موسكو ـ العرب اليوم
اختار الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي موسكو ليصدر باللغة الروسية فيها كتابه "الإسلاموفوبيا بين المجابهات والتعاون والمهام المنتظرة" المكرّس لسبل منع اضطهاد المسلمين.
وأقيمت فعاليات توقيع الكتاب المذكور باللغة الروسية بحضور إحسان أوغلو في مقر المجلس الروسي للتعاون الدولي بموسكو الجمعة 28 أكتوبر/تشرين الأول، حيث شهد الحفل حضور عدد من الشخصيات الرسمية والعلمية والدينية الروسية، بمن فيها نائب رئيس وزراء جمهورية تتارستان الروسية راوي أحمد شين، ومنسق فريق النظرة الاستراتيجية "روسيا والعالم الإسلامي" بنيامين بوبوف، والعضو المراسل في أكاديمية العلوم الروسية، عضو المجلس العلمي الروسي للشؤون الدولية فيتالي نعومكين، إضافة إلى الدبلوماسي الروسي قسطنطين شوفالوف، وغيره من الشخصيات العامة.
وسبق مراسم الحفل استقبال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي لإحسان أوغلو في مقر دار المراسم التابعة لوزارة الخارجية الروسية، بحضور كل من راوي أحمد شين وفيتالي نعومكين وقسطنطين شوفالوف.
وأشاد الجانب الروسي خلال اللقاء بالدور الكبير الذي لعبه إحسان أوغلو في منح روسيا صفة العضو المراقب في منظمة التعاون الإسلامي منذ سنة 2005، ونوه به كشخصية سياسية فذة، وعالم كبير ذي شهرة عالمية، مشيرا إلى زياراته المتكررة إلى روسيا عموما، وجمهورية تتارستان على وجه التحديد.
راوي أحمد شين من جهته، نقل لإحسان أوغلو تحية رستم مينيخانوف رئيس جمهورية تتارستان وتهنئته بمناسبة الإصدار الروسي لكتابه، وأشاد بالدور الكبير له في تعزيز العلاقات الروسية التركية، وتوجه للمؤلف قائلا : "نكنّ لكم في تتارستان قدرا كبيرا من الاحترام والتقدير. أهمية كتابكم تكمن في أنه يهدف إلى ترسيخ التسامح في العلاقات بين الطوائف، فضلا عن الأهمية الخاصة التي سيحظى بها في الجمهوريات /الروسية/ متعددة القوميات كتتارستان وباشكرتستان وغيرهما".
وختم بالقول: "سيحظى كتابكم هذا بأهميته في أوساط العلماء الشباب والمخضرمين، ونعرب لكم عن شكرنا الخاص، كذلك على إسهامكم الكبير في تطوير العلاقات بين تتارستان وتركيا".
وفي التعليق على الأثر الذي سيتركه كتاب أوغلو، أشار أحمد شين إلى الاهتمام الذي سيلقاه لدى "اتحاد تتار أوروبا" الذي يضم المنظمات التترية في أكثر من عشرين بلدا.
هذا، وكرّس إحسان أوغلو كتابه "الإسلاموفوبيا بين المجابهات والتعاون والمهام المنتظرة"، لسبل مواجهة ظاهرة اضطهاد المسلمين والتعصب ضدهم، وأفرد فيه ثماني نقاط رئيسية يمكن اعتبارها أسسا يمكن الاستناد إليها للانطلاق من حالة المواجهة، إلى التعاون بما يخدم اجتثاث الإسلاموفوبيا وغيرها من ظواهر التمييز على أساس الدين أو المعتقد أو الإيمان.
كما أورد في الكتاب نصوص جملة من المقالات العلمية، والمحاضرات والكلمات التي ألقاها في مختلف المحافل، بما فيها الدورات العامة للأمم المتحدة.
هذا، وأصدر إحسان أوغلو كتابه المذكور باللغة الإنكليزية سنة 2013، وبالروسية سنة 2016، حيث جرى إعداد نسخته الروسية تحت رعاية بنيامين بوبوف منسق فريق النظرة الاستراتيجية "روسيا والعالم الإسلامي"، الذي شغل منصب المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون العلاقات مع منظمة التعاون الإسلامي، وحظي بشرف صياغة افتتاحية الكتاب.
ولد البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو في القاهرة سنة 1943 وحصل على درجة البكلوريوس في العلوم سنة 1966، ونال الماجستير في الكيمياء سنة 1970 من جامعة عين شمس في القاهرة، قبل أن يحصّل درجة الدكتوراه في جامعة أنقرة في تركيا سنة 1974.
وعمل إحسان أوغلو عضوا في هيئات التدريس في عدد من كليات العلوم، ثم أصبح البروفيسور الأول والرئيس المؤسس لشعبة تاريخ العلوم في جامعة اسطنبول.
كما شغل الكثير من المناصب العلمية والإدارية في عدد من المؤسسات الأكاديمية والمراكز والمعاهد وهيئات التحرير في الكثير من المجلات في مصر وفرنسا وألمانيا والأردن والسعودية وإسبانيا وتونس وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة.
وعمل في إطار نشاطه العلمي والبحثي على صياغة الكثير من التدابير لتعزيز السلم العالمي وتحقيق التضامن بين أقطاب الأمة الإسلامية، واتخذ خطوات جادة أسهمت في جعل منظمة التعاون الإسلامي منظمة فعالة.
كما ألف باقة من الكتب والمقالات باللغات التركية والإنجليزية والعربية في ميادين العلوم، وتاريخ العلوم والثقافة الإسلامية، والثقافة التركية والعلاقات بين العالمين الإسلامي والغربي، والعلاقات التركية العربية، تمت ترجمت بعضها إلى الروسية والفرنسية واليابانية ولغة ملايو والكورية والبوسنية.