دبي ـ وكالات
تتميز دبي بأنها قادرة على استيعاب الفنون كافة، وها هي تحتضن فنون الشارع من مختلف أنحاء العالم، هذا الفن الذي كان يُنظر إليه على أنه عمل من أعمال التخريب في بداية القرن الماضي، ولكنه سرعان ما تحوّل إلى فن يحظى باهتمام جماهيري واسع لأنه يعبّر عن قضاياه مباشرة. وتعرض صالة "برو آرت غاليري"، الكائنة في مركز بالم ستريب في شارع شاطئ الجميرا أكثر من مئة لوحة من هذا النوع الساخن من الفن، وهو ما يُطلق عليه "فن الشارع في المدينة"، حيث يقدم أعمالاً فنية لثمانية من فناني الشارع العالميين ابتداءً من 23 يناير الجاري وحتى 13 فبراير المقبل، وهم بانكسي وسيف ب. شيلميران، وسلامليك، وماو ماو، وشيبارد فايري، ودي فيس، وريتشارد ميراندو المعروف باسم سين، ومجموعة التصميم البريطانية وإيفل ريفولت وبراينووش و بليك لي رات. الوجه الحضاري للمدينة وفي حديثها عن المعرض، قالت تاتيانا فور، مديرة "برو آرت غاليري": "كان فن الشارع في بداياته تعبيراً عن آراء العامة ووسيلة لإيصالها بصورة مرئية محببة. والآن أصبح هذا الفن جزءاً هاماً في عالم الفن عموما وأحد الوجوه الحضارية للعديد من المدن، مثلما أصبح حركة فنية معترفاً بها شقت طريقها إلى المتاحف وصالات العرض.". الرسم على الجدران ولد بانكسي في المملكة المتحدة واشتهر حول العالم بكونه فنان غرافيتي متخصصاً في الرسم على الجدران الخارجية للبنايات المهجورة وكذلك في أنفاق المرور ومنعطفات الشوارع. ويمثل عمله مزيجاً من التلوين بالرش والـ"استنسيل" والرسم بالفرشاة الدقيقة، بينما اشتهر كذلك بوصوله إلى متاحف الفنون وابتكار اللوحات الضخمة في أماكن بارزة في اكبر المدن، وتعاون أخيرا مع متحف بريستول للفنون ويقيم معرضا فيه. أما الفنان بليك لي رات، فهو من أوائل رسامي الغرافيتي في باريس، ويوصف بأنه أب فن الغرافيتي بالاستنسيل. بدأ عمله الفني عام 1981 عندما كان يرسم الجدران وعلى أسوار شوارع باريس، ويصفها بأنها الحيوان الحر الوحيد في المدينة، والذي ينشر الطاعون أينما أراد فيها تماماً كفن الشارع. يعود أصل لقبه إلى فيلم كرتوني بعنوان "بليك لي روك". وقد تحدث بانكسي عن تأثير بليك وقال بأنه كلما رسم رسماً مبتكراً وجد أن بليك قد صنع مثله قبل عشرين عاماً. مواضيع الساعة أما الفنان سلاميك، فولد في مونبلييه في فرنسا وبدأ العمل بفن الغرافيتي عام 2011، وهو أول من مثل حركة الغرافيتي المبتكرة. تأثر بثقافة الضواحي منذ أواخر التسعينيات إلى جانب موسيقى الهيب هوب ورياضات الضواحي ورسوم الغرافيتي التي تزين أسوار وجدران مدينته. بدأ سلاميك رسم الغرافيتي عام 2001 واشتهر اسمه سريعاً نظراً لكونه يتألف من ثمانية أحرف، وهو أمر غير شائع في المنطقة. يتميز بالأسلوب العشوائي البسيط، وبدأ منذ عام 2002 برسم القطارات متأثراً برسام الغرافيتي الشهير سمول. والفنان ماو ماو، رسام غرافيتي مشهور اكتسب أتباعاً لفنونه المضحكة التي تدور غالباً حول مواضيع الساعة. قدم أعمالاً لحركة السلام الأخضر ومهرجان غلاستونبيري، وأعدّ مقاطع موسيقية مصورة لفنانين من أمثال ديزي راسكال. يتميز الفنانون المشاركون في المعرض الحالي بأنهم ليسوا أسيري مدرسة فنية معينة بل هم أحرار في رسومهم، ويستخدمون كافة الأساليب والتقنيات الممكنة كأقلام الحبر والتلوين والرش والحبر السائل ومختلف أنواع المواد.