اقراب الضحية يتلقون العزاء بالبساتين

 تلقّى قسم شرطة البساتين بلاغًا بالعثور على جثة لشخص ملقاة في شارع حمدي محمود من شارع فايدة كامل، أمكن معرفة هُويته، وتبين أنه يدعى "ص.ذ.م" 63 عاما، سمسار عقارات، يرتدي ملابسه كاملة وبها إصابات عبارة عن "جروح تهتكية بالجبهة وجرح قطعى بفروة الرأس واليد اليسرى".

وسأل المتهم الضحية "هات سيجارة"، فأجابه "مابدخنش" فأمسك بحجر وقذف به ضحيته أثناء مروره من أمامه في منطقة البساتين التي شهدت الحادث، وسقط وسط بركة من الدماء وفارق الحياة، ليتحول الشارع إلى تجمع كبير من الأهالي الذين التفوا حول الضحية في محاولة لإنقاذه، لكن الإصابة كانت كفيلة بأن يفارق الحياة قبل إسعافه.

حاول المتهم الهروب من مكان الحادث، إلا أن الأهالي أمسكوا به واتصلوا برجال الشرطة الذين حضروا وألقوا القبض عليه واقتادوه إلى القسم بتهمة القتل، بينما أكد شهود عيان أن القتيل معروف عنه حسن السير والسلوك، ولم يكن طرفا طوال حياته في أي مشكلة، وكذلك أبناؤه، وتحرر محضر وتم استدعاء شهود الواقعة لسماع أقوالهم.

والتقى "المصري اليوم" عددا من الأهالي، وقال مصطفى عبدالعال، 22 عامًا، أحد جيران المتهم، إن القاتل يعاني منذ فترة من أمراض نفسية، وغير متزن، وأسرته سبق أن توجهت به إلى مركز طبي للعلاج النفسي، لكنه هرب منه قبل أن ينهي فترة علاجه، وأشار إلى أن المتهم سبق وطلب منه شخصيا سيجارة أثناء جلوسه على أحد المقاهي، وتشاجر معه وضرب رأسه في الحائط عدة مرات من شدة الغضب.

وقالت "ت. س"، 30 عامًا، شاهدة عيان على الواقعة، إن المجني عليه كان يمر في الشارع الذي يسكن به الجاني، فاستوقفه وطلب منه سيجارة، فرد عليه الضحية بكلمة واحدة: "مابدخنش"، فأمسك المتهم بحجر كبير من الأرض وتعدى به على المتهم عدة مرات على رأسه، وهو ما تسبب في وفاته في الحال.

وأضاف مهند حسين، 51 عامًا، صاحب سوبر ماركت أسفل منزل القاتل، وشاهد على الواقعة، أن المتهم كان يأتي إليه كل يوم ويطلب منه سيجارة، وهو ما جعله يخصص له علبة سجائر دون مقابل يمنحه منها سيجارة كل يوم، وأضاف الشاهد أن والد الجاني سبق أن طرده من المنزل بسبب كثرة مشكلاته وخلافاته معهم.

وقال سالم حسين، حارس عقار وجار القتيل، إن الضحية يسكن معنا منذ سنوات، ولم نسمع له صوتًا ولم يكن يومًا طرفًا في مشاجرة من أي نوع ولم يحدث أن اختلف معنا في أي شيء، وكذلك الأمر أولاده، فالأسرة بالكامل مشهود لها بحسن السير والسلوك.

وبإجراء التحريات في منطقة العثور على الجثة، تبين أنه أثناء سير المجني عليه في مكان الواقعة تعدى عليه شخص مختل نفسيا معتاد الوجود في ذات المنطقة بحجر محدثا إصابته التي أودت بحياته. تأيدت الواقعة بأقوال شهود العيان، وتم تحديد مرتكب الواقعة وهو "أحمد. إ"، عاطل "مهتز نفسيا"، وبتقنين الإجراءات تم ضبطه.