أصدر نائب رئيس الدعوة السلفية د.ياسر برهامي، فتوى دينية ضد فتاوى تكفير الخروج على الحاكم وقتاله، التي انتشرت خلال الأيام الماضية لمناهضة دعوات إسقاط الرئيس مرسي في تظاهرات يتوقع أن تكون حاشدة في الـ30 من يونيو/حزيران الجاري . وفي محاولة لتبرئة الدعوة السلفية من أخطاء جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي قال برهامي إن وضع الإسلاميين جميعاً في بوتقة واحدة ضد الشعب الساخط المنهوك اقتصاديا يعرِّض العمل الإسلامي ذاته والدعوة إلى الله لخطر عظيم، مضيفاً "خصوصا مع إعلام "يُسمى بإسلامي" يجعل مخالفة جماعة أو شخص أو حتى الرئيس معاداة للدين أو حتى محاربة للمشروع الإسلامي". وقال برهامي في بيان له أمس السبت "نعيش في مصر جميعاً حالة من التوتر بانتظار ما يسفر عنه يوم "30/6" وما يحمله من مخاطر على كيان الدولة المصرية وليس فقط على منصب الرئيس وشخصه، ومع وجود طرق متباينة في التفكير وصور معروضة من قِبَل البعض للتعامل مع الموقف؛ فلابد من إعمال العقل السليم في ضوء النظر الشرعي للمصالح والمفاسد ومآلات الأمور، ودروس التاريخ. الخلاف في المواقف السياسية ليس إلحاداً وأكد برهامي أن الاستهانة بسفك الدماء من قِبَل أي طرف هو جهل منه بأدلة الشرع وجرأة غير محمودة يذم صاحبها عند الله ثم عند الناس، والجرأة على التكفير لتبرير ذلك أشد وأفظع؛ لأنه يجمع إلى الذنب بدعة وليس كل من خالف في المواقف السياسية يكون ملحداً أو مأجوراً أو زنديقاً. ويرى برهامي أن الدماء هي وقود الثورات، موضحاً أن هذا ما يراهن عليه أعداء الأمة، محذرا من الحماسة والاندفاع بعواطف غير محسوبة. وقلل برهامي من توقعات البعض بخروج الملايين لإسقاط الرئيس مرسي قائلا "إن خروج بضعة آلاف أو حتى عشرات الآلاف - وهذا غير متوقع - لا يتغير به واقع على الأرض "وإن نفخ فيه الإعلام المعلوم توجهه"، فترك الأمر يمر ثم يموت كما ماتت محاولات سابقة، والاكتفاء بحماية الأجهزة الأمنية المسؤولة للمباني والقصور الحكومية والرئاسية مع تأمين شخص الرئيس في مكان آمن - أمر سهل، مع التأكيد على عدم التعامل بعنف مع الخارجين؛ لأن سفك الدماء سيجر مئات الألوف الغاضبة.