القاهرة- عمان اليوم
قدم الكاتب والروائي الكبير محمود الورداني عددا من الأعمال الروائية والقصصية الرائعة، التي تركت أثرًا كبيرًا في نفوس قرائه، ولأن قصصه لها سحر خاص، فقد أصدر الكاتب مجموعة قصصية تحمل عنوان "صمت الرمال" عبارة عن مختارات من قصصه القصيرة، و"صمت الرمال" الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2018، تضم عددًا من المجموعات القصصية للكاتب محمود الورداني التي أصدرها طوال تاريخه في الكتابة ومنها "السير في الحديقة ليلا"، "في الظل والشمس"، "الحفل الصباحي".
وقال الوردانى عن مختاراته القصصية: "أن اختياره لهذه المجموعات تحديدا يرجع لكونها تمثل كل المراحل التى مر بها، والتجارب المختلفة التى خاضها، مؤكدا أنه لا يشترط بها الجودة الفنية، بقدر كونها تعبر عن كل ما عاشه الفرد، متابعا أنها تضم مختارات من أول ما طرحه من مجموعات قصصية عام 1970 وحتى ما أصدره عام 2007.
صمت الرمال
وفى المقدمة التى جاءت بعنوان "على سبيل التقديم"، يتحدث الوردانى عن هذه القصص قائلا: "كتبت ونشرت هذه المجموعة من القصص، وعددها سبع وعشرون قصة قصيرة، على مدى ثمانية وثلاثين عاماً، أى ما يقرب من أربعة عقود، وقد حرصت فى اختيارى لها بين أربع مجموعات، هى كل ما يشكل إسهامى فى القصة القصيرة، حرصت على اختيار ما يمثل كل المراحل التى أظن أننى مررت بها، منذ 1970 تاريخ أول قصة اخترتها، وحتى أبريل 2008 تاريخ آخر قصة من هذه المختارات"، من عناوين المختارات: "ولد وبنت"، "بحر البقر"، "يوم طويل"، "حكاية عن المدن"، "بيت عمي"، "رائحة الزقاق"، و"أربعون ليلة".
ومن أجواء قصة "ولد وبنت": "لمحتها عيناه آتية من بعيد. نظر إلى ساعة الميدان وأعدّ وجهه لابتسامة... قرر أن يكون طبيعياً إلى أقصى حد. فى البداية أخذت تجول بعينيها وهى تتهادى ببطء، ثم استقرت أخيراً، وابتسمت ابتسامة بسيطة. كانت ترتدى “جيباً” كحلياً غامقاً بالكاد يصل إلى ركبتيها، ومجعداً فى أماكن عدة، وقميصاً أبيض رجالياً، ويداها ملتفّتان حول حقيبتها المدرسية، الملتصقة بصدرها فى ارتخاء. أعطته يدها وحاول هو أن يبقيها فى يده. قالت له إنها لم تتأخر وأنها هكذا دائماً فى مواعيدها".
محمود الورداني، من مواليد حى شبرا، بالقاهرة، وتخرج فى معهد الخدمة الاجتماعية عام 1972، وشارك فى حرب 1973، كما كتب فى القصة القصيرة، كـ"السير فى الحديقة ليلا 1984، النجوم العالية 1985، فى الظل والشمس 1995"، ومن الرواية "نوبة رجوع 1990، رائحة البرتقال 1992، طعم الحريق 1995، الروض العاطر 1998"، وشارك فى تأسيس صحيفة أخبار الأدب.
وأضافت بركات في الحوار الذي يأتي ضمن فعاليات برنامج "كاتب وكتاب"، إن "الأسلوب يقترب من الأسلوب الواقعي ولكنه لا يتطابق معه"، مشيرة إلى أنها لا تكتب رواية واقعية لتعلم عن حقائق في التاريخ.
ورأت أن الرواية شكل من أشكال التأريخ الشخصي والداخلي والاجتماعي والنفسي وفي أكثر الأحيان لا يتطابق مع التاريخ الرسمي.
قد يهمك ايضًا:
رحيل إبراهيم إسحاق أحد روّاد الرواية السودانية
مرور مئة عام على الرواية البوليسية الأولى لـ"ملكة الجريمة" آجاتا كريستي