القاهرة - ا.ش.ا.
وسط أجواء سياسية ملتهبة، مرت أمس ذكرى مرور عامين على إعلان تحرير ليبيا من قبضة نظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي، من دون احتفالات صاخبة أو رسمية. وأحيت ليبيا التي تشهد حالة من الفوضى وأعمال العنف الذكرى الثانية لـ«تحرير البلاد» من النظام السابق، من دون أي مظاهر احتفالية في شوارع العاصمة طرابلس أو بنغازي (شرق) ثاني مدينة في البلاد ومعقل الثورة. وبينما اكتفى المؤتمر الوطني (البرلمان)، الذي يعتبر أعلى سلطة دستورية وسياسية في البلاد، بتهنئة الشعب بالذكرى الثانية لإعلان التحرير مما وصفه بـ«نظام القمع والاستبداد الذي قيد حريته طيلة 42 عاما»، ألقى الصحافي الليبي فتحي بن عيسى باللوم على ما وصفه بـ«الأداء البائس» للحكومة وللمؤتمر العام، وقال: «الشعب أعلن كلمته أن ليبيا لم تتحرر بعد»، مضيفا: «لا تستطيع سلطة الأمر الواقع أن تحتفل ولو شكليا، لأن نقمة الشعب قاربت على الانفجار»، موضحا أن لافتة ارتفعت أمس في شوارع طرابلس تقول: «ليبيا ليست حرة.. وطرابلس تعاني من الميليشيات». ودعا المؤتمر الوطني في بيان مقتضب له، الشعب الليبي بهذه المناسبة إلى توحيد الصف والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية والتوجه إلى بناء دولة القانون والمؤسسات الموحدة. كما دعت الحكومة الانتقالية التي يترأسها علي زيدان، إلى شحذ الهمم والطاقات للانطلاق فيما سمته مرحلة الجهاد الأكبر، جهاد الهوى والنفس والسعي الحثيث لبذل كل جهد من شأنه تحقيق الأهداف التي ضحى من أجلها الشهداء والمفقودون والجرحى. وقالت الحكومة في بيان لها إنه ينبغي على الجميع أن تبقى دلالات هذه التضحيات الجسام ماثلة أمام أعينهم دائما، ولتكون نبراسا نهتدي به في سعينا لبناء ليبيا الجديدة بكل نزاهة وموضوعية، وعلى أسس الشفافية والمصداقية، تحترم فيها حقوق الإنسان ومبدأ التداول السلمي للسلطة. وسعت الحكومة في بيانها إلى التنصل من مسؤوليتها عن مسألة التعاون بين ليبيا وحلف شمال الأطلنطي (الناتو)، مؤكدة أن موضوع العلاقة مع الحلف بدأ منذ فترة المجلس الانتقالي السابق وتعزز بزيارة الأمين العام للحلف بعد التحرير، مشيرة إلى أنه جرى التواصل فيما بعد والتباحث في مجالات هذا التعاون أثناء زيارة رئيس الوزراء لمقر الحلف في مايو (أيار) الماضي، وخلال مشاركته في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي. وأوضح البيان أن ليبيا طلبت مساعدة الحلف في الجوانب الفنية والاستشارية، حيث جرت الموافقة على ذلك من خلال إرسال فريق من الاستشاريين محدودي العدد، لتقديم المشورة والدعم الفني لإعادة تأسيس الجيش الليبي والرفع من كفاءة حرس الحدود وقوات الأمن. وعبرت وزارة الخارجية الليبية عن كامل امتنانها لحلف الناتو على الموافقة على الطلب الليبي المعني بتقديم المشورة الفنية لليبيا في مجال بناء المؤسسة الدفاعية، التي تعتبر إحدى الأولويات التي تسعى ليبيا الجديدة إلى تحقيقها في أسرع وقت ممكن وبأفضل ما هو موجود في دول العالم تقنيا وفنيا. ورحبت الوزارة في بيان لها بتشكيل فريق مصغر من الخبراء يتولى تقديم المشورة الفنية في مجال بناء المؤسسة الدفاعية في ليبيا ويكون مقره في بروكسل، مشيرة إلى أنها ستكون على اتصال دائم مع هذا الفريق ومع مسؤولي الحلف لتحقيق ما تصبو إليه ليبيا في بناء مؤسساتها الدفاعية والأمنية. إلى ذلك، أعلنت السلطات الليبية عن إحباط عملية إرهابية في العاصمة طرابلس، بعد تمكن عناصر القوة الوطنية المتحركة التابعة لرئاسة الأركان العامة بالجيش الليبي فجر أمس، من ضبط سيارة بها متفجرات بالقرب من محطة الكهرباء غرب طرابلس. وقال الناطق الرسمي باسم القوة الوطنية المتحركة، إنه بعد ورود معلومات عن قيام مجموعة مجهولة بإضرام النار في إطارات السيارات بالطريق الساحلي أمام المحطة والاشتباه في محاولتها اقتحامها، جرى إرسال فرقة من أفراد القوة الوطنية المتحركة إلى الموقع، إلا أنه فور وصول هذه القوة جوبهت بإطلاق الرصاص من قبل المجموعة المسلحة، مما أسفر عن إصابة عنصرين من أفراد القوة المتحركة أحدهما إصابته خطيرة. وأوضح في تصريحات لوكالة الأنباء المحلية، أن المسلحين تمكنوا من الفرار في سيارتين، وترك سيارة أخرى تبين بعد تفتيشها وفحصها أن بها كمية من المتفجرات جاهزة للتفجير، ويعتقد أنها كانت تستهدف تفجير محطة كهرباء غرب طرابلس.