديداً أمنياً، مضيفاً أن نشاط الجبهة الثورية، وهي تحالف يضم خصوم الخرطوم العسكريين، وما تقوم به من عمليات عسكرية متقطعة بين حين وآخر مُستهدِفَة بعض المناطق، يتسبب في تعقيد مشكلات البلاد وتعطيل أي عمل تنموي في ولايات النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور، ومنبها إلى أن تسلل الجبهة أكثر من مرة إلى شمال كردفان، كما حدث السبت مؤشر خطير ويجب أن نقابله بدق ناقوس الخطر. وطالب إيدام السياسيين بالبحث عن حل لأسباب لجوء البعض للتعبير عن آرائهم بقوة السلاح، وقال إنه لا يؤيد حمل السلاح للتعبير عن مطالب، لكنه عاد وأكد أهمية أن تنتبه الحكومة لتنامي أصوات المطالبين بحقوق يرون أنها مشروعة، وفي سؤال لـ "العرب اليوم" عن وزن الجبهة العسكري وكيفية حصولها على السلاح الذي تشكل به تهديداً أمنياً، قال إن السودان مليء بالسلاح ولا يصعب الحصول على أي نوع منه في الوقت الحالي، لكنه لم يستبعد أن تكون دولة جنوب السودان من المزودين الرئيسيين للجبهة الثورية بالسلاح، كما أن للخرطوم خصوماً وأعداء آخرين ربما يجدون في الجبهة مُعِينَاً لهم ومَدْخَلاً لتحقيق أجندتهم المتمثلة في إزالة النظام الحاكم في بلاده أو على الأقل إزعاجه وتشتيت انتباهه، واختتم تصريحاته بالإشارة إلى خطورة توقيع بعض أحزاب المعارضة السودانية مع الجبهة الثورية لوثيقة الفجرالجديد، وأكد أن تلك الخطوة ستلقي بظلال سالبة على أوضاع بلاده الأمنية والسياسية. من ناحيته قال عضو مجلس الثورة رئيس البرلمان السوداني السابق العقيد الدكتور محمد الأمين خليفة إن الأزمة في بلاده هي أزمة حكم وإدارة، وقال لابد من التسليم بأن السودان أرض للجميع رغم التباين الثقافي والتنوع العرقي، والمهم هو إدارة هذا التنوع بشكل يحافظ على وحدة وتماسك السودان، مضيفاً في تصريحات إلى "العرب اليوم" أنه لابد من حكم لامركزي يستوعب مطالب المواطنين في كل ولايات السودان، لكن غالب الحكومات التي حكمت بما فيها الحكومة التي شَاركْتُ فيها لم تطبق ذلك الحكم بالشكل الصحيح. وألمح إلى أن الحركات المسلحة لديها مطالب لابد من الاستماع إليها، وأكد أن الخطأ الأكبر ليس من ما تقوم به الحركات المسلحة التي رفعت السلاح إنما الخطأ الأكبر ترتكبه الحكومة الآن باستخدامها القوة للتعامل مع هؤلاء، داعيا إلى ضرورة الحوار لحسم القضايا وإيجاد الحلول، وأضاف أن جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وشرق السودان كلها أصبحت الآن بؤر صراع وتوتر قد يهدد السودان في حال تمدده، وقال إن تجاهل الحكومة لحل الأزمات في هذه الولايات تحوَّل إلى مرارات وحرَّك قطاعات غير متعلمة في هذه الولايات في اتجاه معاداة الحكومة ورفع السلاح في وجهها، وفي سؤال لـ "العرب اليوم" عن أدوارهم السياسية كقادة عسكريين، قال محمد الامين قلنا رأينا مراراً وتكراراً للحكومة، وأعلناه في المنابر والصحافة لكن لا أحد يجبيب. والعقيد محمد الأمين خليفة قيادي في حزب المؤتمر الشعبي المعارض الذي يقوده حسن الترابي ويشغل فيه منصب أمين أمانة المناطق المتأزمة.