عمان - العرب اليوم
استقبل الاردنيون على عادتهم العاصفة الثلجية بصور من التكافل والتراحم الاجتماعي، والفزعة لكل محتاج والتسابق مع كل المؤسسات الرسمية والخاصة والتطوعية لتقديم العون والمساعدة.
كما تشهد العلاقات العائلية في مواسم الشتاء مزيدا من التماسك والانصهار حيث وتتجمع الاسرة في مثل هذه الأيام في جلساتها الدافئة، تتبادل الحوارات "التعليلة" التي يغلب عليها الطابع السياسي والثقافي اكثر من أي شيء.
وتحتل الثلوج مكانة واضحة في الموروث الأدبي والشعبي عند الأردنيين وتأخذ مساحة كبيرة في الرواية والقصة، تتفجر خلالها أحاسيس الأدباء والشعراء باعتباره مفجرا للفنون يستوحون منه الأمل والنقاء والصفاء ويستبشرون فيه الخير.
ويحتل هطول الثلوج اهتماما كبيرا بصفته باعثا على الجمال، وباعثا للطاقة والحيوية والطمأنينة وفق استاذة علم النفس الدكتورة سهير السوداني.
الفنان التشكيلي الدكتور عمر العجلوني يقول إنه ينتظر قدوم الثلوج كما ينتظر العريس عروسه يستقبلها في فناء بيته بعمل التشكيلات الفنية، مبينا أن الثلج يبعث بالفنان حرية التشكيل والابداع ويطلق من خلاله انفعالاته.
ويقول المواطن عبد المهدي الوقفي ابو محمد انه يستقبل الثلوج بكل سعادة لأنه يجمع الأسرة على طاولة اجتماعية يتباحثون خلاله في مختلف القضايا السياسية والاجتماعية.
وتعبر المواطنة عبير طبيشات، إن هطول الثلوج بالنسبة اليها تعطيها السكينة والامان وراحة البال، وتبدد من خلال اللعب بالثلج كل انفعالاتها النفسية وتستبدلها بمشاعر السعادة والفرحة والهناء.
ويعتبر المطرب وعازف العود حسين الزعبي أنه كلما اشتدت الثلوج جادت قريحته الفنية بإطلاق مواويله واغانيه التي تبعثها أجواء الشتاء والثلج.
المزارع ابراهيم الياسين يبوح بمشاعر السعادة والفرح باستقبال هطول الثلوج التي تشكل بالنسبة له حسب قوله رمزا للخصب والغلال والأمل، ما يدفعه الى استغلال كل شبر في ارضه من أجل الزراعة.
ويقول الدكتور محمد الشناق إنه خلال هطول الثلوج ومحاصرتها منزله يطلب من زوجته تجهيز "المكمورة"، وهي الطبخة الشعبية الاردنية المشهورة التي يشتهر بها ابناء الشمال، مبينا انها من اطيب وألذ الأكلات الشعبية في وقت الشتاء لأنها تمد الجسم بالطاقة والحرارة.
ويقول المواطن تيسير ابو دلو، عند هطول الثلوج يخرج الاردنيون شيبا وشبابا بطقوس الفرح الى ساحات المنازل والمناطق العالية يستقبلون الثلوج ويشكلون اشكالا فنية مختلفة يزينون سياراتهم وساحاتهم بتصاميم ثلجية على شكل إنسان او مركبات ومختلف الاشكال الفنية ويمارسون اللعب بالثلج، يضربون بعضهم بحباته البيضاء التي يجمعونها بكل فرح.
ويقول استاذ علم النفس الاجتماعي الدكتور محمود عطا إن العاب الثلوج في الاردن حالة اجتماعية تدل على الالفة والمحبة بين الأسرة التي تقسم نفسها جماعات متنافسة لجمع الثلج ورشه فوق الرؤوس بمشاعر من الغبطة والسرور.
واضاف ان الانسان وهو يداعب حبات الثلج الباردة يشعر بنوع من الراحة وإطفاء الرواسب السلبية وينتابه شعور بأنها بركات من الله لأنها رمز للخصب.
ويوضح الدكتور صالح الطاهات من وزارة الصحة أن الثلوج تقضي على الكثير من الجراثيم والفيروسات الضارة وتنقي الجو منها.
ويعتبر الشيخ نور الدين العثامنة أن نعمة الماء كبيرة لا تضاهيها نعمة بعد الهواء، وعند منابع الماء اقام بنو البشر حياتهم وبنوا حضارتهم.
بترا