دبي - العرب اليوم
احتفاءً بالمنجز الثقافي لإمارة الشارقة، تقاطر جمهور الأدب والثقافة في مدينة تورينو الإيطالية على جناح الإمارة المشارك في معرض تورينو الدولي للكتاب، الذي تحلّ الإمارة ضيف شرف على دورته الحالية، للحصول على نسخ موقعة من مؤلفات نخبة من الأدباء والمفكرين والشعراء الإماراتيين المترجمة إلى الإيطالية، ضمن جهود تقودها هيئة الشارقة للكتاب، بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات لترجمة الأعمال الإبداعية العربية المحلية لأهم لغات العالم.
ووقّع على المنصة الخاصة التي خصصتها الهيئة لاستقبال الجمهور التوّاق للحصول على تواقيع نخبة من أدباء وكتّاب وشعراء الإمارات، حيث وقع الشاعر الدكتور حبيب الصايغ مجموعته الشعرية «البطريق وقصائد أخرى»، والشاعرة خلود المعلا ديوانها الشعري «الطريق التي تأخذني»، ود. عبدالعزيز المسلم موسوعة «الكائنات الخرافية في التراث الإماراتي»، والروائي سلطان العميمي روايته «غرفة واحدة لا تكفي»، والشاعر عبدالله الهدية مجموعته الشعرية «الباحث عن إرم»، فيما وقع الدكتور الفنان حبيب غلوم رسالته الأكاديمية في المسرح، وشيخة المطيري مجموعة شعرية حملت عنوان «يا أكثري وأقلي»، وعلي الشعالي مجموعة شعرية «للأرض روح واحدة»، وسعيد حمدان كتابه «خالدون رغم الغياب»، وناصر الظاهري مجموعته القصصية «منتعلاً الملح وكفاه رماد».
في الوقت نفسه كانت الشارقة تروي لزوار «تورينو للكتاب» حكاية الخط العربي، وفنون الرسم بالحناء الإماراتية،حيث اصطف زوار المعرض أمام جناح الشارقة للحصول على أسمائهم مكتوبة بالخط العربي، وعيش تجربة ارتداء الملابس الإماراتية الشعبية، وتجريب الطعام وطقوس البخور والحناء الإماراتية.
وحمل الزوار أسماءهم المكتوبة بيد الخطاط الإماراتي خالد الجلاف، الذي تستضيفه دائرة الثقافة بالشارقة ضمن مشاركتها في فعاليات الإمارة بالمعرض، في الوقت الذي كانوا يرتدون فيه الزي التقليدي الإماراتي، ويجربون رسم الحناء على أكفهم. من جانبه، قدم معهد الشارقة للتراث صورة حية لواحدة من أشكال التراث الإماراتي، حيث خصص منصة لعرض فنون الشعبية لتزين المرأة، وأشكال وأنواع أثواب الرجال والنساء الإماراتيات التقليدية، إلى جانب استضافة حرفيات متخصصات في فنون الحناء، لتجسيد تقاليدها وفنونها الشعبية.
في السياق، أصدر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أمس، بياناً رفع عبره جزيل شكره وفائق تقديره إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الفخري لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، على النجاح اللافت لهذه المشاركة، خصوصاً أنها حظيت بحضور سموه فعاليات ثقافية عدة في أسبوع افتتاح المعرض، وتقديمه الوجه المشرق والمشرّف للثقافة الوطنية والعربية.
وقال حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة الاتحاد، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في البيان، إن «ما يثلج الصدر ويدعو إلى الفخر أن كل مشاركة ثقافية خارجية للشارقة تكون أفضل من التي قبلها، وذلك بناء على وعي التجربة، وهذا مهم، وقد تميزت مشاركة وفد الشارقة في معرض تورينو الدولي كضيف شرف هذا العام بتحقيق الشراكة الحقيقية بين الكتاب الإماراتيين والكتاب الإيطاليين والعالميين، سواء على المنصة أو على مستوى الجمهور أو في الحلقات والنقاشات الجانبية، وهذا في الواقع حلم حققه صاحب السمو حاكم الشارقة، بمد جسور نحو الدول الصديقة والعالم، وتقوية الروابط الثقافية التي هي اليوم كما كانت دائماً أساس التعارف والمعرفة».
ناصر الظاهري: الصحافي الحقيقي يملك قلباً بارداً وقلماً ساخناً
تحت عنوان «قصص تحكى»، كشف الكاتب والصحافي ناصر الظاهري، خلال جلسة عقدت أول من أمس، في جناح إمارة الشارقة، أسرار مغامرات الصحافيين خلال تغطياتهم للأحداث الكبرى في العالم، والمهارات والمعارف التي تميز صحافياً عن آخر، مستعرضاً ملامح من سيرته الصحافية والإبداعية خلال عمله في الصحافة الإماراتية، ورحلاته في مختلف بلدان العالم.
وروى الظاهري خلال الجلسة، التي أدارها الصحافي والإعلامي فيلبو لاندي، حاجة الإنسانية إلى الحكاية المروية والتوثيق التاريخي والكتابة الإبداعية، بقوله: «وجود الشاعر والسينمائي والفنان ضروري في لحظات الجنون الإنساني، فدورهم عكس الجنود الذين يذهبون إلى الرماد والدمار، فهم يعملون ويكتبون ليكتشفوا مواطن الجمال ويؤكدوا أهميته».
وفي رده على سؤال لاندي حول قدرة الصحافي على نقل الأحداث بعمقها وأثرها الحقيقي، أجاب الظاهري: «عايشت الفترة التي شيد فيها الكيان الصهيوني الجدار العازل، وزرت فلسطين، وعرفت عن قرب ما يعنيه هذا الجدار، فالمسافة التي يمكن قطعها بـ10 دقائق أخذت مني يوماً كاملاً بين الحواجز، وحين أخذت تصريحاً وعبرت الحدود كنت أشعر كيف تنتهك إنسانية الفلسطيني في بلاده».
وحول تاريخ دور الراوي والمؤرخ في الثقافة العربية، قال الظاهري: «كانت العرب تصطحب معها الشعراء والمؤرخين في المعارك والأحداث الكبرى، لإيمانهم بأن أي حدث يحتاج إلى عين المبدع الجمالية، وعين المؤرخ الدقيقة، لتكتمل حكاية الحدث وتنقل تفاصيلها كاملة».
وفي رده على سؤال لاندي عن بماذا ينصح ابنته في امتهان الصحافة؟ أجاب: «أن يكون قلبها بارداً، وقلمها ساخناً»، وتابع في سرده لقصة إدارته لبعض المؤسسات الصحافية، وكيف كان يوجه الصحافيين في كتابة موادهم الإخبارية، بقوله: «لم أكن مديراً كما يقدم في الصور النمطية للمدير، وإنما كنت صديقاً للزملاء الصحافيين، وكنت حريصاً على أن يعمل الزملاء في أجواء من الفرح والمتعة والسعادة، لأنه لا يمكن أن تبدع من دون هذه الأجواء، وكنت أوصي الصحافيين بأن يتمسكوا بمتعة النص، ودهشته، وضرورة إجابتهم على التساؤلات وإثارتها في الوقت نفسه».
قد يهمك ايضًا: