دعا الجيش المصري الى الوحدة و"المصالحة" ورفض "الانتقام" بعد عزله الرئيس الاسلامي وتوقيف ابرز قيادات جماعة الاخوان المسلمين، وذلك قبل ساعات على تظاهرة لمؤيدي محمد مرسي اليوم الجمعة، وسط مخاوف من صراع جديد واعمال عنف في البلاد. واكدت القوات المسلحة المصرية في بيان ليل الخميس الجمعة ضرورة "تجنب اتخاذ اية اجراءات استثنائية او تعسفية ضد اي فصيل او تيار سياسي". واضافت انها "تؤمن بان طبيعة اخلاق الشعب المصري السمحة والقيم الإسلامية الخالدة لا ولن تسمح بأن ننساق إلى أي دعوة للشماتة أو الانتقام بين فرقاء الشعب الواحد، وما يصاحب ذلك من اعتداءات منبوذة على أي مقرات حزبية أو ممتلكات عامة أو خاصة". كما اشار البيان الى ان "التظاهر السلمي وحرية التعبير عن الرأي حق مكفول للجميع"، الا انه شدد على ان "الافراط في استخدام هذا الحق دون داع وما قد يصاحبه من مظاهر سلبية" يمثل "تهديدا للسلام المجتمعي ولمصالح الوطن". من جهة اخرى، قتل جندي مصري الجمعة في هجوم منسق شنه ناشطون اسلاميون مصريون اطلقوا صواريخ عيارات نارية على مركز للشرطة ومراكز عسكرية في سيناء، حسب ما اعلن مصدر طبي. وقال مصدر امني ان جنديين جرحا في الهجوم الذي استهدف نقطة تفتيش للجيش في الجورة بشمال سيناء، موضحا ان مركزا للشرطة وآخر للمخابرات العسكرية تعرضا ايضا للهجوم بالصواريخ في مدينة رفح الحدودية. وكان ناشطون في سيناء هددوا بشن هجمات بعد ازاحة مرسي عن السلطة الاربعاء. واندلعت صدامات في محافظة الشرقية في دلتا النيل بعد ساعات على اداء رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلي منصور (67 عاما) الخميس اليمين الدستورية رئيسا موقتا لمصر. ويتهم الاسلاميون الجيش المصري بالقيام بانقلاب على مرسي اول رئيس مدني منتخب بطريقة ديموقراطية في مصر حيث دعا مؤيدو القوى الاسلامية الى التظاهر باعداد كبيرة اليوم الجمعة احتجاجا على "الانقلاب العسكري".وقالت جماعة الاخوان المسلمين في بيان "يرفض الاخوان ارهاب الدولة البوليسية باعتقال رموز الجماعة والحزب واغلاق القنوات الفضائية واقتحام القنوات الفضائية" في اشارة الى حزب الحرية والعدالة الذي يمثل "الاخوان المسلمين" سياسيا. واضافت في البيان "نقف ضد الانقلاب العسكري ضد الشرعية والدستور"، مؤكدة "عدم التعامل مع السلطة المغتصبة". كما اعلن الاخوان "رفضهم القاطع لكل صور العنف ضد المظاهرات ويؤكدون التزامهم بالتظاهر السلمي" وحملوا "كافة مؤسسات الدولة" مسؤولية "حماية المظاهرات السلمية". ودعت الولايات المتحدة المسؤولين المصريين الى تفادي "الاعتقال التعسفي" للرئيس المصري المعزول ومعاونيه، وفق ما افاد مسؤول في الادارة الاميركية. وقال المسؤول طالبا عدم كشف اسمه ان اعضاء في فريق الرئيس باراك اوباما للامن القومي شددوا على اهمية "العودة السريعة والمسؤولة" الى حكم مدني في مصر، وذلك خلال اتصالات مع مسؤولين مصريين وشركاء واشنطن الاقليميين. واشار المسؤول الى ان اوباما التقى مجددا الخميس كبار مساعديه الامنيين لمناقشة الوضع في مصر غداة عزل الجيش المصري للرئيس مرسي. من جهته، عبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس لوزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو عن "قلقه البالغ ازاء تدخل العسكر" في مصر. وشدد بان خلال محادثات هاتفية مع الوزير المصري على ضرورة "العودة السريعة الى حكومة مدنية" و"حماية حقوق الانسان الاساسية لجميع المصريين بينها حرية التعبير والتجمع". وبعد ادائه القسم في مبنى المحكمة الدستورية العليا في ضاحية المعادي جنوب القاهرة، امام اعضاء الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية، اشاد منصور بتصحيح الشعب المصري لمسار ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011 غداة اطاحة الجيش لمحمد مرسي و"احتجازه بصورة احترازية" اثر تظاهرات شعبية حاشدة. ووجه منصور "تحية للشعب المصري بعد ان قام في الثلاثين من يونيو بتصحيح مسار ثورته المجيدة التي قامت في يناير 2011"، وتابع ان "افضل ما تم في 30 يونيو انه جمع الشعب كله بلا تفرقة او تمييز". ودخل الرئيس المعزول مرسي في صدام مع عدد من مؤسسات الدولة وعلى رأسها القضاء كما انتقد الاعلام المستقل مرارا، وطالب انصاره الاسلاميين بتطهير مختلف المؤسسات وعلى راسها القضاء والاعلام. ويحقق القضاء المصري في بلاغات تتهم مرسي والمتهمين الاخرين باهانة القضاء في وسائل الاعلام المختلفة. واعلن مصدر عسكري بعد اطاحة مرسي ان الرئيس المصري المعزول "محتجز احترازيا". واعلن مصدر قضائي الخميس انه سيتم التحقيق اعتبارا من الاثنين المقبل مع الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وثمانية متهمين اخرين معظمهم من قيادات جماعة الاخوان المسلمين في الاتهامات الموجهة اليهم "باهانة القضاء". واوضح المصدر ان قاضي التحقيق في هذه القضية اصدر قرارا بمنع سفر مرسي والمتهمين الاخرين وهم رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين سعد الكتاتني والقياديون في الجماعة محمد البلتاجي ومهدي عاكف وصبحي صالح اضافة الى عضوي مجلس الشورى جمال جبريل وطاهر عبد المحسن وعضوي مجلس الشعب السابقين عصام سلطان ومحمد العمدة. واوقفت الشرطة العسكرية المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد بديع في مرسى مطروح بعد ان اصدرت النيابة امرا بتوقيفه بتهمة التحريض على القتل، بحسب ما قال مصدر امني الخميس. وتتهم النيابة العامة مرشد الاخوان المسلمين بالتحريض على قتل المتظاهرين امام المقر الرئيسي للجماعة. وكان ثمانية اشخاص قتلوا في صدامات امام هذا المقر في 30 حزيران/يونيو.