صحية جنوب الباطنة

  لجائحة كورونا (كوفيد 19) تأثيرا عظيما على جميع جوانب الحياة في أنحاء المعمورة منذ بداية انتشار الوباء في الصين مطلع هذا العام. والسلطنة ليست بمعزل عما يحدث في العالم ولهذا جاءت استجابة المديرية العامة للخدمات الصحية لمحافظة جنوب الباطنة متوازية ومتماشية مع ما تم اتخاذه من اجراءات على المستوى الوطني. وقد تحركت المديرية مع مثيلاتها في هذا الاتجاه لوضع التدابير اللازمة لمكافحة هذه الجائحة منذ اللحظات الأولى لإعلان الفاشية في العالم.

وقد قامت المديرية ممثلة بجميع مؤسساتها الصحية ودوائرها الإدارية بالتعاون مع القطاعات الأخرى ذات العلاقة في المحافظة وفي مرحلة الاستعداد بالاستجابة السريعة لمجريات الأحداث حيث كان لا بد من مراجعة وتحديث خطة الطوارىء والأزمات لتكون قادرة على رسم معالم واضحة لخطوط الدفاع الأولى في المواجهة لكيفية التصدي لهذه الجائحة.

جهود صحية جنوب الباطنة

كما قامت جميع المؤسسات الصحية والدوائر المعنية في المديرية بوضع خطط متسقة مع الخطة العامة للمحافظة وداعمة لها، وتم أيضا على مراحل مختلفة ومستويات عديدة تدريب العاملين الصحيين على خوارزميات تعريف الحالات المشتبه في إصابتها وطريقة التعامل معها وطريقة الرصد الوبائي ووسائل الابلاغ عن الحالات وطرق الوقاية من العدوى في المؤسسات الصحية وطرق غسل وتنظيف اليدين وتعقيم الأسطح واستخدام وسائل الوقاية المناسبة (PPE).

شمل التدريب جميع من في المؤسسات الصحية من فنيين وإداريين بالاضافة الى عمال النظافة وغيرهم من الكوادر المهمة كسائقي الاسعاف وغيرهم. كما شمل العاملين في المؤسسات الصحية الخاصة.

كما شملت مرحلة الاستعداد أيضا العمل على توفيرالمستلزمات والأدوات الطبية الضرورية مثل أدوات ومواد التعقيم والنظافة ومواد الفحص لأخذ العينات ووسائل الوقاية (PPE) والأدوية الضرورية بالاضافة الى تحديث ومتابعة أنظمة الترصد الالكترونية ومعالجة البطء وبعض المشاكل في نظام الشفاء.

كان للزيارات المؤسسية المستمرة من قبل المدير العام ومدراء الدوائر ومشرفي البرامج الصحية المختلفة منذ الأيام الأولى لإعلان تفشي الوباء في العالم الأثر البالغ في متابعة سير العمل والوقوف على مدى استعداد وجاهزية المؤسسات الصحية على جميع الأصعدة للتصدي لجائحة كورونا في حالة تم البدء في استقبال الحالات وتسجيل حالات ايجابية.

جهود صحية جنوب الباطنة

كذلك تم تنفيذ عدة تمارين (Drills) في هذا الإطار من قبل دائرة الكوارث والأزمات بالمديرية.

ومن أهم ما تم تنفيذه في هذه المرحلة القيام بالتثقيف المجتمعي والمؤسسي في مواضيع مختلفة تخص الجائحة باستخدام كافة أنواع الوسائل التثقيفية من مطبوعات ورقية ومواد فيلمية ومحاضرات وندوات وحملات توعية مجتمعية ورسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة شارك فيها جميع المثقفات الصحيات بالمؤسسات، بالاضافة الى الدور المهم والبالغ الذي قامت به مجموعات دعم صحة المجتمع بتعاون القطاعات الحكومية الأخرى والفرق الرياضية والثقافية والتطوعية.

وهنا برزت العديد من مواهب الكوادر الصحية في انتاج العديد من المواد التثقيفية بصور مختلفة لنشر الوعي الصحي بين أفراد المجتمع عن كل ما يخص وباء كورونا، اضافة الى الدور الفاعل الذي قامت به اللجان الصحية المختلفة ودور القرى الصحية في عملية نشر الوعي المجتمعي.

وقد تواصلت الجهود المبذولة على جميع المستويات لمحاربة تفشي الوباء وتم تكثيف الحملات الاعلانية لحث أفراد المجتمع على البقاء في المنازل والتزام وسائل الوقاية المختلفة مع بداية تسجيل حالات ايجابية في السلطنة كما تم تكثيف الزيارات المؤسسية من قبل المسؤلين في المديرية بهدف توفير الدعم للعاملين الصحيين وتقييم أداء المؤسسات في القدرة على اكتشاف كوفيد 19 حسب الخوارزميات التي تم اصدارها من قبل الوزارة وتم تحديثها على فترات تماشيا مع التطورات الحاصلة في نوعية الحالات المكتشفة وتقييم مدى إلمام جميع العاماين الصحيين بهذه التحديثات بشكل مستمر ٠

كما تم من خلال الزيارات الميدانية الوقوف على أهم المعوقات والمشاكل التي تواجه تطبيق السياسات والنظم المتبعة في الترصد الوبائي في المؤسسات الصحية ، وايجاد الحلول المنسبة لها بشكل سريع لضمان سير العمل كما يجب.

تجدر الاشارة الى أن وجود خط ساخن في المديرية يعمل بنظام 24 ساعة ويجيب على تساؤلات العاملين الصحيين في كيفية التعامل مع الحالات المشتبهة والحالات المكتشفة كان له عظيم الأثر في تذليل الكثير من هذه الصعاب وحل المشكلات بشكل اني من قبل دائرة مراقبة ومكافحة الأمراض المعدية.

تم أيضا إنشاء خط هاتفي آخر يجيب على اتصال وتساؤل أفراد المجتمع بواسطة غرفة عمليات الأزمات والطوارىء بالمديرية منذ بداية تفعيل منظومة الطوارىء.

واستمرت خلال هذه الفترة عملية تحديث البروتوكولات والسياسات المختلفة من قبل وزارة الصحة بما يتناسب وسير الأحداث وقامت المديرية بالتالي ممثلة بدائرة الرعاية الصحية الأولية بالعمل على نشر هذه السياسات والتأكيد على المؤسسات بضرورة اتباعها وحثها على العمل بما جاء فيها ومتابعة تطبيق المؤسسات الصحية لها.

كما قامت المديرية بالتنسيق مع الشركاء في قطاع الإيواء بتوفير عيادة صحية مع طاقم طبي مدرب في أماكن العزل المؤسسي في المحافظة لتوفير الخدمات الصحية المطلوبة للأفراد الموجودين بالحجر الصحي.

ومع تطور الأحداث وازدياد أعداد الحالات المكتشفة خاصة بين العمالة الوافدة تم أيضا إعادة فتح مراكز فحص اللياقة الطبية في ولايتي بركاء والرستاق لتكونا مركزا لفحص العمالة الوافدة ممن يعانون من أعراض تنفسية ٠ كما تم عمل حملات مسح تشمل أماكن تجمع العمالة الوافدة في مختلف ولايات المحافظة وخاصة ولايتي بركاء والرستاق، سبق ذلك حملات توعوية بلغات مختلفة لتشجيع الأفراد من العمالة الوافدة للإقبال على مراكز الفحص المختلفة.

صحية جنوب الباطنة

وقد استمرت عملية الترصد الوبائي للحالات المكتشفة بشكل دؤوب ليلا ونهارا في مختلف ولايات المحافظة بواسطة فرق ترصد من العاملين الصحيين تم تدريبها من قبل دائرة مراقبة ومكافحة الأمراض المعدية بعد ازدياد عدد الحالات المسجلة في محافظة جنوب الباطنة. كما تتم متابعة الحالات الايجابية والحالات المخالطة والحالات المشتبهة التي تم توجيهها للعزل المنزلي من قبل عن طريق الاتصال اليومي بها بواسطة المؤسسات الصحية التابعة لها للاطمئنان على حالتها وتوجيه الارشادات المناسبة لها طوال فترة العزل المنزلي.

ولا زالت الجهود الحثيثة تبذل من قبل الجميع لاحتواء جائحة كوفيد19 ، ولازال الجنود البواسل من أبناء عمان في مختلف القطاعات صامدون يقاتلون هذا العدو الخفي ببأس شديد حتى يأذن الله لهذه الغمة بالانجلاء.

 قد يهمك أيضا: 

بريطانيا بلغنا إمكانية إجراء 200 ألف فحص لكورونا يوميا