الخرطوم – العرب اليوم
أعلن وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، الثلاثاء، أن حكومة بلاده "أجرت اتصالات وتفاهمات على مستوى الرئاسة ووزارة الخارجية مع الدول الصديقة الداعمة للجنرال الليبي خليفة حفتر".
وقال غندور، خلال حوار مع قناة "الشروق" الفضائية المقربة من الحكومة، إن "قضية دعم حفتر(قائد القوات المدعومة من مجلس النواب في طبرق شرقي ليبيا) فيها الكثير من الحساسية ونحن نتعامل معها من ذلك المنطلق".
وأشار غندور إلى أن "الاتصالات التي أجريت مع تلك الدول (لم يسمها) كانت الحكومة السودانية تخرج منها بتأكيدات على أن دعم خليفة حفتر، لا يعني دعم حركات التمرد السودانية المتعاونة معه".
وذكر أن "للحكومة السودانية تفاهمات مع الأشقاء الذين يقفون خلف حفتر"، دون تقديم تفاصيل إضافية.
وأشار أن "أمن ليبيا مهم للأمن الداخلي وأن الحكومة السودانية ليست لديها أجندات خاصة فيها".
وأعرب غندور عن "دعم حكومة الخرطوم لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج".
وأوضح أن الحكومة "تتعامل مع الملف الليبي وفق منظور سياسي أمني، الأولوية فيه للأمن، وأن أي تأثير أمني في ليبيا يؤثر على البلاد".
ونوّه إلى أن البلدين اتفقا مؤخرًا على "قضايا أمن الحدود، وتهريب السلاح، والإتجار بالبشر"، وكذلك التفاهم حول ضبط "التسلل لبعض الحركات المتطرفة والإرهاب عمومًا".
والأحد الماضي، أعلن الرئيس السوداني، عمر البشير رفض بلاده، لأي تدخل خارجي في ليبيا، وشدَّدا على "عدم وجود أجندة خاصة لبلاده" هناك.
ودعا البشير، خلال مباحثات مشتركة مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، "للحفاظ على أمن واستقرار ووحدة ليبيا وسيادتها على أراضيها".
وأوضح آنذاك، أن "بعض المجموعات الليبية (لم يسمها) ما زالت تستخدم مجموعات من الحركات المسلحة الدارفورية الهاربة والمتمردة كمرتزقة، وتقدم لهم الدعم للقيام بنشاط هدام يستهدف أمن واستقرار ليبيا".
ومايو/أيار الماضي، أعلن الجيش السوداني، أنه يخوض معارك مسلحة مع "قوات مرتزقة" "دخلت الإقليم من حدود ليبيا وجنوب السودان في وقت متزامن".
وتتهم الخرطوم، خليفة حفتر، بـ"الاستعانة بمرتزقة من حركات التمرد في دارفور، للقتال إلى جانب قواته ضد خصومهم في ليبيا".
ولم تشهد علاقة الخرطوم، أي توتر مع حكومة الوفاق، على عكس الحكومة المؤقتة، المنبثقة عن مجلس النواب في طبرق، التي درجت على اتهام الحكومة السودانية بـ"تسليح أطراف مناوئة لحفتر، وهو ما نفته الخرطوم".
وتتقاتل في ليبيا كيانات مسلحة عديدة، منذ أن أطاحت ثورة شعبية بالزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، عام 2011.
فيما تتصارع على الحكم 3 حكومات، اثنتان منها في طرابلس (غرب)، وهما "الوفاق الوطني"، المُعترف بها دوليا، و"الإنقاذ"، إضافة إلى الحكومة المؤقتة في مدينة البيضاء (شرق)، والتابعة لمجلس نواب طبرق.